<![CDATA[
تتجه العديد من المطاعم العالمية نحو الاعتماد بشكل أكبر على “الإنسان الآلي” والتحول إلى “أتمتة” العمل، وهو ما يهدد مئات الآلاف من الوظائف حول العالم، إلا أنه يوفر الكثير من التكاليف على الشركات ويضمن جودة أكبر لمنتجاتها.
تقول العديد من المطاعم الكبرى في العالم، إنها بدأت تتجه مضطرة إلى “الروبوت“، حيث إنها تريد تعويض النقص في الأيدي العاملة الذي تواجهه منذ انتهاء أزمة وباء “كورونا”، حيث انتعش الطلب على قطاع الضيافة والفندقة والمطاعم دون وجود ما يكفي من الأيدي العاملة لتلبية هذا الطلب المتزايد.
وبحسب تقرير نشرته جريدة “ديلي ميل” البريطانية، فإن “الإنسان الآلي” الذي بدأ يغزو المطاعم الكبرى في العالم، يظل أقل كلفة بكثير من العامل البشري التقليدي، حيث على الرغم من التكاليف المرتفعة نسبياً لــ”الروبوت” إلا أن كلفتها التشغيلية تظل أقل من كلفة تشغيل العمال البشريين.
قال التقرير إن سلسلتي مطاعم عالمية كبريين تنفقان حالياً أكثر من نصف مليون دولار شهرياً كتكاليف لتشغيل أجهزة “روبوت” تقوم بخدمة الزبائن والقيام بالأعمال اللازمة في المطعم، إلا أن هذا المبلغ لا يزال أقل من تكاليف العمال من البشر.
وتستخدم سلاسل الوجبات السريعة الرئيسية الروبوتات لقلب البرغر وتخمير الإسبريسو وتقديم التحية للعملاء، فيما تؤكد التقارير أن هذه الروبوتات تشكل “جزءً بسيطاً من التكلفة مقارنة بدفع أجور العاملين من البشر”.
وتقوم سلسلة مطاعم (White Castle) في الولايات المتحدة باختبار روبوت يُدعى (Flippy) في 100 موقع تابع لها حالياً، فيما يستخدم مطعم (Chipotle) روبوتاً بذراع واحدة لصنع رقائق التورتيلا في موقع واحد، وكلاهما يكلف ثلاث آلاف دولار شهرياً للروبوت الواحد، ولدى سلسلة مقاهي “ستاربكس” العالمية ماكينات إسبريسو تعمل بالذكاء الاصطناعي وتبلغ قيمة الواحدة منها 18 ألف دولار أميركي، وهي موزعة على 1200 موقع على الأقل حتى الآن.
مع ارتفاع تكاليف الغذاء والنقص الحاد في العمالة في الولايات المتحدة، أصبح دفع الإيجارات الشهرية للآلات خياراً فعالاً من حيث التكلفة، بحسب ما تؤكده “ديلي ميل”.
وأفادت الرابطة الوطنية للمطاعم في الولايات المتحدة مؤخراً بأن أربعة من كل خمسة مشغلين يعانون من نقص في الموظفين منذ انتشار جائحة “كورونا” في عام 2020. فيما تؤكد جريدة “ديلي ميل” أن الخبراء يتوقعون أن الأمر سيستغرق بضع سنوات قبل أن تحل الروبوتات محل العاملين من البشر.
قال ديفيد هينكس، مدير شركة “تيكنوميك”، وهي شركة لأبحاث المطاعم: “أعتقد أن هناك الكثير من التجارب التي ستقودنا إلى مكان ما في مرحلة ما، لكن ما زالت الصناعة تعتمد على العمالة”.
وأجبر نقص العمالة أصحاب المطاعم على تقديم أجور أعلى لجذب المزيد من الموظفين، مما أدى إلى زيادة التكاليف وجعل المؤسسات تعاني للبقاء واقفة على قدميها.
ودفعت “ستاربكس” أكثر من 21 مليون دولار حتى الآن لشراء آلات من صانعي قهوة الإسبريسو، وهي آلات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكنها مزج المشروبات بدقة وتفعل ذلك أسرع من صانعي القهوة من البشر العاديين.
وتمت إضافة نفس البرنامج الذي يعتمد على “الروبوت” أيضاً إلى ممرات المقاهي التابعة لشركة “ستاربكس”، والتي ترحب بالعملاء وتتلقى طلباتهم، مما يقلل من عدد الموظفين المطلوبين في الموقع.
وتعتبر شركة (Miso Robotics)، ومقرها في ولاية كاليفورنيا، مورداً رئيسياً في هذه الصناعة، حيث تقول إن الروبوت “فليبي” قادر على طهي 300 قطعة برجر وإلقاء مئات السلال من البطاطس المقلية يومياً.
وتدعي الشركة أن تقنيتها تؤدي مهام إعداد الطعام أسرع بمرتين من العاملين من البشر، ولديها كفاءة أكثر بنسبة 30%.
وبدأ نقص العمالة في الولايات المتحدة بسبب جائحة “كورونا”، حيث أُجبرت العديد من المطاعم على الإغلاق بسبب أوامر الإغلاق الحكومية الصارمة.