الرئيسية الحياة والمجتمع محمد كاظم: الفرص المتاحة للمبدعين في الإمارات غير مسبوقة

محمد كاظم: الفرص المتاحة للمبدعين في الإمارات غير مسبوقة

0 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo17318052362130825856

أكد الفنان الإماراتي محمد كاظم أن هناك العديد من الفرص المتاحة حالياً للفنانين والمبدعين في مختلف مجالات الإبداع للعمل وتطوير مواهبهم واكتساب تجارب جديدة من خلال مؤسسات عدة، سواء فرص دراسة الفنون في داخل الدولة أو خارجها، أو الحصول على منح لتنفيذ أعمال فنية مميزة، أو المشاركة في فعاليات فنية وإبداعية ضخمة تقام في الدولة وفي الخارج، داعياً الفنانين في الدولة لتقديم تجربة فنية تتوافق مع هذا القدر المميز من الدعم.

وأعرب كاظم لـ«الإمارات اليوم» عن سعادته باختياره فنان الحملة البصرية لنسخة 2024 من «فن أبوظبي» التي تقام في الفترة من 20-24 نوفمبر الجاري، موضحاً أن التعاون مع المعرض لتصميم الحملة البصرية بدأ منذ عام، وقد اعتمد في تصميم الحملة على اختيار أعمال من مسيرته الفنية أنجزها منذ 30 عاماً، وتطرح موضوعات مرتبطة برصد التطور الذي شهدته دولة الإمارات في الجانب الاجتماعي والعمراني، إلى جانب الإحداثيات الجغرافية التي شكلت موضوعاً لسلسلة من أعماله، وركيزة يناقش من خلالها قضايا اجتماعية وفكرية مختلفة، لافتاً إلى أن صور الأعمال المختارة يتم عرضها في الأماكن العامة ليشاهدها الجمهور، فالحملة البصرية هي وسيلة للتفاعل مع الجمهور وتشجيعه على زيارة المعرض من خلال خلق تساؤلات لدى المتلقي حول «فن أبوظبي» والفنون بشكل عام وتدفعه للبحث عن إجابات لهذه التساؤلات، والتواصل مع الفعاليات الفنية والمتاحف المختلفة في الدولة، مشيراً إلى أن «فن أبوظبي» استطاع عبر دوراته المتتالية أن يرسخ مكانته على الساحة الفنية في الإمارات والمنطقة كملتقى للمبدعين من مختلف أنحاء العالم.

الفن والتعليم

ودعا الفنان الإماراتي، وهو أحد أعضاء مجموعة «الخمسة» التي تضم رواد الفن المفاهيمي في الإمارات، إلى الاهتمام بنشر الثقافة الفنية والبصرية لدى الجمهور من أفراد المجتمع وتطوير الذائقة والثقافة الفنية لديهم، رابطاً ذلك بالتعليم وتطوير المناهج الدراسية لتشمل الفنون وتاريخ الفن ومدارسه محلياً وعالمياً، وتذوق الفن البصري، ولا تقتصر فقط على حصص الرسم بشكلها الحالي، إلى جانب العمل على ردم الفجوة في مجال ترجمة كتب ونصوص فنية، ونشر محتوى فني وتشكيلي في وسائل الإعلام يتجاوز المحتوى الخبري الذي يتم تقديمه حالياً، ويحمل قراءات نقدية وتثقيفية في الفنون، لافتاً إلى أن الفنان الراحل حسن الشريف لعب دوراً كبيراً في ترجمة مئات المواد في هذا السياق ونشرها، كما قام الدكتور عبدالكريم السيد والشاعر والإعلامي عادل خزام بمجهود مهم أيضاً في المجال نفسه.

وأشار كاظم إلى أن الساحة حالياً تزخر بالفرص التي تصب في مصلحة تطوير المشهد الثقافي والإبداعي، وتطوير تجارب الفنانين في الإمارات من مختلف الجنسيات، حيث تقدم المؤسسات المختصة العديد من المنح الإبداعية والمنح الدراسية وفرص التكليف بأعمال حصرية، إلى جانب تزايد الفعاليات المهمة والبارزة واتساع مظلتها لتشمل أعداداً كبيرة من الفنانين، منوهاً أيضاً إلى أن المتاحف العالمية في الدولة تمنح فرصة نادرة أمام الفنانين والجمهور لمشاهدة أعمال تشكيلية ولوحات أصلية تمثل أيقونات فنية لا يتاح للكثيرين حول العالم مشاهدتها.

تفاؤل بالجيل الجديد

وعن الجيل الجديد من الفنانين، عبر كاظم عن تفاؤله بالتجارب البارزة التي يقدمها فنانون إماراتيون شباب، والتي تعكس قدرة أصحابها على الاستفادة من تطوير تجاربهم عبر الدراسة الأكاديمية والاستفادة من الفرص المتاحة لهم في الداخل والخارج، وبعضهم التحق بسلك التدريس في أقسام الفنون بالجامعات، بل واعتبر كاظم أن هناك تجارب شابة تجاوزت تجارب جيله.

من جانب آخر، قلل كاظم من مخاوف البعض من تأثر الفنون التشكيلية سلباً بالذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الأساس في العمل الإبداعي هو الفكرة، لذا سيظل الإنسان هو العنصر المؤثر في هذه المعادلة، وتمثل التقنيات الحديثة عوامل مساعدة له في تنفيذ أفكاره، وكلما تطورت هذه الوسائل كانت أكثر قيمة له في المساعدة. وأضاف: «بالنسبة لي لدي العديد من الأعمال الفنية التي تتضمن مجسمات وهياكل ضخمة وتقوم على حسابات هندسية دقيقة، ويتم تصنيعها في ورش بمشاركة عمال متخصصين، فهل يعني ذلك أنني لست صاحب العمل؟ حتى إن فنانين رواداً أمثال مايكل أنجلو كان يعمل معهم مساعدون لهم، ومع ذلك ظلت أعمالهم تحمل أسماءهم، لأن الفكرة هي الأساس».

وعن تنوع المدارس الفنية على الساحة، أوضح أن الفنان له حريته في اختيار الوسيلة التي يعبر بها، كما أن كل مادة وخامة لها جمالياتها، لافتاً إلى أنه بدأ مشواره بالرسم، ومازال يمارس الرسم لكن تجاربه مع اللوحة أقرب إلى الطابع المعاصر ويوظفها لإثارة قضايا معاصرة، مضيفاً: «البعض يقف على خطوته الأولى ولا يرغب في تطوير نفسه، لذلك نرى كثيراً من التجارب لا تواكب العصر الذي يعيش فيه الفنان أو تقدم مقاربات للواقع وقضاياه، وهو ما يشير إلى أن أصحاب هذه التجارب يتعاملون مع الفن كهواية، ولكن تغيب عنه وظيفته ودوره في المجتمع»، مؤكداً أنه من الصعب الحكم على التجارب المعاصرة من خلال قواعد اللوحة الفنية.

محمد كاظم:

• المناهج الدراسية مدعوة لتشمل الفنون وتاريخ الفن ونشر الثقافة الفنية والبصرية.

• المتاحف العالمية في الإمارات تمنح الفنانين والجمهور فرصة نادرة لمشاهدة أعمال تشكيلية ولوحات أصلية لا يتاح للكثيرين حول العالم مشاهدتها.