نال الخبير الإعلامي بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، الباحث إسلام الشيوي، درجة الدكتوراه بتقدير مرتبة الشرف الأولى من كلية الإعلام جامعة القاهرة، بعد مناقشة رسالته التي جاءت تحت عنوان "دور العلاقات العامة في المؤسسات النسائية في تعزيز تمكين المرأة الإماراتية ودعم مشاركتها المجتمعية".
وتكونت لجنة المناقشة من مجموعة من الأكاديميين والخبراء البارزين في مجال الإعلام والعلاقات العامة، حيث ضمت كلاً من الأستاذ الدكتور محمود مصطفى أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة مشرفا ورئيسا، والأستاذة الدكتورة أماني البرت أستاذ العلاقات العامة جامعة بني سويف مناقشا، والأستاذ الدكتور أحمد خطاب أستاذ العلاقات العامة والإعلان رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة مشرفا مشاركا والدكتوره نرمين على عجوه أستاذ العلاقات العامة والإعلان المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة مناقشا ، والذين أشادوا بأهمية الدراسة وعمق التحليل الذي قدمه الباحث.
حضر وقائع المناقشة التي جرت مساء أمس بمقر كلية الإعلام جامعة القاهرة كل من الأمين العام للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، أحمد سعيد الجروان، وعضو المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فاطمة علي المهيري، والأمين العام للبرلمان العربي للطفل بجامعة الدول العربية، أيمن عثمان الباروت، وعضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة مدير مشاريع جمعية الشارقة الخيرية خارج الإمارات وفي مصر، سعيد مطر بن حامد الطنيجي، وعضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، حميد عبيد الحمودي ورئيس مجلس إدارة نادي مليحة الثقافي الرياضي والاعلامي، محمد سلطان الخاصوني، والإعلامي عبدالرءوف أميرة من هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.
تناولت الدراسة موضوعًا حيويًا يمس صلب المجتمع الإماراتي ويعكس نجاح دولة الإمارات في تعزيز دور المرأة وتمكينها في مختلف المجالات، إذ تمثل هذه الدراسة إضافةً نوعيةً تسلط الضوء على نجاح الإمارات في دعم قضايا المرأة وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون الأكاديمي والبحثي لتعزيز العلاقات الإماراتية-المصرية في مجالات البحث العلمي والاجتماعي كما وعكست متانة العلاقات الإماراتية المصرية.
تأتي هذه الدراسة في إطار الدعم المستمر الذي تقدمه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات للمرأة وتمكينها في مختلف المجالات، إذ يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على أهمية تعزيز دور المرأة في المجتمع، كما تجسد دعم أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية في الإمارات بمختلف المبادرات والبرامج المخصصة للمرأة.
كذلك، يبرز دور سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بإمارة الشارقة، في تعزيز التوجهات الاستراتيجية لتمكين المرأة، ويعكس هذا الجهد التنموي المتكامل دعم كافة الحكام والشيوخ والشيخات والمسؤولين وصناع القرار في الإمارات لتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين في كافة المجالات.
وأبرزت الدراسة أهمية دور العلاقات العامة داخل المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي لها اتصال بالعمل النسوي في زيادة الوعي المجتمعي بحقوق المرأة ودعم مشاركتها الفاعلة في عملية التنمية المستدامة في إطار رؤى قيادة دولة الإمارات وحرصها على تنمية وتعزيز فرص مشاركة المرأة في كافة المجالات وعلى المستويات كافة .
وركّز الباحث على أن تمكين المرأة لا يشمل فقط النواحي الاقتصادية، بل يمتد إلى الجوانب السياسية والتعليمية والصحية، ما يعكس رؤية شمولية من قبل قيادة دولة الإمارات لدور المرأة في المجتمع.
وبين الباحث أن العلاقات العامة تلعب دورًا حيويًا في هذا المجال، حيث تستخدم المؤسسات الحكومية وسائل اتصال متنوعة لتعزيز الرسائل الإيجابية التي تهدف إلى دعم المرأة وتمكينها.
