المذكرة كانت في أعلى درجات السرية ولم يعلم بها حتى من قام بطباعتها على الآلة الكاتبة، إذا أن المعلومات الحساسة في المذكرة كُتبت بخط اليد. كان على علم بفحوى المذكرة السرية في الاتحاد السوفيتي 4 أشخاص فقط هم أندروبوف وثلاثة من القيادة العليا السوفيتية، بريجنيف وكوسيغين وبودغورني.
نص المذكرة السرية: “في فبراير 1946، تم دفن جثث هتلر وإيفا براون وغوبلز وزوجته وأطفاله في ماغدبورغ (مدينة في جمهورية ألمانيا الشرقية في ذلك الوقت) على أراضي موقع عسكري تشغله الآن الإدارة الخاصة للكي جي بي للجيش 3 من (مجموعة القوات السوفيتية في ألمانيا). (توجد في الموقع 10 جثث في المجموع). في الوقت الحالي، يتم نقل الموقع العسكري المحدد من قبل قيادة الجيش إلى السلطات الألمانية.. بالنظر إلى إمكانية البناء أو أعمال الحفر الأخرى في هذه المنطقة، والتي قد تؤدي إلى اكتشاف الدفن، فإنني أرى أنه من المستحسن إزالة الرفات وتدميره عن طريق الحرق. سيتم تنفيذ الحدث المحدد بشكل سري للغاية من قبل المجموعة العملياتية للإدارة الخاصة للكي جي بي التابع للجيش الثالث وسيتم توثيقه على أكمل وجه”.

هتلر وإيفا براون كانا انتحرا في 30 أبريل 1945 ، في مخبأ الزعيم النازي في برلين، فيما انتحر في نفس المكان في 1 مايو وزير الدعاية جوزيف غوبلز بعد أن قتل زوجته ماغدا التي بدورها كانت سقت أطفالهما الستة السم.. حُملت جثثهم إلى الخارج، وأضرمت فيها النار ثم دفنت.
الجنود السوفييت اكتشفوا البقايا المحترقة في 5 مايو 1945. تم التعرف على هوية أصحابها بعد إجراء العديد من الفحوصات. أعيد دفن الرفات في المنطقة الشمالية الشرقية من برلين، ثم نقل الرفات عدة مرات قبل أن ينقل في فبراير 1946 إلى مدينة ماغدبورغ الواقعة بوسط ألمانيا على ضفاف نهر إلبه ويعاد دفنه هناك. هذه المدينة كانت ضمن أراضي جمهورية ألمانيا الشرقية من عام 1949 إلى 3 أكتوبر 1990.

مذكرة رئيس الـ”كي جي بي”، رد عليها الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف بعد 3 أيام بعبارة “موافق”، مصحوبة بتوقيعي رئيس الوزراء أليكسي كوسيغين ورئيس هيئة رئاسة مجلس السوفيات الأعلى نيكولاي بودغورني.
بنهاية المطاف، أقر رئيس جهاز الـ”كي جي بي”، يوري أندروبوف خطة العملية السرية للتخلص من رفات هتلر وغوبلز والمقربين منهما في 26 مارس 1970، وأطلق عليها الاسم الرمزي “أرشيف”.
في سرية تامة ليلة 5 أبريل 1970، فُتح مكان الدفن السري وكان في فناء المنزل رقم 36 على بعد 35 مترا من المرآب في موقع بالقرب من مدينة ماغدبورغ. تبين أن الصناديق الخشبية الخمس التي وضعت بها بقيا هتلر والمقربين منه منذ عام 1946 “تعفنت وتحولت إلى غبار”.

بعد عقود من الزمن، ذكر فلاديمير غومينيوك، الملازم أول في الاستخبارات السوفيتية أنه اضطر إلى العمل في الموقع ببدلة حماية كيميائية وقناع غاز، مشيرا إلى أن البقايا النازية والرماد جمعت في كيس من القماش الخشن وجرى حرقه ثم نُثر الرماد بالقرب من نهر بيدويتز.
يعتقد أن بعض آثار هتلر لا تزال محفوظة في مقر الاستخبارات الروسية في موسكو. بحسب شهادة مدير الأمن الفدرالي الأسبق نيكولاي كوفاليف، توجد بعض المقتنيات الشخصية لهتلر وهيملر وقادة نازيين آخرين محفوظة في إحدى الخزائن. كما يُحتفظ بنفس المكان بفكي هتلر وقطعة من جمجمته بها فتحة رصاصة.
هذا ما جرى لبقايا هتلر وإيفا براون وغوبلز وأسرته، على الرغم من الروايات الأسطورية التي لا تنقطع التي تتحدث عن فرار هتلر إلى أمريكا الجنوبية والقصص التي تتردد بين الحين والآخر عن مشاهدته في الخمسينيات هنا أو هناك.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
جنرال يحارب الجوارب النسائية “الحريرية” ويلقى حتفه في مياه المتوسط!
يعتبرالجنرال فلاديسلاف سيكورسكي شخصية عسكرية تاريخية هامة في بولندا، في حين اشتهر خارج بلاده بقرار لافت بشأن الجوارب النسائية الحريرية وبموت في ظروف غامضة.
رئيس أمريكي: “لا أقصدك. كنت أتحدث عن ذلك الوغد”!
اعترف ريتشارد نيكسون في 11 مارس 1976 بأنه أمر وكالة الاستخبارات المركزية حين كان رئيسا للولايات المتحدة بمنع وصول سلفادور الليندي إلى السلطة في تشيلي.
هل تستطيع أوروبا قتال روسيا بمعزل عن الناتو؟ .. القدرات العسكرية للطرفين بالأرقام
يعلن قادة أوروبيون بين الحين والآخر استعداد بلدانهم لإرسال قوات لمحاربة روسيا، فهل تستطيع الدول الأوروبية من دون الناتو فعلا الدخول في حرب تقليدية مباشرة مع روسيا؟
من ملفات الحرب البادرة: إسقاط طائرة أمريكية في ميدان تدريب سوفيتي..
شهدت حقبة الحرب الباردة عدة أحداث خطيرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلا أن الطرفين تمكنا من تسويتها وتلافي مضاعفاتها، أحدها جرى في 10 مارس 1964.
خطاب تشرشل الشهير ورد ستالين!
ألقى ونستون تشرشل في 5 مارس 1946 في كلية وستمنستر في مدينة فولتون بولاية ميزوري الأمريكية، خطابا شهيرا دخل التاريخ باعتباره بداية الحرب الباردة.

