<![CDATA[
خلال اليومين الماضيين، لم يتوقف الحديث عن بلدة سوليدار القابعة في شمال شرقي أوكرانيا، والتي تشنّ عليها روسيا هجوماً وصف بأنه الأشرس، منذ بدء عمليتها العسكرية على أراضي جارتها في فبراير/شباط الماضي.
فأين تكمن أهمية تلك المنطقة، ولماذا تركّز موسكو عليها إلى هذه الدرجة؟
على خط إمداد استراتيجي بين منطقتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس تقع “باخموت”، التي تخوض حولها القوات الروسية معارك عنيفة، خصوصاً عند خاصرتها الجنوبية ومناطقها الشرقية.
ولعل التركيز الروسي عملياً ينصّب على “باخموت” لا سوليدار، إلا أن القوات الروسية لجأت للسيطرة على البلدة الصغيرة عبر مدينتي كرامانورسك وسلوفيانسك للاقتراب من سوليدار والوصول لباخموت.
ومن شأن تلك الخطوة على الأرض، وضع القوات الأوكرانية في وضع حرج للغاية، وذلك لأن التلال المرتفعة في سوليدار تشرف على كل خطوط الإمداد الأوكرانية وكذلك خطوط الاتصال.
وفي حال السيطرة عليها، يصبح تطويق باخموت من الشمال أسهل بكثير، وبالتالي تعطيل خطوط الإمداد على الأوكران.
وتبعاً لهذا، أعلنت القوات الأوكرانية أن نظيرتها الروسية قصفت سوليدار أكثر من 86 مرة خلال 24 ساعة بالمدفعية الثقيلة.
كما كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن قواته تخوض معركة هي الأشرس هناك.
في حين أعلن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوزين، أن أهمية سوليدار تكمن بوجود أنفاق التعدين فيها، وهي أنفاق ممتدة تحت الأرض ويمكن لها أن تتسع لجنود ودبابات.
آخر التطورات على الأرض
أما جديد التطورات الميدانية، فأعلن دينيس برشيلين القائم بأعمال رئاسة دونيتسك الموالي لموسكو أمس الثلاثاء، أن القوات الروسية سيطرت على وسط بلدة سوليدار شرق أوكرانيا، ودفعت القوات الأوكرانية إلى المناطق الخلفية غرب البلدة.
في حين سيطرت قوات فاغنر على ضواحي سوليدار الجنوبية ما بعد منطقة كراسنايا غورا.
يأتي ذلك فيما ما زالت المعارك محتدمة بين قوات “فاغنر” والجيش الأوكراني غرب المدينة، في حين طوقت القوات الروسية المقاتلين الأوكرانيين في جيوب البلدة غرباً.
إلى ذلك، نشرت هيئة الأركان الأوكرانية بياناً عن الأوضاع، أوضحت فيه أن القوات الروسية تواصل عملياتها الهجومية باتجاه باخموت وأفديف وليمان في محاولة لتحسين الموقف التكتيكي باتجاه كوبيان.
وأضافت أن الروس أعادوا تجميع صفوفهم واستعادوا القوى البشرية ونقلوا وحدات هجومية إضافية وغيروا التكتيكات وبدأوا الاعتداءات هناك.
كذلك أوضحت أن روسيا نشرت عددا كبيرا من الوحدات الهجومية المؤلفة من أفضل احتياطيي مجموعة فاغنر.
يذكر أن سوليدار تقع في منطقة دونيتسك على مسافة حوالي 15 كيلومترا من مدينة باخموت، التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة وأصبحت الآن مركزا للقتال.