أعرب ذوو طلبة في مدارس خاصة عن قلقهم من أن تنفيذ الاختبارات والأنشطة الطلابية عبر الأجهزة الإلكترونية والذكية، يفقد الطلبة مهارات الكتابة والإملاء، لافتين إلى أن أبناءهم غير قادرين على الكتابة باليد نتيجة اعتماد المدارس الكلي على الأجهزة الذكية والإلكترونية.
وأكدت مدارس خاصة أن تطبيق الاختبارات الذكية يتيح تصحيحها في وقت واحد، وإعطاء النتائج بعد انتهائها، ما يسمح بتكملة الحصة الدراسية.
وتابعت أنها ترسل واجبات منزلية واختبارات تتعلق بالإملاء لتطوير مستوى الطلبة في الكتابة، معتبرة أنه تمرين عملي على استخدام الأقلام.
وقالت «أم هيا الماجري»، إن ابنتها تعاني ضعف الكتابة والإملاء بسبب اعتماد المدارس على الأجهزة الذكية والإلكترونية في حلّ الاختبارات والأنشطة، إضافة إلى حلّ الواجبات المنزلية، لافتة إلى أن خط ابنتها كان جيداً منذ دخولها للمدرسة في الصف الأول، إلا أن مستواها تراجع مع استخدام الأجهزة الإلكترونية في الكتابة وأصبحت بطيئة.
وأوضحت أن ابنتها تفضل الأجهزة الإلكترونية كونها أسهل في حل الواجبات والأنشطة المنزلية، مضيفة أنها تعمل على تطوير مهارات ابنتها من خلال مطالبتها المستمرة لها بنسخ القصص.
ورأت والدة الطالبة «أم فرح عز» في الصف الأول أنه لابد من إعادة الاستخدام الورقي لطلبة المرحلة الابتدائية، والابتعاد ولو بشكل مؤقت عن الاستخدام الإلكتروني لتطوير مهارات الطلبة في الكتابة والإملاء بعد ضعف مستواهم كتابياً منذ اعتماد بعض المدارس على الأجهزة الذكية والإلكترونية في كل أنشطتها وحصصها الدراسية.
وأشارت إلى أنه في حال استمرت المدارس في الحد من الكتابة والاعتماد بشكل كلي على الأجهزة الذكية والإلكترونية، فإن الطلبة سيفقدون مهارات الكتابة والخط المتميز خلال المراحل الدراسية المتقدمة، ولن يستطيعوا كتابة أي نص تعبيري.
وأيدتها «أم روان»، التي ترى أن «الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية في الكتابة والاختبارات يفقد الطلبة مهارات الكتابة، ويشجعهم على نسخ الأفكار من الإنترنت».
ولفتت إلى أن «بعض الطلبة لا يستطيعون كتابة فقرة ورقية باللغة العربية أو الإنجليزية بسبب سوء خطهم وعدم امتلاكهم مهارة الكتابة، والاعتياد على كتابتها إلكترونياً»، داعية المدارس إلى تخصيص حصة أسبوعياً في مادة اللغة العربية للإملاء ولتطوير مهارات الطلبة كتابياً، وتحسين خطهم، وتعليمهم مهارات فن الخط العربي.
وقالت إدارات مدرسية خاصة في الإمارات الشمالية، إن الحصص الدراسية والأنشطة الفصلية والواجبات تعتمد على الأنظمة الإلكترونية والذكية، وإنه لا يمكن إعطاء الطلبة أوراق عمل لحلها وإعادة إرسالها للمدرسة لتصحيحها، كما كانت الحال قبل جائحة «كورونا».
وشرحت أن أغلبية المدارس تفضل اعتماد الوسائل الإلكترونية والذكية لسهولة وصولها للطلبة وإطلاع المعلمين عليها وتصحيحها بشكل أسرع.
وأوضحت أنها لا تغفل عن الكتابة الورقية، على الرغم من الاعتماد على الأجهزة الذكية والإلكترونية، إذ تجرى اختبارات وواجبات منزلية تتعلق بالإملاء وتقسم الدرجات بين خط الطالب والإجابة الصحيحة.
وطالبت ذوي الطلبة بتطوير مهارات أبنائهم من خلال تعويدهم قراءة القصص وإعادة تلخيصها خلال وجودهم داخل المنزل، الأمر الذي يسهم في تطوير مهارات الكتابة لديهم بشكل أفضل، معتبرة أن الإملاء تمرين عملي على استخدام القلم.
وأكدت رصد الطلبة الأكثر ضعفاً في الكتابة، ووضع خطط لتحسين خطهم وتطوير مستواهم.