الرئيسية سياسة “وجبة عشاء” سبقت “الأحد الدامي” غرب أوكرانيا.. فماذا حدث؟

“وجبة عشاء” سبقت “الأحد الدامي” غرب أوكرانيا.. فماذا حدث؟

4 القراءة الثانية
0
0
2
wp header logo17206875481606133474

في هذا اليوم وحده، قتل القوميون المتطرفون الأوكرانيون بأمر من قائد جيش التمرد الأوكراني دميتري كلياتشكيفسكي 8 آلاف بولندي في غرب فولينيا. هذا اليوم دخل التاريخ باسم “الأحد الدامي”. المتطرفون وهم خليط من الفاشيين والقوميين المتطرفين من أنصار ستيبان بانديرا، اختاروا يوم الأحد خصيصا حتى يتمكنوا بسهولة من محاصرة وقتل أكبر عدد من الأسر البولندية أثناء تجمعهم في الكنائس للصلاة.

كان للبولنديين جيش وطني في المنطقة موال للغرب. عناصر هذا الجيش ردت بأعمال انتقامية من سكان فولينيا الأوكرانيين، إلا أن عدد القتلى من الأوكرانيين كان أقل بحوالي 10 مرات.

وصل البولنديون إلى مناطق من غرب أوكرانيا بعد أن ضمتها بلادهم إليها في أعقاب معاهدة ريغا عام 1921. بحلول عام 1943، بلغت نسبة السكان البولنديين هناك ما بين 8 إلى 16 بالمئة من إجمالي السكان.

أما علاقة المتطرفين القوميين وما يسمى بجيش التمرد الأوكراني وأنصار بانديرا بالنازية الألمانية، فقد بدأت منذ وصول أدولف هتلر إلى السلطة  عام 1933. منظمة القوميين الأوكرانيين كانت رفعت شعار “أوكرانيا للأوكرانيين” في عام 1940. وجدت برلين النازية في هؤلاء وسيلة لضرب الاتحاد السوفيتي وقامت بتشجيعهم.

 في مايو 1941، قبل أيام من الغزو النازي للاتحاد السوفيتي، أوصى قادة منظمة القوميين الأوكرانيين أتباعهم بالتالي: “في أوقات الفوضى والارتباك، يسمح بالقضاء على النشطاء البولنديين والروس واليهود غير المرغوب فيهم، وخاصة أنصار الإمبريالية الروسية البلشفية”.

كان الهدف الرئيس لأنصار المتطرف بانديرا، تطهير أراضي فولينيا وشرق غاليسيا من البولنديين. المؤرخ المتخصص في العلاقات البولندية الأوكرانية، البروفيسور غرزيغورز موتيكا ينقل عبارة لأحد  قادة النازيين الأوكرانيين تقول: ” بالنسبة للمسألة البولندية، هذه ليست مشكلة عسكرية، ولكنها مشكلة أقلية. سنحلها كما حل هتلر المسألة اليهودية. إلا إذا نظفوا أنفسهم”.

سنحت الفرصة للقوميين الأوكرانيين المتطرفين للانتقام من البولنديين في عام 1943، حين أصبح جيش التمرد الأوكراني بتعاونه مع سلطات الاحتلال النازية، قوة حقيقية.

مذبحة فولين التي حدثت في يوليو 1943، سبقتها هجمات ومذابح ضد القوى البولندية في فبراير. حينها قتل 179 من البولنديين من سكان قرية باروس بيرشا في منطقة ريفنا. قام بهذا العمل أنصار المتطرف ستيبان بانديرا.

دخل القتلة القرية البولندية على أنهم أنصار للسوفييت. استقبل الفلاحون البولنديون من ظنوهم ضيوفا بحفاوة. بعد وجبة الطعام التي قدمت لهم، عبثوا فسادا في القرية وقاموا باغتصاب النساء والفتيات وقتلهن بوحشية، وطال عنفهم الجميع، ولم يتورعوا أثناء المذبحة عن قتل 43 طفلا.

في ذروة مذبحة فولين التي نفذت في 11 يوليو 1943، هاجمت مفارز منظمة القوميين الأوكرانيين عدة قرى بولندية، بل وقاموا بقتل الأوكرانيين الذين اعترضوا طريقهم وحاولوا الدفاع عن البولنديين، واعتبروهم “خونة للأمة”. في ذلك اليوم استخدم المهاجمون السكاكين والمجارف والفؤوس والهراوات، ورموا بالعديد من الأشخاص في الآبار واكتملت جريمتهم بإحراق القرى المنكوبة.

بولندا كانت أقرت رسميا تاريخ 11 يوليو يوما لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للشعب البولندي، إلا أن ما يجري في أوكرانيا بعد مرور 81 عاما على هذه المذبحة الوحشية يبعث على الدهشة. يعاد الاعتبار للفاشيين المتطرفين، ويتم اعتماد ترنيمة بانديرا رسميا كتحية عسكرية في الجيش الأوكراني. فلاديمير زيلينسكي كان وقع قانونا بشأن دفع المعاشات التقاعدية لقدامى المقاتلين المتطرفين. علاوة على كل ذلك، أطلق على أحد شوارع كييف الرئيسة اسم ستيبان بانديرا.

يبدو أن العمى انتشر بشكل كبير في الغرب وفي بولندا ذاتها. هذا البلد على الرغم من خطر الفاشيين الأوكرانيين الظاهر حاليا وفي مختلف المستويات، هي أحد الموردين الرئيسيين للأسلحة لنظام كييف. الكل يغمض عينيه ويتجاهل أن التنظيمات الفاشية والمتطرفة القائمة حاليا في أوكرانيا، وريثة فكر تلك الجماعات التي نفذت المذابح ضد البولنديين وضد الروس في الأراضي الأوكرانية فترة الحرب العالمية الثانية.

المصدر: RT