<![CDATA[
تحدث رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، لتقديم “مساعدة فورية” لتركيا بعد الزلزال العنيف الذي دمر جنوب البلاد وجزءا من سوريا.
وجدد رئيس الحكومة “رغبة اليونان في مساعدة تركيا على الفور”، وقدم “خالص تعازيه”، بحسب بيان مقتضب أصدره مكتبه، فيما تشهد العلاقات بين هذين البلدين الجارين والخصمين التاريخيين توترات شديدة اتسمت خلال الأشهر الماضية بتصريحات نارية بين الزعيمين.
وسبق أن أكد ميتسوتاكيس “وضع كل قواتنا في تصرف تركيا”، معلنا إرسال طائرة للقوات الجوية اليونانية مع 20 عنصر إطفاء ومساعدة انسانية.
وأضاف أن ما حصل “كارثي”، موضحا أن اليونان تستطيع ان تقدم الى تركيا “معدات مختلفة ولوازم طبية وبطانيات وخيما” بحسب الحاجات.
ويعود آخر لقاء بين الرجلين إلى أكتوبر الفائت في براغ خلال إطلاق المجموعة السياسية الاوروبية، وفق ما ذكر لفرانس برس مصدر في مكتب رئيس الوزراء اليوناني، لكنه لم يمر بسلام. فقد انسحب ميتسوتاكيس من عشاء لرؤساء الدول والحكومات حين هاجم أردوغان اليونان محملا إياها مسؤولية انعدام الاستقرار في البحر المتوسط.
من جهته، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إنه اجرى اتصالا هاتفيا بنظيره التركي مولود تشاوش اوغلو، مكررا استعداد بلاده لتقديم “مساعدة طبية” الى تركيا.
وتقل الطائرة سي-130 التابعة للجيش اليوناني، والتي ستغادر الاثنين، رئيس الهيئة اليونانية لمكافحة الزلازل للمشاركة في “إدارة الجهود بهدف مواجهة هذه الكارثة”، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الحكومة اليونانية يانيس أويكونومو، الإثنين.
ورغم الخصومة التاريخية بينهما، تتبادل أثينا وأنقرة تقديم المساعدة عند وقوع كوارث طبيعية، وخصوصا منذ زلزال سابق دمر منطقة إزميت في تركيا العام 1999.
دعوة أممية لمساعدة تركيا وسوريا
وإلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي لمساعدة سوريا وتركيا على خلفية الزلزال الذي ضرب البلدين.
وجاء في بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الاثنين: “الأمم المتحدة مستعدة تماما لتقديم الدعم. فرقنا تقيم الاحتياجات وتقدم المساعدة”.
وتابع البيان: “نحن نعول على المجتمع الدولي لمساعدة الآلاف من الأسر المتضررة، وكثير منهم بالفعل في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في مناطق يصعب الوصول إليها”.
هذا وتتوقع منظمة الصحة العالمية قفزة كبيرة في أعداد القتلى بعد الزلزال المدمر، الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غربي سوريا وتلته هزات أرضية أخرى وتوابع وحوّل بنايات عديدة إلى حطام.
وقال مسؤولون إن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وضرب جنوب تركيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين هو الأسوأ الذي تشهده البلاد على مدى هذا القرن، إذ أودى بحياة أكثر من ألف شخص هناك وأكثر من 800 في سوريا.
وأعقب هذا الزلزال هزة أرضية كبيرة أخرى بلغت قوتها 7.7 درجة.
وقال ريك برينان، مدير مكتب المنظمة الإقليمي للطوارئ بشرق المتوسط لرويترز “أعتقد أنه يمكننا توقع زيادة أعداد القتلى بشكل كبير… انهار العديد من البنايات، وسيزداد ذلك بشكل ملحوظ في محيط مركز الزلزال”.
وذكر أن منظمة الصحة العالمية ستزيد من عدد موظفيها في مدينة غازي عنتاب بجنوب تركيا قرب مركز الزلزال وتبحث خيارات إرسال فرق طوارئ طبية إلى المنطقة. وقال إن توابع الزلزال الأول تعرقل جهود الإنقاذ.
وأردف “تجد فرق الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى هناك لانتشال الناس… المباني التي ربما تعرضت لبعض الأضرار لكنها لا تزال قائمة، يمكن أن تتعرض لهزة أخرى وقد تنهار”.
وأضاف أن سوريا التي تعاني بالفعل من أزمة إنسانية مستمرة منذ سنوات ومصاعب اقتصادية كبيرة وتفشي لوباء الكوليرا في “مهب الريح” عقب الزلزال المميت.
وقال “تجمع كل هذه الأزمات يؤدي إلى معاناة هائلة”.