الرئيسية سياسة 5 أسباب تدعم اعتقاد روسيا بخوضها حرباً ضد الغرب

5 أسباب تدعم اعتقاد روسيا بخوضها حرباً ضد الغرب

0 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo1734138018627392899

تعتقد روسيا حالياً أنها تخوض حرباً مع الغرب بصورة عامة، وهي كذلك منذ أن ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014، وحاولت تأمين دخولها إلى مدينة سيفاستوبول، لتجعلها قاعدة لأسطولها البحري في البحر الأسود، وكرافعة محتملة للنفوذ على توجه كييف السياسي.

وحتى في عام 2014، وفي منتدى «فالداي» السنوي الأمني في موسكو، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشير إلى تصعيد نحو الصراع مع الغرب، ثم وصف الغرب في وقت لاحق بأنه «تجاوز الحدود».

وقال بوتين في ذلك الوقت إنه مستعد لتصعيد الأمور أكثر، والتهديد بصراع عسكري أوسع، لكن الغرب تجاهل هذه الرسائل على الأغلب. واستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أدرك حلف شمال الأطلسي «الناتو» والعديد من الدول الغربية، أهمية كلام بوتين، وفهموا أنهم يتعاملون مع تصعيد مستمر.

أسباب رئيسة

وبات لدى بوتين الآن خمسة أسباب رئيسة تدعم اعتقاد روسيا بأنها في صراع مع الغرب، هي: التوسع التدريجي لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي باتجاه الحدود الروسية، والدعم المالي والعسكري الغربي لأوكرانيا، والخطاب المناهض لروسيا والعقوبات الدولية على السلع الروسية، والتدابير الرامية إلى تقييد استخدام روسيا للنظام المصرفي الدولي، وأخيراً سماح حلفاء أوكرانيا لها بإطلاق الصواريخ بعيدة المدى على روسيا.

طريقة التفكير

وهناك الكثير من المؤشرات التي تدل على طريقة تفكير الكرملين تجاه الحرب، فعلى سبيل المثال في نوفمبر 2022 قال بوتين: «قواتنا المسلحة تقاتل على خط التماس الذي يزيد طوله على 1000 كيلومتر، وتقاتل ليس فقط ضد وحدات النازيين الجدد، لكن في الواقع الآلة العسكرية بأكملها للغرب بصورة جماعية».

وفي أكتوبر 2023 وصف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف أنصار أوكرانيا بأنهم «يدفعوننا بقوة نحو الحرب العالمية الثالثة».

وفي يناير 2024 وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف روسيا بأنها «المحررة» من محور الحرب العالمية الثانية الذي «يعود ثانية إلى الحياة»، مشيراً إلى أنها تتصدى لظهور آخر للنازية.

أنواع الحروب

وتصنف روسيا أنواعاً مختلفة من الحروب وفقاً لمداها الجغرافي وقوتها، حيث يأتي الصراع المسلح في أدنى مستوى من مقياسها، فهناك مستوى أعلى من ذلك هو الحرب المحلية.

وفي عام 2014 كانت الحركة الأولية لما سمّي في ذلك الوقت «الرجال الخضر» وهم الجنود الروس غير الحاملين شارة عسكرية، تهدف إلى ذهابهم إلى شبه جزيرة القرم، لكنها كانت بوضوح عملاً من أعمال الحرب، ولذلك فإنه في كثير من النواحي كانت أوكرانيا في هذه المرحلة حرباً محلية.

وتكون الحرب المحلية محدودة وتنطوي على أهداف سياسية وعادة تحدث في فترة قصيرة، كما حدث عام 2008 بين روسيا وجورجيا، لكن يمكن أن يكون لها تداعيات لحلفاء الدول المتحاربة، كما أن هناك مستويين آخرين للحرب الروسية، هما الحروب الإقليمية والحروب الشاملة. تشارك في الحرب الإقليمية مجموعة دول لتأمين أهداف سياسية استراتيجية أمنية وعسكرية، كما هي حرب الاتحاد السوفييتي في الفترة ما بين 1979 و1989، وعلى الأرجح فإن روسيا ترى حرب أوكرانيا حرباً إقليمية منذ عام 2022، مع بعض العناصر التي تميز الحرب الشاملة.

وبالنسبة للحروب الشاملة فهي حروب بين تحالفات من الدول مثل أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين، أو عدد كبير من البلدان في أجزاء مختلفة من العالم مثل الحرب العالمية الثانية.

وكانت روسيا أشارت إلى أن التغييرات الأخيرة في السياسة الأميركية والبريطانية بالسماح بإطلاق صواريخهما بعيدة المدى على أراضيها تعتبر تصعيدية.

صراع مباشر

وقامت روسيا بتعديل عقيدتها النووية في شهر نوفمبر الماضي، ومن ثم قامت بإطلاق صاروخ فرط صوتي يمكنه حمل الرؤوس النووية على أوكرانيا، ما جعلها أقرب إلى الصراع المباشر مع دول حلف شمال الأطلسي، وبذلك اعتبر البعض أن روسيا هي التي تدفع للتصعيد.

وبدأت أوروبا والولايات المتحدة يدركان وإن بصورة متأخرة أن روسيا باتت ترى نفسها الآن في حرب مع الغرب، وإن كانت محدودة حالياً.

وأدركت الدول الأوروبية الأكثر قرباً من روسيا، مثل السويد، والنرويج، وفنلندا، وليتوانيا، هذا الأمر على نحو أكثر وضوحاً، فسعت على الصعيد السياسي إلى التحالف بشكل أوثق مع حلف شمال الأطلسي، والحلفاء العسكريين الأوروبيين، لصد التدخل الروسي بقوة.

لكن أوروبا بصورة عامة أصبحت ضعيفة على نحو أساسي نتيجة عقود من نقص الاستثمار في الدفاع، وعدم قدرتها على تنسيق سياسة الدفاع والأمن، واعتمادها المفرط على الولايات المتحدة كضمانة لأمنها. عن «آسيا تايمز»


تجنب التصعيد

1645149

بصورة عامة يعد الفهم المتزايد للنوايا والدوافع والقدرات الروسية أمراً حيوياً في الغرب، حيث يمكن أن يساعد هذا في تجنب المزيد من التصعيد إلى حرب واسعة النطاق، أو على الأقل تحسين القدرة على التفاوض مع موسكو.

. البعض اعتبر أن موسكو تدفع للتصعيد بعد تعديل عقيدتها النووية في نوفمبر الماضي.