تحدث أستاذ التاريخ في جامعة نيويورك، البروفيسور فنسنت كاناتو عن أسباب فساد الأشخاص الذين عملوا في منصب محافظي نيويورك، وقال في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو»، إن الوضع السياسي في نيويورك قد تغيّر، وأنه ثمة تقلبات وتغيّرات كثيرة حدثت فيها. وفي ما يلي أجزاء من المقابلة:
■ ما مشكلة هذا العمل الذي يبدو أنه يشجع على الفساد؟
■■ يتعلق جزء من الأمر بالسياسة المحلية بشكل عام، حيث يكون المحافظ أقرب كثيراً إلى عمليات تفتيش العقود والشرطة، حيث يبدأ كل هذا الفساد في الحدوث. وكان أغلب مستشاري المحافظ الحالي- الذي يُعدُّ أول محافظ لنيويورك تتم إدانته وهو في منصبه إيريك آدمز – من أصدقائه المقربين للغاية، ولم يكن هناك الكثير من الاختلاف بينه وبين كبار مساعديه. وعندما تكون لديك مدينة كبيرة مثل نيويورك، ستكون هذه الفرص أكبر كثيراً من تلك المتاحة في مدن صغيرة.
وعندما تم انتخابه لأول مرة، كان آدمز يناقش بانتظام باعتباره نجماً ديمقراطياً وطنياً ينتظر دوره، وهو الشخص الذي قد يشكل ثقلاً موازناً لبعض القوى الأكثر تقدمية في الحزب.
■ ما مدى أهمية القضايا المحلية في نيويورك على المستوى الوطني، وإلى أي مدى يفكر عمدة نيويورك في القضايا المحلية مقابل القضايا الوطنية؟
■■ محافظو نيويورك ليسوا مجرد أشخاص يبحثون عن جمع القمامة من الشوارع، بل إنهم يراقبون ما يحدث على المستوى الوطني وكذلك الدولي. ولكن في السنوات الـ20 أو الـ30 الماضية، كان هناك تأميم أكبر للسياسة بهذا المعنى. وأعتقد أن المحافظ السابق بيل دي بلاسيو وآدامز كانا يركزان على الشؤون الوطنية بطرق مختلفة. ولكن نعم كان من النادر أن يكون محافظ نيويورك شخصاً محدود التفكير. ولكن خلال الـ20 أو الـ30 عاماً الماضية، أصبح هناك نوع من تأميم السياسة في هذا المعنى، وبات المحافظون يركزون على القضايا المحلية.
■ متى كان محافظ نيويورك محدود التفكير آخر مرة؟
■■ أعتقد أن المحافظ ديفيد دينكينز الذي عمل في هذا المنصب في الفترة ما بين 1990 و1993 هو آخر شخص محدود التفكير.
■ لماذا لا يستطيع سكان نيويورك إيجاد شخص مناسب لهذا المنصب يكون محبوباً من قبلهم؟
■■ أعتقد أن محافظ نيويورك أصبح غير محبوب منذ عهد المحافظ مايكل بلومبيرغ، وتلاه دي بلاسيو، والآن آدامز. ولقد تغيّرت المدينة كثيراً خلال الـ20 أو الـ30 سنة الماضية. وبعد أن سيطر الحزب الديمقراطي على المدينة في الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات لم يعد ذلك ملموساً الآن. وهناك الكثير من التقلبات والتغييرات وعدم اليقين في السياسة في المدينة. وكان دي بلاسيو على اليسار وآدامز أقرب إلى الوسط. ولكن كلا الائتلافين غير مستقرين إلى حد كبير، وكلاهما لديه عيوب شخصية وسياسية خطرة.
■ ما الذي ينتظر آدامز بعد ذلك؟ وكيف ستبدو المعركة السياسية إذا استقال، أو في انتخابات عمدة المدينة العام المقبل؟
■■ لا يوجد عدد كبير من المساهمين الأثرياء أو زعماء الحزب الذين يمكنهم أن يجتمعوا ويقولوا: «لقد انتهى الوقت. إريك، تنحَّ جانباً» كما أن الرئيس السابق دونالد ترامب تمت إدانته أيضاً. وأعتقد أن آدامز لن يستقيل، بل سيكافح.
■ هل ترى أن المحافظ السابق أندرو كومو، هو الممثل الأكثر احتمالاً لتيار يسار الوسط الذي يتسم بصفات مقبولة من الجمهور؟
■■ أنا شخصياً لا أرى أي شخص آخر يتمتع بشهرة كبيرة في المدينة. إذا نظرت إلى معظم الساسة البارزين، فسوف تجد أنهم في الأغلب من اليسار التقدمي. ولا يوجد مرشح سياسي أو رجل أعمال آخر سيأتي من الوسط ويجذب الاهتمام نفسه. كومو لديه العديد من العيوب الخاصة به، ولذلك لست مقتنعاً بأنه سيفوز. عن «بوليتيكو»