ومن حيث منهجية البحث، اعتمد الباحث إسلام الشيوي على أدوات بحثية متعددة لضمان شمولية الدراسة وموضوعيتها ، تضمنت أدوات البحث أربع وسائل رئيسية هي: المقابلات المتعمقة، تحليل المضمون، الاستبيانات الموجهة للقائمين بالاتصال، والاستبيانات الموجهة للجمهور.
وفيما يخص المقابلات المتعمقة، أجريت مقابلات مع عدة شخصيات بارزة، مثل الدكتورة خولة الملا، عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس هيئة شؤون الأسرة، ومحمد عبيد الشامسي، مدير عام صندوق الشارقة للضمان الاجتماعي، وأحمد سعيد الجروان الأمين العام للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ، والدكتور عبدالعزيز بن بطي المهري رئيس هيئة الشارقة الصحية ، ومريم راشد بن الشيخ مدير عام مجلس سيدات أعمال الشارقة والدكتور عبدالله سليمان الكابوري مدير دائرة شؤون الضواحي عادة ساره علي بن كرم مدير عام جمعية الاتحاد النسائي بالشارقة إلى جانب ممثلين عن هيئات ومؤسسات حكومية أخرى في الشارقة، وقد ساهمت هذه المقابلات في الحصول على وجهات نظر عميقة ومباشرة حول آليات تمكين المرأة ومدى فاعلية العلاقات العامة في هذا الإطار.
أما عن تحليل المضمون، فقد تم تطبيق تحليل المضمون على منصات ومواقع إلكترونية مختلفة تتبع المؤسسات الحكومية لعدد 19 جهة ، وقد أظهر هذا التحليل أن الجمهور المستهدف يتفاعل بنسبة كبيرة مع الرسائل التوعوية والإخبارية المتعلقة بتمكين المرأة، حيث بلغت نسبة التفاعل مع الرسائل الإلكترونية 93.8%. كما أظهرت النتائج أن هناك مستويات مرتفعة من الإعجاب والمشاركة والتعليق على المحتويات المتعلقة بتمكين المرأة، ما يعكس فعالية التواصل الذي تقوده العلاقات العامة.
وعن استبيان القائمين بالاتصال، وُجّهت استبيانات إلى المسؤولين عن العلاقات العامة داخل المؤسسات الحكومية، وذلك لرصد آرائهم حول فاعلية الأنشطة الاتصالية ومدى تحقيقها لأهداف تمكين المرأة ، وبيّنت نتائج هذه الاستبيانات وجود علاقة إيجابية بين الرضا الوظيفي لدى العاملين ومستوى الجهود المبذولة في دعم قضايا التمكين، كما أظهرت وجود تأثير ملحوظ لوضوح الأهداف المؤسسية على نجاح أنشطة التمكين.
وفيما يتصل باستبيان الجمهور، استُخدم استبيان من قبل الباحث موجهة للجمهور الإماراتي لقياس مدى تأثرهم بالرسائل الاتصالية حول تمكين المرأة ومدى مشاركتهم وتفاعلهم مع أنشطة التوعية، وأظهرت النتائج وجود تأثير كبير للجهود الاتصالية التفاعلية في دعم مقومات التمكين، وارتفاع نسبة الإقبال على التفاعل مع الرسائل التي تنشرها المؤسسات النسائية، ما يؤكد أهمية تنوع وسائل الاتصال.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج المهمة التي تدعم تحقيق رؤية دولة الإمارات في تمكين المرأة ، من أبرز هذه النتائج أن التمكين الاقتصادي والتعليمي للمرأة الإماراتية جاء في مقدمة القضايا التي تتفاعل معها الجماهير، يليها التمكين السياسي والصحي.
كما أظهرت النتائج أن هناك علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين الرضا الوظيفي للعاملين في المؤسسات الحكومية ونجاح الجهود الرامية إلى تمكين المرأة.
كما خلص الباحث إلى أهمية تطوير استراتيجيات العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية النسائية لتعزيز تفاعل الجمهور الإماراتي مع قضايا تمكين المرأة، وأوصى بتفعيل الاتصال الحواري والإلكتروني كأساس لتمكين المرأة وإشراكها بشكل فعّال في مسيرة التنمية.