شهد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس إدارة شركة قطارات الاتحاد، أمس، مراسم الإعلان عن التمويل البنكي لشبكة «حفيت للقطارات»، بقيمة 1.5 مليار دولار من قبل بنوك ومصارف إماراتية وعُمانية، إضافة إلى مساهمة بنوك إقليمية وعالمية.
وجاء ذلك خلال فعاليات اليوم الأول من النسخة الافتتاحية للمعرض والمؤتمر العالمي للسكك الحديدية والنقل والبنية التحتية «جلوبال ريل 2024» في أبوظبي، والذي تستضيفه قطارات الاتحاد تحت رعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وبمتابعة سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس إدارة شركة قطارات الاتحاد.
كما حضر مراسم الإعلان، نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للعمليات ورئيس مجلس إدارة مجموعة أسياد، الشيخ ناصر بن سليمان الحارثي، وأعضاء مجلس إدارة حفيت للقطارات، الشركة المسؤولة عن تنفيذ وتشغيل شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية، وعدد من المسؤولين من الجهات الممولة.
ويأتي هذا الإعلان تأكيداً للأهمية الاستراتيجية للمشروع المشترك بين البلدين، والذي تبلغ قيمته الإجمالية 2.5 مليار دولار، وتعمل على تنفيذه وتشغيله شركة «حفيت للقطارات»، كما يعكس الثقة الكبيرة التي حظي بها هذا المشروع من قبل المصارف المحلية والإقليمية والدولية في البلدين.
ويمثّل مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية المشتركة حلقة رئيسة في سلسلة موحّدة للنقل والخدمات اللوجستية ستمتد عبر دول المنطقة، ما يوفر مزايا اجتماعية وحوافز اقتصادية تنافسية للبلدين.
كما تعكس الشبكة المشتركة الشراكة الوطيدة والجهود المشتركة بين شركة قطارات الاتحاد، وشركة قطارات عُمان، ومبادلة للاستثمار «مبادلة»، لتحقيق مستقبل مترابط ومزدهر للسكك الحديدية، وتمتلك قطارات الاتحاد ومجموعة أسياد الحصة الأكبر من المساهمين في الشركة المشتركة «حفيت للقطارات».
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد، المهندس عبدالرحمن الحاتمي: إن الاهتمام الكبير الذي أبدته المصارف الرائدة في كلا البلدين لتمويل المشروع، يعكس الثقة الراسخة في هذا الاستثمار الاستراتيجي، وإن نجاح «حفيت للقطارات» في تأمين هذا التمويل البنكي لا يعزز قطاع النقل والخدمات اللوجستية فحسب، بل يسهم أيضاً في تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز النشاط التجاري بين البلدين، ومن المؤكد أن مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية المشتركة سيعزز من تنافسية البلدين كمركز تجاري واستثماري حيوي يربطها بالأسواق العالمية عبر موانئها البحرية ومطاراتها الحديثة.
وبهذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة قطارات الاتحاد، شادي ملك، إن نجاح «حفيت للقطارات» في الحصول على التمويل البنكي، هو دليل قوي على الثقة الواسعة التي حظي بها هذا المشروع الاستراتيجي، ليس فقط في قطاع النقل والخدمات اللوجستية ولكن أيضاً على مستوى القطاع المصرفي في كلا البلدين، كما يعزز قدرة المنطقة على جذب الاستثمارات، ويؤكد مكانتها مركزاً تجارياً رئيساً ومحوراً للوصول إلى الأسواق العالمية.
وأضاف أن ربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، سيمثّل شرياناً حيوياً للتجارة بين البلدين، فضلاً عن ترسيخ مكانة المنطقة مركزاً عالمياً للعمليات اللوجستية، وهذا ينسجم مع مساعي قطارات الاتحاد والتي نعمل على تحقيقها بدعم ومتابعة سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس إدارة شركة قطارات الاتحاد، لنسهم في تحقيق مستقبل أفضل لقطاع النقل في الدولة والمنطقة.
وقام بنك «ستاندرد تشارترد»، بصفته المستشار المالي الرئيس، بدور محوري في تأمين التمويل البنكي المطلوب لتطوير المشروع، منذ أوائل عام 2023، كما عمل بنك أبوظبي الأول كمستشار مالي مشارك، وتم الحصول على القرض البنكي لتمويل المشروع من مجموعة من البنوك الإماراتية والعُمانية والإقليمية والدولية عبر شرائح تقليدية وإسلامية بكل من عملتي الدرهم الإماراتي والريال العُماني.
وشارك في التمويل البنكي الناجح لأول شبكة سكك حديدية عبر الحدود بين الإمارات وسلطنة عُمان مجموعة من البنوك من دولة الإمارات والتي تضمنت بنك أبوظبي التجاري، والبنك العربي، وبنك دبي التجاري، وبنك أبوظبي الأول، وبنك الكويت الوطني، وستاندرد تشارترد، ومصرف أبوظبي الإسلامي، وبنك عجمان.
ومن سلطنة عُمان شارك البنك الأهلي، وبنك ظفار، وبنك مسقط، والبنك الوطني العُماني، وبنك عُمان العربي، والأهلي الإسلامي، وبنك مسقط «ميثاق للصيرفة الإسلامية»، وبنك نزوى، وبنك العز الإسلامي.
يشار إلى أن شبكة السكك الحديدية المشتركة تمتد على مسافة 238 كيلومتراً، وتضمّ 60 جسراً، يصل ارتفاعها إلى 34 متراً، وأنفاقاً تمتد على مسافة 2.5 كيلومتر، وسوف تربط خمسة موانئ رئيسة ومراكز صناعية ومناطق حرة عديدة في البلدين.
ومن المتوقع أن تنقل كل رحلة قطار عبر الشبكة أكثر من 15 ألف طن من البضائع، بما يعادل 270 حاوية قياسية، وتضم القطاعات التي ستستفيد من هذه القدرات الجديدة التعدين والحديد والصلب والزراعة والأغذية، وتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية والبتروكيماويات.
وعند تشغيلها، ستعمل شبكة السكك الحديدية على تقليص وقت السفر بين أبوظبي وصحار إلى 100 دقيقة فقط، وتصل السرعة القصوى لقطار البضائع إلى 120 كم/الساعة، بينما تصل السرعة القصوى لقطار الركاب إلى 200 كم/الساعة، ويمكن لقطار واحد استيعاب نحو 400 راكب.
يذكر أنّ مشروع «حفيت للقطارات» يتماشى مع «مئوية الإمارات 2071» و«رؤية عُمان 2040»، ما من شأنه تعزيز النمو الاقتصادي والترابط الاجتماعي والتنمية المستدامة في كل من البلدين.
ويأتي اسم المشروع تيمناً بجبل حفيت الذي يتمتع بأهمية تاريخية واستراتيجية للإمارات وعُمان، ويهدف إلى توثيق العلاقات التجارية، وتعزيز السياحة والترابط بين البلدين والمنطقة بصورة عامة.
ونجحت شركة «حفيت للقطارات» في خفض القيمة اللازمة لتنفيذ شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية من ثلاثة مليارات دولار أميركي، وهي القيمة التي جرى الإعلان عنها مسبقاً، إلى 2.5 مليار دولار أميركي، وهو ما يعكس فعالية جهود وخطط الشركة في تحسين قدرتها على تطوير وتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي بقيمة تمويل أقل، مع ضمان تقديم مستويات عالية من الجودة والكفاءة، ووفق أعلى المعايير والمستويات العالمية.
. مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية المشتركة يمثّل حلقة رئيسة في سلسلة موحّدة للنقل والخدمات اللوجستية ستمتد عبر دول المنطقة.