شكل الوداع المبكر للمنتخب الوطني لكرة القدم لبطولة «خليجي 25» المقامة في العراق، حالة من الحزن وخيبة أمل في الوسط الرياضي، وبين جماهير «الأبيض» التي كانت ترغب في رؤية المنتخب منافساً على لقب البطولة، بدل أن يغادرها من الدور الأول بنقطة واحدة فقط، وخسارتين، وبأداء مخيب ومتواضع، لا يشرف كرة الإمارات، التي اعتادت المنافسة على ألقاب البطولات التي تشارك فيها، ومنها كأس الخليج. وزادت هذه النتائج من الوضع الصعب الذي يعيشه «الأبيض»، خصوصاً بعد الفشل في التأهل إلى المونديال الأخير.
واعتبر رياضيون أن ثلاثة تصريحات متناقضة لمدرب المنتخب، أروابارينا، أسهمت في حالة من الغموض تسببت في إرباك بخصوص أهداف المنتخب في «خليجي 25». وجاءت تصريحات أروابارينا بحسب الرياضيين، قبل وخلال البطولة، إذ سبق له أن قال إنه هو من يختار تشكيلة المنتخب ولا احد يتدخل في قراراته، وإنه ذاهب إلى البطولة للمنافسة على لقبها، بينما في الوقت نفسه استبعد مهاجماً مميزاً من القائمة في «خليجي 25»، هو الهداف التاريخي للمنتخب، علي مبخوت، الذي يتصدر أيضاً قائمة الهدافين في الموسم الجاري بدوري أدنوك للمحترفين، بـ13 هدفاً بعد إقامة 12 جولة، إلى جانب استبعاد لاعب مثل نجم العين بندر الأحبابي، وكذلك المخضرم إسماعيل مطر، وآخرين.
ويضاف إليها أيضاً قوله إنه ذهب إلى «خليجي 25» لبناء منتخب، في حين أن قائمة «الأبيض» ضمت سبعة لاعبين في القائمة الأساسية تعدت أعمارهم الـ30 عاماً وهم وليد عباس «37 عاماً»، وتيغالي «37 عاماً» وكايو كانيدو «32 عاماً» وعبدالعزيز هيكل «32 عاماً»، وحراس المرمى: علي خصيف «35 عاماً»، وخالد عيسى «33 عاماً» وخالد السناني «33 عاماً». وأكد الرياضيون لـ«الإمارات اليوم» أن «التناقضات في تصريحات المدرب لوسائل الإعلام جعلت الصورة غير واضحة بالنسبة للمنتخب».
بصمة غائبة
قال اللاعب الدولي السابق في منتخب الإمارات، حسين غلوم، إنه بالنسبة لحالة علي مبخوت فقد كانت عدم اختيار من قبل المدرب، وليس استبعاداً. متسائلاً عن «كيف للمدرب أن يبني فريقاً بوجود لاعبين أعمارهم تعدت الـ30 عاماً؟». وتابع غلوم «بناء فريق يحتاج للاعبين معدل أعمارهم في الـ20، وحتى لو خسر فإنه ليست هناك مشكلة، لكن تختار لاعبين فوق الـ30، بينما هناك لاعبون صغار في السن لم تخترهم، فهذا لا يستقيم».
وشدد غلوم على أنه «يستحيل ألا تكون هناك تدخلات في عمله»، مشيراً إلى أن المدرب لم تكن لديه بصمة في الأندية التي دربها من قبل. وأضاف: «المدرب له الحق في التصريح بأنه ذاهب للمنافسة على اللقب، لكنه ليس لديه مقومات للمنافسة».
تصريحات غير متوازنة
بدوره، شدد مدير فريق كرة القدم بنادي النصر سابقاً، المحلل الفني خالد عبيد، على أنه لم يكن يتوقع أن يظهر المنتخب بهذا السوء في كأس الخليج، مؤكداً وجود خلل في المنظومة كلها، وأضاف: «أعتقد أن أروابارينا لم يكن موفقاً في تصريحاته، كونها لم تكن متوازنة». وتابع خالد عبيد «الصورة والنتائج لم تكن واضحة، وكنا نتمنى أن يكون الوضع أفضل من ذلك بكثير».
وأكمل خالد عبيد: «هناك أيضاً تناقض في حديث المدرب عن اختياراته للاعبين، إذ اختار لاعبين في القائمة الموسعة، لكنه قام باستبعادهم من القائمة المشاركة في البطولة، ثم عاد وتحدث عن أنه لم يقم باستبعادهم، بمعنى أنه لم يخترهم، وهذا الأمر فيه تناقض».
علامة استفهام
بدوره، أكد مدرب المنتخب الأولمبي السابق والمحلل الفني عبدالمجيد النمر أن «المدرب عندما صرح بأنه ذاهب للمنافسة على اللقب فهذا الأمر يعد مطلباً للجميع»، وأضاف: «من البديهي أن يكون اللقب هو هدف الأبيض، خصوصاً أن البطولة يشارك فيها منتخبان آخران بالصف الثاني، مع وجود بعض المنتخبات الأخرى بمستوى متواضع». وأوضح: «المنطق يقول إن أبرز المرشحين هم (الأبيض) والمنتخب العراقي وعمان والبحرين».
وأوضح النمر «التناقض في الموضوع أن هناك مراكز ليس لدى المدرب لاعبون فيها، فمثلاً الهداف الأبرز هو علي مبخوت، ولو كان لدينا في «خليجي 25» مهاجم بديل له صغير في السن وجاهز ويسجل أهدافاً كان يمكن أن يكون ذلك مقنعاً، لكن هل يستطيع هذا اللاعب خوض 90 دقيقة بالمستوى نفسه؟، وهل هو أفضل من مبخوت؟، بالتأكيد المقارنة ظالمة».
وأكمل: «لو تم اختيار لاعبين صغار في السن مثل أحمد عامر وأحمد فوزي وعبدالله أنور كنا سنقتنع، لكن ألا يختار هداف الدوري والهداف التاريخي للمنتخب مثل علي مبخوت، ويختار في الوقت نفسه لاعبين كبار في السن مثل تيغالي، فهذا فيه تناقض كبير». وقال إن أعمار عدد من اللاعبين الذين تم اختيارهم، يتناقض تماماً ويشكل علامة استفهام كبيرة، مع الحديث عن «التوجه لبناء منتخب».
• 7 لاعبين في القائمة الأساسية للمنتخب في «خليجي 25» تعدت أعمارهم الـ30 سنة، بينما في الوقت نفسه استبعد المدرب لاعباً بارزاً، وهو الهداف التاريخي علي مبخوت متصدر هدافي الدوري الموسم الجاري.
• «الأبيض» ودّع مبكراً كأس الخليج المقامة في العراق من الدور الأول وبنقطة واحدة فقط.