تواصل معنا للاستفسار
كشف أستاذ كلية الطب بجامعة رأس الخيمة استشاري الطب النفسي في مستشفى «راك»، الدكتور طلعت مطر، عن ظاهرة تحدث عقب نهاية كأس العالم لكرة القدم، تتمثل في زيادة معدل المشكلات الزوجية، خاصة بين المتزوجين حديثاً، موضحاً أن ذلك يعود لقلة اهتمام الزوج بزوجته، وعدم قيامه بأدواره المنزلية الأخرى، وتوفير الاحتياجات، وتخصيصه كل وقته لمشاهدة المباريات فقط، ما يصل في بعض الأحيان لأن يشاهد جميع مباريات البطولة، كما أشار إلى أن بعض الزوجات لا تقدر شغف زوجها بكرة القدم، ولا تقاسمه ذلك الشعور، وهو ما يكون بداية شرارة الخلافات.
ونصح الدكتور طلعت مطر خلال حديثه لـ«الإمارات اليوم» بأهمية الموازنة واتخاذ منهج الوسطية، ليكون حلاً من أجل تفادي وقوع المشكلات بسبب المونديال، مشيراً إلى أنه لاحظ وجود زيادة في عدد الاستشارات لحل المشكلات الأسرية عقب نهاية كل كأس عالم، وقال إنه وعقب مونديال 2018، الذي أقيم في روسيا، استقبل عدداً كبيراً من الاستشارات، كان أساس الخلاف فيها انصراف الزوج عن زوجته لمتابعة مباريات كأس العالم.
وقال استشاري الطب النفسي في مستشفى «راك»: «أكثر الاستشارات التي ترد إلينا عقب المونديال، تكون بخصوص المشكلات الزوجية، فبعض الزوجات قد لا يقدرن شغف الزوج بكرة القدم، كما أن بعض الأزواج ينصرفون شعورياً ومادياً، ولا يضطلعون بأدوارهم ولا يساعدون، ما يتسبب في الخلافات».
وأشار طلعت مطر إلى أن هناك من يتسمرّ خلال المونديال أمام الشاشات لمتابعة كل صغيرة وكبيرة طوال شهر كامل، وقد يطول الأمر قبل انطلاق الحدث وبعده أيضاً، مع إهمال الزوجة، وعدم مراعاة متطلباتها، وهو ما يطلق شرارة الخلافات، وقال: «بعض الزوجات يشعرن بالغيرة من كرة القدم، إلا في حال كانت هي أيضاً عاشقة لكرة القدم، وهو أمر نادر لدى المرأة الشرقية».
فرصة لتوحيد المشاعر
اعتبر أستاذ كلية الطب بجامعة رأس الخيمة، أن كأس العالم يمكن أن يكون فرصة جيدة لتوحيد المشاعر بين الأزواج، في حال كان الطرفان يعشقان كرة القدم، وأوضح: «يمكن لكرة القدم أن تزيد من عمق العلاقة بين الأزواج في حال كانا يشجعان منتخباً واحداً، لأن كرة القدم هي أيضاً من الفنون التي لها ظاهرة عظيمة على النفس البشرية، مثلها مثل مشاهدة الزوجين فيلماً سينمائياً، فقد يوحد ذلك مشاعرهما مع تقلبات الفيلم ما بين لحظات الفرح والحزن».
وأشار الدكتور طلعت مطر، إلى وجود آثار صحية سلبية، قد تحدث للشخص، فبعضهم قد يصل به الأمر من خلال التشجيع بحماسة مفرطة أو بسبب ضغط النتائج المخيبة إلى تعرضه لأزمات قلبية، رغم معرفته بأن ما يشاهده هو مجرد لعبة، وأنه يجب عليه ألا يحمّل نفسه أكثر مما ينبغي. وقال: «في دراسة طبية أجريت على الإنسان أثناء مشاهدة التلفاز، لاحظوا أن المنطقة المسؤولة عن المشاعر داخل الدماغ، تعمل بطاقتها، وتتفاعل مع ما يحدث من مشاهد».
وواصل: «على سبيل المثال حين تشاهد فيلماً، فإنك تكون متأكداً بأن ما تراه هو تمثيل، ولكن مع ذلك، وفي بعض المشاهد، فإنك قد تنفجر ضاحكاً، أو تدخل في نوبة من البكاء، كما أنك تتفاعل أكثر حين تشاهد الظلم يقع على البطل خلال الحبكة الدرامية، وقد تكون على استعداد لأن تتدخل لرفع ذلك الظلم، أو قد تصرخ في وجه الظالم، ولكن في هذه اللحظة يتدخل الفص الأمامي من الدماغ، ليمنعك من ذلك، لأنه يخبرك بأن ما تشاهده هو مجرد تمثيل».
الاعتدال في المشاهدة
اعتبر الدكتور طلعت مطر، أن الانغماس الكامل مع مشاهدة كل صغيرة وكبيرة تحدث في المونديال، يستهلك الكثير من طاقة الإنسان، ويؤدي إلى الاحتراق النفسي، ونصح بأهمية الموازنة والاعتدال، لتجنب كل الآثار السلبية، وأن يكون الشخص أكثر نضجاً في تنظيم وقته، وأن يكتفي بمشاهدة بعض المباريات، والاكتفاء بالتعرف إلى نتيجة الأخرى».
وطالب أستاذ كلية الطب بجامعة رأس الخيمة، محبي مشاهدة المباريات، بأهمية تجنب الجلوس لفترة طويلة، وضرورة الحركة، لتجنب الآثار الجانبية في الجسد، كما أشار إلى وجود أضرار على العين، في حال كان الشخص يشاهد عبر شاشة هاتفه، واختتم: «المشاهدة عبر التلفاز أهون من الهاتف، وفي كلا الحالتين تجب الموازنة بين المشاهدة والأدوار الأخرى للشخص، لتجنب أي آثار جانبية نفسية وجسدية».
طلعت مطر:
«بعض الزوجات يشعرنَ بالغيرة من كرة القدم، إلا في حال كانت هي أيضاً عاشقة لكرة القدم، وهو أمر نادر لدى المرأة الشرقية».
«الانغماس الكامل مع مشاهدة كل صغيرة وكبيرة تحدث في المونديال يستهلك الكثير من طاقة الإنسان».
للإطلاع على ملحق إلكتروني.. منتخبات كأس العالم، يرجى الضغط على هذا الرابط.