أعلنت إيران أن طائرات مسيّرة محمّلة بالقنابل استهدفت، في ساعة مبكرة من صباح أمس، مصنعاً عسكرياً في مدينة أصفهان وسط البلاد، ما تسبب في بعض الأضرار بالمصنع.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن صحيفة «وول ستريت جورنال» قول مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين إن «إسرائيل نفذت الهجوم السري بطائرة مسيرة في إيران، وإن ذلك الهجوم يأتي وسط بحث الولايات المتحدة وإسرائيل عن سبل جديدة لاحتواء الطموحات النووية والعسكرية لإيران».
وجاء الإعلان عن الهجوم تزامناً مع اندلاع حريق بمصفاة لتكرير النفط في شمال غرب إيران، وزلزال بقوة 5.9 درجات في مكان قريب منها، تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع الإيرانية بأن «ثلاث طائرات مسيّرة استهدفت المنشأة العسكرية في أصفهان، وأسقطت اثنتين منها، ونجحت الطائرة الثالثة على ما يبدو في اختراق المبنى، ما تسبب في أضرار طفيفة بسقفه، ولم يصب أحد بأذى».
وبثت قناة «برس تي في» الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية، مقطعاً مصوراً عبر هاتف محمول يظهر طريق الخميني السريع الذي يتجه شمال شرق أصفهان، وقد وقف حشد صغير يشاهد انفجاراً وشرراً يظهران من المبنى.
وتقع أصفهان على بُعد نحو 350 كيلومتراً جنوب طهران، وهي موطن لقاعدة جوية كبيرة تم بناؤها لأسطول إيران من طائرات «إف-14» ومركز أبحاث وإنتاج الوقود النووي.
وفي تطوّر منفصل، قال التلفزيون الإيراني إن «حريقاً اندلع في مصفاة لتكرير النفط في منطقة صناعية بالقرب من مدينة تبريز بشمال غرب البلاد، كما وقع زلزال بلغت قوته 5.9 درجات، وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة 816 آخرين في مناطق ريفية بمحافظة أذربيجان الغربية، وألحق أضراراً بمبان في العديد من القرى».
في الوقت ذاته، لاتزال التوترات على أشدها بين إيران وأذربيجان المجاورة لها، بعد أن هاجم مسلح سفارتها لدى طهران، ما أسفر عن مقتل قائدها الأمني وإصابة اثنين آخرين.
وتخوض أذربيجان صراعاً مع أرمينيا بشأن السيطرة على إقليم «ناغورنو قره باغ»، وتريد إيران الحفاظ على حدودها مع أرمينيا غير الساحلية، وهو أمر يمكن أن يتعرض للتهديد إذا استولت أذربيجان على أراضٍ جديدة خلال الحرب.
ونظمت إيران في أكتوبر الماضي تدريبات عسكرية بالقرب من حدود أذربيجان. وتحافظ أذربيجان أيضاً على علاقات وثيقة مع إسرائيل، الأمر الذي أثار حفيظة المتشددين الإيرانيين، كما اشترت طائرات مسيّرة إسرائيلية الصنع لجيشها.
وأعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية إجلاء موظفي سفارتها في إيران وأفراد عائلاتهم، بعد يومين من هجوم شنه مسلح، وأسفر عن مقتل حارس أمن، وإصابة شخصين آخرين، ووصفته باكو بأنه «عمل إرهابي».
وأعلنت الشرطة في طهران اعتقال شخص يُشتبه في أن له صلة بالهجوم الذي وقع الجمعة الماضي، وأدانته السلطات الإيرانية، لكنها ذكرت أنه يبدو أن «دوافع المسلح كانت شخصية وليست سياسية».
ووقع الهجوم في خضم توترات متزايدة بين الدولتين الجارتين بشأن طريقة معاملة إيران للأقلية الأذرية الكبيرة لديها، وبشأن قرار أذربيجان هذا الشهر تعيين أول سفير لها على الإطلاق في إسرائيل.
وأعلنت وزارة خارجية أذربيجان بعد الهجوم أنها استدعت السفير الإيراني في باكو للمطالبة بتحقيق العدالة، وقالت الوزارة في وقت سابق إن «إطلاق النار كان نتيجة لعدم استجابة طهران لمطالباتها بتعزيز الأمن حول السفارة».
وأظهرت مقاطع التقطتها كاميرات مراقبة، وحصلت «رويترز» على نسخة منها، منفذ الهجوم وهو يقتحم مبنى السفارة، ويطلق النار على رجلين، قبل أن يسيطر عليه موظف ثالث بالسفارة.
أذربيجان تجلي موظفي سفارتها في إيران وأفراد عائلاتهم بعد يومين من الهجوم المسلح.