كشف الخبير في مجال الطاقة كريم الأدهم، عن أهمية دخول مصر في عصر تصنيع الهيدروجين الأخضر، بعدما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن ذلك أمس.
وأوضح الأدهم في تصريحات لـRT أن الهيدروجين الأخضر هو الذي يتم إنتاجه من التحليل الكهربي للمياه بواسطة طاقة كهربية مستمدة من مصادر طاقة جديدة ومتجددة (طاقة شمسية وطاقة رياح وطاقة مائية).
ووفقا له تقول وكالة الطاقة الدولية إنه “في حين أن أقل من 0.1% من إنتاج الهيدروجين العالمي المخصص حاليا يأتي من التحليل الكهربائي للماء، ومع انخفاض تكاليف الكهرباء المتجددة، لا سيما من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، هناك اهتمام متزايد بالهيدروجين الناتج عن استخدام التحليل الكهربائي للمياه”.
وأشار الخبير في مجال الطاقة كريم الأدهم إلى أن الجميع يفضل الهيدروجين بشكل عام، لأنه يحتوي على ما يقرب من ثلاثة أضعاف الطاقة التي يحتويها الوقود الأحفوري (الفحم والبترول والغاز الطبيعي)، مما يجعله أكثر كفاءة، ويمكنك أيضا اعتباره مضاعف للكهرباء – فمع بعض الماء وقليل من الكهرباء، يمكنك توليد المزيد من الكهرباء أو الحرارة.
وتابع: “كما أنه متاح على نطاق واس، وتتمثل نواتج حرقه لتوليد الطاقة في بخار ماء فقط. وتتمثل عوائد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين كما صرح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لمصر في حدود (10-18) مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، فضلا عن اتاحة أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة في حال زيادة استخدام القدرات المحلية بصناعات الهيدروجين، فضلا عن المساهمة فى تخفيض واردات مصر من المواد البترولية، وتحقيق المستهدفات الوطنية المتعلقة بتقليل انبعاثات الكربون، بما يعزز من مساهمة مصر في تحقيق المستهدف العالمي المتعلق بتقليل انبعاثات الكربون العالمية بمقدار 55 مليون طن سنويا بحلول عام 2050”.
وأكد أنه فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر في مصر، فهناك 16 مذكرة تفاهم وقعتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع شركات عالمية لتوطين صناعة الوقود الأخضر، من بين هذه المذكرات مذكرة تم توقيعها مع شركة FFI الاسترالية تستهدف إنتاج الأمونيا الخضراءالتي تعتمد على الهيدروجين الأخضر بحجم إجمالي يتخطى 2 مليون طن من الأمونيا.
وقد أوضح الوزير أن لدى مصر القدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة في العالم، وذلك بدءا من 2.68 دولار/ كجم في عام 2025، وستنخفض لتصل إلى 1.7 دولار/ كجم في عام 2050؛ وذلك بما يمكن مصر من الاستفادة من قدراتها التنافسية، لتحقيق خطة طموحة والوصول إلى 8% من السوق العالمية للهيدروجين.
ونوه الخبير المصري بأنه مع زيادة الطلب على الهيدروجين الأخضر سيزداد الطلب على مصادر الطاقة المتجددة، نظرا لأن الهيدروجين الأخضر يعتمد فقط على مصادر الطاقة المتجددة، ولا شك أن التوجه للهيدروجين الأخضر سيكون ذا فائدة كبيرة لمصر والعالم، وبالتأكيد سيأتي اليوم الذي تقوم فيه مصر بتصدير الهيدروجين الأخضر مع المضي قدما في المشروعات الطموحة المخطط لها.
خبير الطاقة ماهر عزيز
من جانبه، قال خبير الطاقة المصري ماهر عزيز إن تنويع مصادر الطاقة كان المحور الأول لاستراتيجية مصر لعهد جديد، تتحق فيه كل إمكانات ووسائل الإتاحية والنوالية والمقبولية.
وأشار في تصريحات لـRT إلى أن هذه الإمكانات الثلاثة هي الدعامات الرئيسية لتأمين حصول الطاقة للجميع، مشيرا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعطى لمحور تنويع مصادر الطاقة المكانة الأولى في عام 2014 بالقمة العالمية للطاقة المتجددة بأبوظبي.
وتابع الخبير المصري: “تنويع مصادر الطاقة هو أيضا مبدأ عالمي لاستراتيجيات الدول للطاقة، حيث أطلق المجلس العالمي للطاقة نصحه المشهور احتفظ بجميع خيارات الطاقة مفتوحة، ومصر تواكب التوجه العالمي في هذا المضمار”.
ونوه بأنه من هذا المطلق يأتي التوجه الحالي للدخول في عصر الهيدروجين الأخضر، كطاقة متجددة تدعم الطاقة المولدة من الشمس والرياح.
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم