وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن بايدن سيستخدم الرحلة التي تستغرق 3 أيام لمواجهة نفوذ الصين من خلال تسليط الضوء على مشروع سكة حديد تدعمه الولايات المتحدة.
وذكرت الوكالة أن الزيارة تهدف إلى إعادة تطوير خط سكة حديد ممر لوبيتو في زامبيا والكونغو وأنجولا إلى تعزيز الوجود الأمريكي في منطقة غنية بالمعادن الأساسية المستخدمة في بطاريات المركبات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وتقنيات الطاقة النظيفة.
- استراتيجية جديدة
ووفق “أ ب” تشكل المعادن الحيوية مجالا رئيسيا للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين حيث تتمتع بكين بقبضة قوية على المعادن الحيوية في إفريقيا.
وتشير الوكالة إلى الولايات المتحدة شيدت لسنوات علاقاتها في إفريقيا من خلال التجارة والأمن والمساعدات الإنسانية، موضحة أن تطوير السكك الحديدية بطول 800 ميل (1300 كيلومتر) يمثل خطوة مختلفة ويحمل ظلالا من استراتيجية البنية التحتية الخارجية الصينية “الحزام والطريق” التي حققت تقدما كبيرا.
ووصفت إدارة بايدن الممر بأنه أحد مبادرات الرئيس المميزة إلا أن مستقبل لوبيتو وأي تغيير في الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع قارة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة وتميل بشكل كبير نحو الصين، يعتمد على الإدارة القادمة للرئيس المنتخب ترامب.
وقال مفيمبا ديزوليلي مدير برنامج إفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: “لم يعد الرئيس بايدن هو القصة.. حتى القادة الأفارقة يركزون على دونالد ترامب”.
- هل يتناسب مع رؤية ترامب؟
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة تعهدت بدفع ثلاثة مليارات دولار لممر لوبيتو والمشاريع المرتبطة به إلى جانب التمويل من الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى واتحاد خاص بقيادة غربية وبنوك إفريقية.
وقال توم شيهي من “معهد الولايات المتحدة للسلام” وهي مؤسسة بحثية فيدرالية غير حزبية: “هناك الكثير يعتمد على هذا من حيث نجاحه وإمكانية تكراره”.
ووصف توم شيهي بأن ممر لوبيتو واحد من المبادرات الرائدة لشراكة مجموعة السبع الجديدة للبنية التحتية العالمية والاستثمار والتي قادها بايدن وتهدف إلى الوصول إلى الدول النامية الأخرى ردا على مبادرة الحزام والطريق الصينية.
ويشعر كثيرون بالتفاؤل بأن مشروع لوبيتو الذي لن يكتمل قبل فترة طويلة بعد مغادرة بايدن لمنصبه، سوف ينجو من تغيير الإدارة ويحظى بفرصة.
ويوضح كريستيان جيرو نيما ال العلاقات الصينية الأفريقية: “طالما أنهم يواصلون وصف لوبيتو بأنه أحد الأدوات الرئيسية لمواجهة الصين في إفريقيا، فهناك احتمال لاستمرار تمويله”.
وسوف يكون ممر لوبيتو بمثابة ترقية وتمديد لخط سكة حديد يمتد من مناجم النحاس والكوبالت في شمال زامبيا وجنوب الكونغو إلى ميناء لوبيتو على المحيط الأطلسي في أنغولا، وهو طريق يمتد غربا مرورا بأماكن المعادن المهمة في القارة الإفريقية.
ويهدف المشروع في نهاية المطاف إلى الامتداد من زامبيا والكونغو إلى الساحل الشرقي لإفريقيا عبر تنزانيا ليكون بمثابة رابط سكة حديد من الساحل إلى الساحل.
في حين وصفتها إدارة بايدن بأنها “عامل تغيير” للاستثمار الأمريكي في إفريقيا، إلا أنها ليست أكثر من نقطة انطلاق للولايات المتحدة وشركائها مع هيمنة الصين على التعدين في زامبيا والكونغو، حيث تمتلك الكونغو أكثر من 70٪ من الكوبالت في العالم ومعظمها يتجه إلى الصين.
- بعض النجاح في إفريقيا
ووفق “أسوشيتد برس” كان مشروع لوبيتو ممكنا بفضل بعض النجاح الدبلوماسي الأمريكي في أنغولا، حيث عملت إدارة بايدن على تسريع التواصل مع لواندا مما أدى إلى تغيير ما كان علاقة عدائية قبل ثلاثة عقود عندما قامت الولايات المتحدة بتسليح المتمردين المناهضين للحكومة في الحرب الأهلية في البلاد.
وأفادت في السياق بأن حجم التجارة بين الولايات المتحدة وأنغولا بلغ 1.77 مليار دولار العام الماضي.
- إعلانات بايدن
وفي أنغولا حسب المصدر ذاته نقلا عن مسؤولين في البيت الأبيض، سيعلن بايدن عن تطورات جديدة في مجالات الصحة والأعمال الزراعية والتعاون الأمني بالإضافة إلى ممر لوبيتو.
وقالت فرانسيس براون المساعدة الخاصة للرئيس والمديرة العليا للشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي، إن الزيارة وهي الأولى التي يقوم بها رئيس أمريكي في السلطة إلى أنغولا، ستسلط الضوء على التطور الملحوظ في العلاقات بين واشنطن ولواندا.
وذكرت فرانسيس براون أن بايدن سيلفت الانتباه إلى التحدي الدائم للدبلوماسية الأمريكية القائمة على القيم في إفريقيا.
المصدر: “أسوشيتد برس”
إقرأ المزيد
بايدن يصل أنغولا في أول زيارة له كرئيس أمريكي لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين، إلى أنغولا في أول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة إلى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بعد أن تعهد منذ فترة طويلة بالقيام بهذه الزيارة.
البيت الأبيض: الولايات المتحدة لا ترى في إفريقيا ساحة لحرب باردة جديدة
قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة لا تعتبر القارة الإفريقية ساحة لحرب باردة جديدة، ولا تطلب من دول المنطقة الاختيار بين التعاون مع واشنطن وموسكو وبكين.
بايدن يفي بأحد وعوده لإفريقيا.. والعين على الصين!
ينطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن في رحلة إلى أنغولا وفاء بوعده بزيارة إفريقيا خلال فترة رئاسته ويركز خلالها على مشروع سكك حديدية كبير هدفه تحويل وجهة المعادن المهمة بعيدا عن الصين.
البيان الختامي المشترك للمؤتمر الروسي الإفريقي
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن المشاركين في المؤتمر الروسي الإفريقي تبنوا بيانا ختاميا مشتركا.
المؤتمر “الروسي الإفريقي”.. لافروف يعلن توقيع حزمة واسعة من الاتفاقات مع دول إفريقيا
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التوقيع خلال مؤتمر الشراكة “الروسي الإفريقي” في سوتشي جنوب روسيا على حزمة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم شملت مختلف المشاريع مع دول إفريقيا.
موسكو: المنتدى الروسي الإفريقي أظهر أن هناك من يدافع عن الشعب الإفريقي
أعربت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية يظهر أن هناك من يدافع عن شعوب إفريقيا.
الصين تزيح المستعمرين السابقين من إفريقيا
حول ريادة الصين الاستثمارية في القارة السوداء، كتب فلاديمير سكوسيريف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”:
شي جين بينغ: الصين مستعدة للوقوف مع الدول الإفريقية من أجل عالم متساو ومتعدد الأقطاب
أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن استعداد بلاده لتعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعزيز التعاون التجاري مع الدول الإفريقية.
ماهي مبادرة “حزام واحد – طريق واحد”؟
“حزام واحد – طريق واحد” هي مبادرة طموحة أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، تهدف لتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من 60 بلدا.