استجابت دولة الإمارات بشكل فوري لنداء الواجب الإنساني، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا، مؤكدة تضامنها التام مع قيادة وشعبي البلدين، ولتطلق فارسها الشهم لنجدة الشعبين.
لا شك أن الإمارات تتحرك كفارس إنساني، ولم لا وهي أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في العالم، حتى غدت صديقة الشعوب ونصيرة المستضعفين بعيداً عن السياسة وإشكالاتها، بعد أن وضعت نصب أعينها أن تكون عوناً للإنسانية، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق.
ومن هذا المنطلق، شكل التحرك الإماراتي العاجل، ووجود الإمارات ضمن أوائل الدول على الأرض ومشاركتها في عمليات الإنقاذ تجسيداً واضحاً لحضورها الإنساني وتضامنها الدائم مع مثل هذه الأحداث، وتعبيراً صادقاً لتضامنها الكامل مع المجتمعات المتضررة حول العالم عبر البرامج والمشروعات الإغاثية والإنسانية.
وكعهدها كانت الإمارات دائماً عوناً للشقيق والصديق، فسارعت بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى الاتصال هاتفياً مع كل من الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتعبير عن خالص التعازي والمواساة للرئيسين السوري والتركي وشعبيهما وذوي الضحايا جرّاء الزلزال المدمر.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة تضامن الإمارات الكامل مع سورية وتركيا، ووقوفها إلى جانب البلدين في هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة، واستعدادها لتقديم كل دعم ممكن للمساعدة في مواجهة آثار هذا الزلزال.
وعلى الفور، وجه صاحب السمو رئيس الدولة بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ، إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا الصديقة وسورية الشقيقة، لإغاثة الأسر في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الزلزال.
وتنفيذاً لتوجيهات سموه، أعلنت «قيادة العمليات المشتركة» في وزارة الدفاع بدء عملية «الفارس الشهم 2» لدعم الأشقاء والأصدقاء في سورية وتركيا بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و«مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» و«مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية»، والهلال الأحمر الإماراتي.
وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال، وتشمل مبادرة سموه تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الشعب السوري الشقيق، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي الصديق.
كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري الشقيق بقيمة 50 مليون درهم، وذلك لإغاثة المتضررين من الزلزال الأعنف الذي شهدته البلاد منذ عقود.
بدورها، دعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة تنمية المجتمع، للانضمام إلى حملة «جسور الخير»، والمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في سورية وتركيا.
وستبدأ الحملة بتعبئة المساعدات الأولية يوم السبت 11 فبراير 2023 في تمام الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 2 ظهراً، في كل من مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) في أبوظبي، ومركز دبي للمعارض، في مدينة إكسبو دبي.
وستستمر عملية جمع التبرعات النقدية والعينية لمدة أسبوعين اعتباراً من يوم 12 فبراير، وبشكل مباشر من قبل هيئة الهلال الأحمر الاماراتي والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.
وكانت الإمارات من أوائل الدول التي وجدت على الأرض في المناطق المنكوبة، حيث أكد اللواء الركن صالح بن مجرن العامري، قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، أن بعثة الإغاثة الإماراتية وجدت منذ المرحلة الأولى مع فرق البحث الدولية التي وصلت تركيا، محققة سبقاً بوصول 3 طائرات عسكرية الإثنين الماضي، تقلّ فرق بحث وإنقاذ ومواد طبية.
وأكد أن العمليات الميدانية تتم بتنسيق كامل ومباشر ووفقاً للأولويات والاحتياجات العاجلة التي تحددها سورية وتركيا.
وتحرص دولة الإمارات منذ تأسيسها على أن يكون الدعم الإنساني والتنموي جزءاً أساسياً من علاقاتها الخارجية، وتتصدر منذ سنوات القوائم العالمية لأكبر المانحين في مجال المساعدات التنموية قياساً بدخلها القومي، كما تجسّد الخطوة الرسالة الإنسانية للإمارات من خلاله المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين الذي أكد الثوابت الأخلاقية في العمل الإنساني للدولة، وعدم ارتباط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة.