<
يستعد أكبر صندوق تحوط متداول في العالم لعمليات بيع واسعة في الأسواق الناشئة، مخالفاً بذلك المضاربين على الصعود في بعض أكبر البنوك الاستثمارية في “وول ستريت”.
وقالت شركة “مان غروب” البريطانية، إن الارتفاع المذهل في الأصول الخطرة هذا العام لا تبرره التحسينات في الأساسيات الاقتصادية، حيث من المقرر أن ينعكس.
وتدير الشركة أصولاً بقيمة 138 مليار دولار، نصفها تقريباً في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وتوقع رئيس استراتيجيات ديون الأسواق الناشئة التابع للشركة في نيويورك، غييرمو أوسيس، أن يبدأ الاتجاه البيعي في الظهور في غضون الشهرين المقبلين”.
وقال أوسيس في مقابلة مع وكالة بلومبرغ، اطلعت عليها “العربية.نت”: “لقد أضاف المستثمرون الأسواق الناشئة إلى محافظهم، وربما يكون جزء كبير من الارتفاع قد حدث بالفعل، وسيكتشف المضاربون أنهم أصبحوا متوغلين بقوة في الأصول الخطرة مع تقييمات شديدة الحساسية لأي تغير في ظروف السيولة، وهذا هو السبب في اعتقادنا بظهور عمليات بيع كبيرة”.
وارتفعت أسهم “مان غروب” بنسبة 23% حتى الآن هذا العام، مقارنة مع مكاسب بنسبة 6% لمؤشر FTSE 100.
وتتناقض نظرتها الهبوطية بشأن الأسواق الناشئة مع التفاؤل من جانب مديري الصناديق في وول ستريت من “مورغان ستانلي”، و”غولد مان ساكس”، في حين أن بعض المتفائلين بالأسواق الناشئة، يقول إن شدة الارتفاع جعلتهم أكثر انتقائية.
ورفض أوسيس التعليق على موقف المجموعة أو توصياتها، مستشهدا بسياسة الشركة.
ضخ السيولة
وتستند دعوة اوسيس، إلى حد كبير، إلى الانخفاض في الرصيد النقدي للخزانة الأميركية منذ أواخر أكتوبر، والتي قال، إنها ترقى إلى ضخ كميات هائلة من السيولة التي تجاهلها المستثمرون، إذ انخفضت السيولة النقدية لوزارة الخزانة في بنك الاحتياطي الفيدرالي بنحو 349 مليار دولار خلال الفترة من أواخر أكتوبر إلى منتصف يناير، على الرغم من أنها ارتفعت إلى حد ما منذ ذلك الحين.
وقال إن الأموال الإضافية في النظام المالي من الولايات المتحدة تفسر سبب عدم وجود ردود فعل رئيسية في السوق في بعض الأحيان حتى “للأخبار الأساسية المثيرة” في الأسواق الناشئة.
وأضاف أوسيس: “التفسير الوحيد في رأينا الذي يمكننا التوصل إليه للاندفاع الكبير هو ضخ السيولة من وزارة الخزانة الأميركية”.
وتابع: “حركة السعر في السوق لا تتوافق مع الأساسيات لأن ضخ السيولة كان هائلاً.. هذا هو السبب في ارتفاع الأصول وتجاهل الكثير من المستثمرين – كما نعتقد – للأخبار المتعلقة بالأساسيات”.
رالي السندات
في هذه الأثناء، شهدت سندات الأسواق الناشئة أفضل ارتفاع لها منذ أكثر من عقد الشهر الماضي، حيث حققت الديون بالعملات الأجنبية عوائد بنحو 13% منذ منتصف أكتوبر.
كما أن العديد من المستثمرين عاد إلى الرهان على فئة الأصول مع توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيوقف زيادات أسعار الفائدة وستؤدي إعادة فتح الصين إلى تحفيز النمو الاقتصادي في الدول الناشئة المنتجة للسلع الأساسية.
على النقيض، قالت “مورغان ستانلي إنفستمنت مانجمنت”، التي لديها أصول مدارة بقيمة 1.3 تريليون دولار، في وقت سابق من هذا الشهر إنها ستتحول عن الأسهم الأميركية لزيادة الانكشاف في الأسواق الناشئة.
وتوقعت شركة “جي بي مورغان لإدارة الأصول”، وشركة “Legal & General Investment Management” أن ديون الأسواق الناشئة ستمنح المستثمرين عوائد تصل إلى 10% هذا العام.
كما جذبت صناديق الديون المخصصة للأسواق الناشئة 8 مليارات دولار خلال أخر 12 شهر، وفقاً لمحللي بنك أوف أميركا، نقلاً عن بيانات “EPFR Global”.
وقال أوسيس إن الإجراءات التي بدأت وزارة الخزانة الأميركية تنفيذها في يناير، عكست تطور أرصدتها النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وفي أواخر يناير، زادت أرصدتها في الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى انخفاض السيولة التي كانت تعمل بمثابة تشديد كمي وتزامن مع انعكاس في عوائد الخزانة.
تحذير الصين
وقال أوسيس: “نتوقع أن يؤدي سحب السيولة إلى عمليات بيع، وستزداد عمليات البيع سوءاً بسبب حقيقة أن المستثمرين يمتلكون الكثير من المخاطر، أو لديهم مراكز أكبر يحتاجون إلى تصفيتها”.
وأعرب عن شكوكه في أن إعادة فتح الصين ستجلب تحفيزاً للدول الناشئة الأخرى، مشيراً إلى اقتراب الائتمان الصيني من أدنى مستوياته القياسية.
وأضاف: “بينما يقول البعض إن الطلب على السلع من الصين سيدعم بلدان الأسواق الناشئة، فإننا لا نرى بيانات تتفق مع هذه الفرضية”.
