تشهد أوساط الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا انتشارا متزايدا لظاهرة العنف الزوجي الموجه من طرف النساء ضد الرجال، وفق ما نقلته صحيفة “هسبريس” عن ناشطة مقيمة بإيطاليا.
وبحسبما ذكرت “هسبريس”، فقد توصلت الناشطة بشرى العميري، لأكثر من 20 ملفا من مغاربة تعرضوا للعنف من طرف زوجاتهم.
وأشارت بشرى العميري إلى أن هذه الظاهرة آخذة في الانتشار، وأن الأرقام الموجودة لا تعكس الحقيقية، لكون الرجل المغربي يستحيي، في الغالب، من الإفصاح عن تعرضه للعنف من طرف المرأة، موضحة أن من بين أكثر فئات المهاجرين المغاربة الذين يتعرضون للعنف على يد زوجاتهم في إيطاليا كبار السن الذين يتزوجون بفتيات صغيرات من المغرب، وفق “هسبريس”.
ورأت أن هذا الأمر يعد إشكالا كبيرا يهدد استقرار العلاقات الأسرية، لاسيما أن هناك رجالا تجاوزوا الخمسين من العمر وتزوجوا بفتيات في بداية العشرينات، حيث استعرضت حالة مهاجر مغربي من مدينة خريبكة، يبلغ من العمر واحدا وخمسين عاما، تزوج فتاة في الثانية والعشرين من العمر، واستقدمها إلى إيطاليا بعد حملها. وقالت: “بمجرد أن حصلت على وثائق الإقامة تركت له الطفلة وهجرته”.
وأشارت إلى سبب ثان يفاقم عنف النساء المغربيات ضد أزواجهن المغاربة في إيطاليا، يتعلق بكون القانون الإيطالي “يقف إلى جانب المرأة”.
وبينت أن عددا من النساء يستغلن هذه الوضعية “من أجل التحكم في أزواجهن، وفرض شروط معينة عليهم، وإلا يلفقن لهم تهما لإرسالهم إلى السجن”، إذ يمثل المغاربة المسجونون في إيطاليا نسبة 18% من الأجانب، إذ يزيد عددهم عن 3400 سجين، ضمنهم حوالي 50 امرأة.
وذكرت الناشطة أن نسبة من المهاجرين المغاربة القابعين في السجون الإيطالية، لاسيما في تورينو وميلانو ولوريا، متابعون على خلفية العنف الزوجي، بسبب رفع زوجاتهم دعاوى عليهم، مشيرة إلى أنه بالرغم من وجود مراكز لاستقبال ضحايا العنف الزوجي من الجنسين، فإن الرجال المغاربة غالبا ما يتفادون الذهاب إليها، لاعتبارات ثقافية، ما يؤدي بهم، في أحيان، إلى ارتكاب ردود فعل عنيفة، أو الانتحار.
المصدر: “هسبريس”