لاتزال كيمبرلي هيلموس تشعر بالقشعريرة عندما تفكر في طقوس الغضب الأولى التي مارستها. فقبل عامين ونصف العام بعد طلاقها من زوجها، جربت مهندسة الأمن السيبراني مع إحدى المتخصصات – وتدعى ميا باندوتشي – طقوس الغضب، المخصصة لتفريغ طاقات الكراهية تجاه تجارب وأشخاص في حياة الشخص.
وشرحت هيلموس لصحيفة USA TODAY «طقوس الاحتفال» الذي يصرخ فيه المشاركون ويضربون بعصي كبيرة على الأرض في الغابة، حيث يتم تشجيعهم على التفكير في الأشخاص والتجارب التي ظلمتهم والصراخ، حتى لا يعودون قادرين على تحريك أذرعهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن باندوتشي قادت طقوس الغضب لسنوات عدة وبدأت في القيام بها أولاً لنفسها، ثم لأصدقائها، وفي النهاية كجزء من خلواتها التي تستغرق أياماً، والتي تشمل أنشطة أخرى فتحولت إلى استثمار، يمكن أن تتراوح أسعار خلوته من نحو 2000 إلى 4000 دولار، أما تفريغ الغضب ليوم فيكلف 222 دولاراً للتذكرة الواحدة!
وعملية طقوس الغضب بسيطة جداً وفقا لباندوتشي، إذ يجمع المشاركون العصي الكبيرة بينما يستحضرون في أذهانهم «كل شخص تجاوزك، أو آذاك، أو تجاهل حدودك أو استغلك أو أساء إليك بأي شكل من الأشكال». وبعد بعض الأنفاس للإحماء، يبدأ الصراخ والتأرجح. وتقام الطقوس في الغابة حتى يتمكن المشاركون من إحداث الضوضاء دون خوف من إزعاج الأشخاص القريبين».
وأضافت باندوتشي: «عندما يفعل الناس ذلك ويمنحون أنفسهم الإذن بالتنفيس عن غضبهم، فإن قدرتهم على الفرح تتوسع فعلياً. إنهم قادرون على الشعور بمزيد من السعادة والمتعة، ويعودون إلى عائلاتهم بمزيد من الامتنان والسهولة والسلام».
بدورها، ذكرت هيلموس أنها اعتقدت أن طقوس الغضب الأولى ستعالج الغضب الذي شعرت به تجاه زوجها السابق. وبدلاً من ذلك، شعرت بشيء أعمق بكثير: الحزن الذي كانت متمسكة به منذ أن شهدت وفاة صديق لها عندما كانت في الـ15 من عمرها.
من جانبها، قالت المعالجة النفسية ستيفاني سركيس، إن «الناس يتعاملون مع الغضب بطرق متنوعة، ولا يوجد حل واحد يناسب الجميع للغضب. بالنسبة للبعض، يمكن التعامل مع الغضب بشكل أفضل من خلال استراتيجيات التنشيط، مثل ضرب كيس اللكم أو القيام بتمرين مكثف. بالنسبة للآخرين، فإن الاستراتيجيات المهدئة، مثل التنفس العميق أو المشي البطيء أو الموسيقى الهادئة، تعمل بشكل أفضل». وأضافت أنه من المهم معرفة أفضل طريقة للتعامل مع الغضب قبل الخضوع لهذه الطقوس.