على مدار 10 أيام، يمكن للزوار القيام برحلة عبر الزمن إلى الماضي، للتعرف إلى الحياة في أبوظبي في العقود الماضية، من خلال مهرجان الحصن، الذي يعود مجدداً خلال الفترة من 13 إلى 22 يناير الجاري، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في مباني منطقة الحصن التاريخية وساحاتها الخارجية، بهدف تسليط الضوء على تراث الإمارة الثقافي وحِرفها التقليدية، إلى جانب عرض الأعمال الإبداعية، والتجارب الفنية المعاصرة.
ويحمل المهرجان هذا العام منظور «تعبير حي عن ثقافة أبوظبي»، ليركز على الفعاليات والأنشطة التي تجسد تاريخ وواقع الحياة في الإمارة، وتحتفي بتراث الإمارات؛ حسب مديرة إدارة الفعاليات والمنصات الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، رندة بن حيدر، خلال الجولة الإعلامية التي نظمت صباح أمس في مقر المهرجان بنسخته الجديدة التي تفتح أبوابها غداً للزوار.
مناطق رئيسة
وأوضحت رندة بن حيدر، أن المهرجان يضم هذا العام ثلاث مناطق رئيسة، وهي منطقة التراث، ويمثل الحصن مركزها، وتعكس ماضي الإمارات، الذي لايزال مستمراً في الحياة اليومية للمجتمع، مثل الحرف اليدوية والأهازيج والعروض، لينقل صورة أبوظبي في الماضي إلى زوار المكان.
أما المنطقة الثانية، فهي منطقة الحرف التي تتوسط الموقع، ويديرها ويشرف عليها بيت الحرفيين، وتركز على التعريف بالحرف التراثية، ليس فقط في الإمارات، ولكن في منطقة الخليج بشكل عام، من خلال منصات وفعاليات عدة، مثل مجلس الحرفيين الذي يضم ثلاث تجارب، هي صناعة السلال والبشوت والخناجر، وهي حرف ارتبطت بالرجال، على خلاف حرف تراثية أخرى ارتبطت بالمرأة مثل التلي والسدو وغيرهما. وبطولات القهوة العربية، التي اتسعت هذا العام لتشمل الدول التي تمثل القهوة العربية جزءاً من تراثها، وتضم لجنة التحكيم أعضاء من الدول الشقيقة، مثل سلطنة عمان والسعودية وقطر وغيرها، وهو ما يجعل المنافسات أقوى. كما تتضمن منطقة الحرف عدداً كبيراً من المحال والمطاعم التي نشأت في أبوظبي والإمارات.
إلى جانب منطقة البازار، التي تضم منتجات تراثية، ولكن بطابع عصري، ويقوم بتنفيذها أسر منتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة من المقيمين في الإمارات، ويصل عدد المشاركين في البازار إلى 30 عارضاً. بالإضافة إلى الشركات المشاركة في النسخة الثانية من مبادرة «كنوز أبوظبي»، التي تكرّم أصحاب المشاريع التي نشأت في أبوظبي قديماً، ومازالت مستمرة، وصارت جزءاً من النسيج المجتمعي للعاصمة.
أيضاً يوجد في المنطقة مسرح سيستضيف فرقاً فنية، اختيرت من المقيمين في الدولة، على أن تكون الأعمال باللغة العربية تشجيعاً للحفاظ على اللغة العربية والتمسك بها.
أما المنطقة الثالثة في المهرجان، فتحمل اسم المجتمع، ومركزها مبنى المجّمع الثقافي، وتعكس الطابع العصري لأبوظبي، وتتضمن عدداً من الفعاليات، منها عرض موسيقى على الفلج، الذي ينظم في منطقة «كورنيش الحصن» التي تتميز بوجود عدد من المطاعم التي تحمل رؤية وأفكاراً جديدة ومختلفة للمطبخ الإماراتي وأكلاته. كما تشهد منطقة المجتمع العديد من العروض وورش العمل التفاعلية لأفراد العائلة.
برامج جديدة
وأشارت رندة بن حيدر إلى استحداث ثلاثة برامج جديدة في منطقة التراث، تمثل تجارب حية وتفاعلية ثرية لرواد المهرجان، هي العرس التقليدي الذي يقام في الفريج يومياً (الساعة التاسعة مساء)، وهو عرض حي لتقاليد الأعراس قديماً، يجسّده أعضاء فريق مسرح ياس، ويتضمن مشاهد مختلفة في مواقع مختلفة في المهرجان، تعكس التجهيزات التي تسبق العرس، مثل «شراء الذهبة» و«الملكة» وغيرهما من الطقوس.
أما البرنامج الثاني فهو المطبخ، بالاشتراك مع عدد من المطابخ الشعبية الإماراتية، ويعطي فرصة للزوار لتذوق عينات من المأكولات التقليدية الإماراتية، إذ يقومون باستبدال الدراهم بـ«الروبية»، وهي العملة التي كانت سائدة قديماً في الإمارات، من الصراف الموجود في المكان.
في حين يحمل البرنامج الثالث عنوان «درب الزين»، ويمثل تجربة تفاعلية تتضمن مساراً للرجال وآخر للنساء، ويقود مسار النساء إلى مجلس النساء في بيت الحرفيين، فيه كل ما يخص الأزياء التقليدية الإماراتية من زيّ وبخور وحناء وبرقع، وكذلك إمكانية التصوير في نهاية المسار.
أما مسار الرجال فيسير بهم بين محال الأسواق، مقدماً شرحاً توضيحياً عن الأزياء الإماراتية للرجال، ويمكن للمشاركين شراء ما يرغبون منه. بالإضافة إلى مسار مخصص للأطفال، يتضمن أنشطة متعددة، يتعرفون من خلالها إلى الزي الإماراتي وما يرتبط به من عادات وتقاليد، وتاريخ وأنواع التطريز والنقوش في كل من أزياء النساء والرجال.
من جانبها، استعرضت رئيسة وحدة البرامج في قصر الحصن، عائشة خانصاحب، أبرز الفعاليات التي يضمها المكان، وفي مقدمتها معرض ذكريات القصر، ومعرض ألحان الحرف، وجلسات التصوير التراثية، وفعاليات نحن وأجدادنا، وتجربة المقهى السري وغيرها.
بينما تحدثت أخصائية برامج مجتمعية في بيت الحرفيين لطيفة الشامسي، عن مشاركة البيت في الفعاليات والأنشطة المختلفة التي يضمها الحدث، منها «درب الزين»، وأعمال فنية لفنانين إماراتيين، ومشاركة مشروع الغدير، ومشروع ميرا، التابع لمشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، الذي يستهدف دعم المزارعات والنساء المعوزات في أفغانستان.
• منطقة الحِرف تركز على التعريف بالحرف التراثية ليس فقط في الإمارات، ولكن في منطقة الخليج بشكل عام، من خلال منصات وفعاليات عدة.
• تجارب حية ثرية سيقدمها المهرجان، منها العرس التقليدي الذي ينظم يومياً في الفريج، وهو عرض حي لتقاليد الأعراس قديماً، يجسّده أعضاء فريق مسرح ياس.
• 30 عارضاً، ستجمعهم منطقة البازار التي تضم منتجات تراثية، لكنها بطابع عصري.
مشاركون ومواهب
تتوزّع فعاليات وأنشطة مهرجان الحصن على 10 مناطق، بمشاركة 58 حرفياً، و50 من الممثلين والمؤدين، موزعين على 16 مجموعة عمل، إلى جانب 120 من المواهب الشابة المشاركة في برنامج «موهبتي» للطلبة، وثمانية من الفنانين والفرق الموسيقية التي تقدم عروضاً مختلفة، منها تسعة عروض موسيقية إماراتية. ويبلغ عدد المتطوعين المشاركين 130 متطوعاً ومتطوعة.