اقترح أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي سن قانون يغرم مالياً كل من يتجاوز الأودية أثناء سقوط الأمطار، للحد من الحوادث التي تشهدها المناطق الجبلية سنوياً نتيجة محاولات غير محسوبة من بعض هواة التصوير، الطامحين لالتقاط صورة شخصية (سيلفي) مع الأودية أثناء جريانها بقوة.
ولفتوا إلى أن القانون يعتبر إجراء وقائياً، يردع كل من يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، باعتباره تشريعاً إيجابياً يحافظ على سلامة وأرواح أفراد المجتمع.
ورصدت «الإمارات اليوم» سائقين يحاولون تجاوز الأودية بمركباتهم على الرغم من جريانها بقوة، دون مراعاة لسلامتهم أو سلامة مرافقيهم في حال انحراف مركباتهم عن مسارها وجرفها في مياه الوادي، إضافة إلى وقوف شباب على أطراف الأودية، لالتقاط صور «سيلفي»، معرضين أنفسهم لخطر السقوط في المياه نتيجة انجراف التربة.
وقال مواطنون ومقيمون إن عدم وجود قانون يعاقب متجاوزي الأودية خلال الأمطار شجع كثيراً من السائقين على عبور الأودية الجارية، للتباهي بقوة مركباتهم.
وطالبوا بوضع عقوبات صارمة بحق السائقين المتهورين.
وأكدت عضو المجلس الوطني الاتحادي، سمية حارب السويدي، أن بعض الشباب يعرضون أنفسهم للخطر بتجاوزهم الأودية أثناء جريانها، وعدم التزامهم بتعليمات الجهات المعنية.
واقترحت «رصد أرقام المركبات التي تقترب من الأودية خلال سقوط الأمطار، ومخالفة كل من لا يلتزم بالقانون، وتغريمه، لأن القوانين رادع حقيقي».
وأضافت أنه «لا يمكن أن نغفل عن ضرورة إطلاق حملات التوعية المجتمعية، لإظهار مخاطر تجاوز الأودية، أو الاستهانة بتقلبات الطقس». وشرحت أن «اختلاف شدة الأمطار قد يؤدي إلى خروج أودية عن مسارها، ما يشكل خطراً على سلامة مستخدمي الطرقات، لذلك يجب توعية أفراد المجتمع بسرعة التغيرات المناخية ومخاطر تجاوز الأودية بمركباتهم أو الاقتراب منها أثناء جريانها».
ودعت إلى إدراج التوعية بمخاطر التقلبات الجوية في المناهج الدراسية لترسيخ الردع الذاتي لدى الطلبة.
وأيدها عضو المجلس، أحمد عبدالله الشحي، قائلاً إن «تغريم متجاوزي الأودية أثناء سقوط الأمطار يحد من التجاوزات ويحافظ على الأرواح ويمنع كثيرين من المخاطرة بحياتهم».
ورأى أن «سنّ قانون يعاقب متجاوزي الأودية خطوة ضرورية»، لكنه دعا أيضاً إلى «الاهتمام بتطوير مجرى الأودية لتفادي تعرضها للمخاطر البيئية، خصوصاً أن بعضها يفقد مساره أثناء الجريان بقوة، نتيجة الأمطار الغزيرة، ويدمر بعض الطرقات ويعرض مستخدميها للخطر».
وتابع أن الحفاظ على سلامة أفراد المجتمع من مخاطر الأودية عملية مشتركة بين الوزارات المختصة ووسائل الإعلام والأسر.
وذكر عضو المجلس، يوسف البطران، أن حوادث تجاوز الأودية ظاهرة تتكرر سنوياً في فصل الشتاء، وتسفر عن وقوع وفيات، مشيراً إلى الحاجة إلى وضع عقوبات صارمة بحق أي مركبة «مغامرة» خلال الأمطار.
ورأى أن سن قانون من شأنه أن يحافظ على حياة قائدي المركبات المغامرين، ويقلل من طيشهم ورغبتهم في تحدي الأودية.
وأوضح أن مطاردة الأمطار من أجل تصويرها، والاستمتاع بالأجواء الماطرة وعبور الأودية، ظاهرة متكررة، لكن سرعان ما تنقلب رحلة بعضهم إلى مأساة نتيجة عبور الأودية وجرف مركباتهم.
وأشار إلى أن سن قانون يعاقب كل من يتجاوز الأودية في الشتاء سيردع المتهورين وغير المبالين، ويؤدي إلى ترسيخ ثقافة السلامة الشخصية عند من يفتقرون إليها.
وأيدته عضو المجلس، عائشة الملا، قائلة إن سن قانون يجرم تجاوز الأودية شتاءً يعتبر إجراء وقائياً رادعاً للسائقين المتهورين، لأنه يحافظ عليهم. وتابعت أنه دون قانون صارم فإن «المغامرين» سيتمادون في عبور الأودية.
وطالب مواطنون ومقيمون بفرض عقوبات قانونية صارمة وغرامات على متجاوزي الأودية للحد من الحوادث.
وأضافوا أن السنوات الماضية شهدت وفاة عدد من الأشخاص جراء قيادة مركباتهم على مسار الوادي، وجرفهم من مياه الأمطار الغزيرة، الأمر الذي تسبب في مأساة لأسرهم وللمجتمع.
وتابعوا أن وضع حواجز من الجهات المعنية لغلق مسار الأودية أحد الحلول المناسبة للحدّ من تجاوزها. وأشاروا إلى أن بعض السائقين يقفون أمام الأودية بمركباتهم بشكل قريب ويتباهون بقطعها للحصول على صور، لكن عواقب ذلك تكون وخيمة عليهم بسبب جريان الأودية بقوة، ما يؤدي إلى انحراف مركباتهم وجرفها بمياه الوادي.
وبدورها، حذرت شرطة رأس الخيمة من المجازفة بالمركبات في أماكن تقاطع الأودية.
كما حذرت مرتادي الطرق من انزلاق المركبات خلال سقوط الأمطار، وارتياد الأماكن الوعرة.
وأوضحت أن على السائقين اتباع النصائح والإرشادات التي تطلقها الجهات المختصة، مؤكدة أن الحوادث المرورية التي تقع في الأجواء الماطرة تكون خطيرة جداً، نتيجة لتدني مستوى الرؤية لدى السائقين.
ونبهت إلى أن الأمطار الغزيرة تؤدي إلى حدوث سيول جارفة وخطيرة تسبب تكسر بعض الطرق وتعطل إشارات ضوئية ووقوع حجارة كبيرة من الأعلى في المناطق الجبلية، فضلاً عن تجمع مياه الأمطار وتشكيلها بحيرات عميقة نسبياً.