الرئيسية منوعات 5 أسباب للإصابة بـ «التليف الرئوي»

5 أسباب للإصابة بـ «التليف الرئوي»

0 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo17342244281891560402

حذّر أطباء من مخاطر أمراض الرئة الخلالية، المتمثلة في التليف الرئوي، لافتين إلى تشابه أعراضها مع أعراض الإنفلونزا، كالسعال الجاف وضيق التنفس والتعب الشديد والإجهاد العام.

والتليف الرئوي هو مرض تدريجي (يزداد سوءاً بمرور الوقت)، ولا علاج له، ويؤدي في النهاية إلى الوفاة.

وهناك عدد من العوامل التي تؤثر في المدة التي يمكن أن يعيشها المصابون به، فقد يتفاقم المرض بسرعة (على مدار أشهر) أو ببطء شديد (على مدار سنوات).

وحدد الأطباء عدداً من المُسببات التي قد تعرّض الأشخاص للإصابة به، أبرزها: أدوية الأمراض المناعية والمضادات الحيوية والعلاج الإشعاعي والتعرّض للمخاطر البيئية والمهنية بصورة مستمرة.

وقال استشاري أمراض الرئة في قسم أمراض الرئة والطب الباطني في مستشفى راشد، الدكتور جوران نادر صالح، لـ«الإمارات اليوم»، إن أمراض الرئة الخلالية لها أسباب مختلفة، فهي مرتبطة بالأمراض المناعية في الأساس، وبعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية، خصوصاً المرتبطة بأمراض التهاب الرئة، والسرطان، وأمراض تنظيم نبض القلب.

وأضاف: «يمكن الإصابة بأمراض الرئة الخلالية من خلال التعرض لإشعاعات كجزء من علاج السرطان، ومن خلال العمل في شركات قطع الأحجار والمعادن، بسبب الغبار الذي يسبب التليف الرئوي، كما أن هناك جزءاً بسيطاً يرتبط بالشق الوراثي الخاص بعائلة المريض إذا كان لدى أحدهم مشكلات بالرئة أو يعاني تليفاً رئوياً».

وأوضح أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة هي المرضى الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً، بينما يمكن كذلك أن تحدث في عمر الـ20 أو الـ30 عاماً للمصابين بالأمراض المناعية وأمراض الروماتيزم والالتهابات العضلية والتغيرات المناعية.

وأكد أهمية توقف المريض عن استعمال الأدوية في حال اكتشف أنها تسبب التليف الرئوي، بحيث يمكن البحث عن حلول أخرى، وكذلك إذا كان المريض يعمل في أماكن مرتبطة بقطع الأحجار وغيرها، فعليه أن يغير بيئة العمل تجنباً للإصابة بالتليف الرئوي.

وذكر أن «البيانات المتعلقة بأمراض الرئة الخلالية متفاوتة من دولة إلى أخرى، وتعتمد على البنية التحتية لبحوث الدول والمستشفيات، فالمعلومات الخاصة بالشرق الأوسط محدودة جداً، ولا نمتلك تسجيلاً دقيقاً لهذا النوع من الأمراض، لذا نحاول العمل عليها حالياً في دبي وأبوظبي لتسجيل البيانات».

وقالت أخصائية الجهاز التنفسي، الدكتورة رانيا زين الدين: إن التليف الرئوي هو تندب وتيبس للأنسجة المحيطة بالحويصلات الهوائية وما بينهما، موضحة أن «هذا النسيج الصلب يمنع الرئة من أداء وظائفها الحيوية، فتقل مستويات الأكسجين الذي يصل إلى الدم، ما يؤثر سلباً في القلب، ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وضعف الجانب الأيمن من عضلة القلب».

وتابعت أن «أعراض التليف الرئوي تتشابه مع بعض أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، ومنها ضيق التنفس مع أقل مجهود، والسعال الجاف، والتعب الشديد والإجهاد العام»، موضحة أن «الأسباب المؤدية له تختلف، لكن من أبرزها التعرض للمواد الكيميائية أو السامة والدخان، لأن التعرض المتكرر لها من دون ارتداء واقٍ يؤدي إلى تأثر الرئة سلباً، ويسهم في حدوث تليف الرئة».

ومن المواد الضارة، الألياف الأسبستية، وغبار المعادن الثقيلة، ونشارة الخشب، وغبار الفحم، والحبوب، وروث الطيور والحيوانات. كما أن بعض المرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي والرئة قد يحدث لديهم تغيرات رئوية بعد مرور فترة من الوقت.

وشرحت أن درجة التليف تعتمد على عوامل عدة، منها حجم جزء الرئة الذي تعرض للإشعاع، وإجمالي كمية الإشعاع المُستخدمة، وما إذا كان استُخدِم العلاج الكيميائي أيضاً، وما إذا كان الشخص مصاباً بمرض كامن في الرئة.

ولفتت إلى أن بعض الأدوية قد تؤثر سلباً في الرئة، ما يؤدي إلى تليفها والإصابة بأمراض الرئة الخلالية، ومنها العلاج الكيميائي وأدوية القلب وبعض المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للالتهاب، فضلاً عن بعض الأمراض التي قد يكون من بعض أعراضها تليف الرئة مثل التهاب الجلد، والذئبة الحمراء، ومرض النسيج الضام المختلط، الذي يتميّز بأعراض مختلطة لاضطرابات عدة، مثل الذئبة وتصلب الجلد والتهاب العضلات، والتهاب الرئة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والساركويد، وتصلب الجلد.

ونصحت بتجنب التعرض للغازات السامة والمواد الكيميائية، وارتداء الأقنعة الوقائية أثناء فترات العمل لمن يعملون في التعدين والزراعة، وتجنب تناول الأدوية التي تؤثر سلباً في الرئة، مع ضرورة إبلاغ الطبيب عند ملاحظة ظهور أعراض تنفسية.

بدوره، قال أخصائي أمراض الرئة والجهاز التنفسي وطب أمراض النوم، الدكتور خوليو جوميز سيكو: إن أمراض الرئة الخلالية هي مجموعة من الاضطرابات تسبب تندباً والتهاباً في الرئتين.

وتابع أن هذا التندب يُطلق عليه اسم التليف، ويؤدي إلى تصلب أنسجة الرئة. وعلى الرغم من أنها لا تُناقش بقدر أمراض مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، فإن أمراض الرئة الخلالية خطرة، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير في التنفس ومستويات الطاقة وجودة الحياة بشكل عام.

وأوضح أن أعراض أمراض الرئة الخلالية تشمل: السعال الجاف المستمر، وضيق التنفس أثناء النشاط البدني، والإرهاق غير المبرر. وفي العديد من الحالات، لا تُشخص هذه الأمراض إلا بعد حدوث تليف كبير في الرئة، ما يبرز أهمية الوعي والتدخل المبكر.

وقال إنه من الممكن أن تتطور أمراض الرئة الخلالية نتيجة اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم عن طريق الخطأ.

وأشار إلى أن الأسباب تشمل الأدوية، بما فيها أدوية العلاج الكيميائي، والمضادات الحيوية، وأدوية القلب، والعلاج الإشعاعي، والتدخين.

ودعا إلى الحد من التعرض البيئي، لاسيما المهيجات المحمولة مثل العفن والرطوبة، والحفاظ على الصحة العامة، وإدارة الأمراض المناعية الذاتية عبر استشارة الطبيب بدقة، ومراقبة الآثار الجانبية للأدوية، خصوصاً التي تضر بالرئتين، وإجراء الفحوص الدورية، والتطعيم والحماية.


406838 EY 15 12 2024 p05