الرئيسية الحياة والمجتمع محمد الأحمد.. تاريخ الإمارات ترويه الموسيقى

محمد الأحمد.. تاريخ الإمارات ترويه الموسيقى

1 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo17331768071426274781

بمزيج من الألحان الكلاسيكية المفعمة بروح التراث الإماراتي، قدّم المؤلف الموسيقي، محمد الأحمد، موسيقى العرض الرسمي لعيد الاتحاد الـ53 لدولة الإمارات، وقدّمت موسيقى العرض الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية، والمكونة من 66 عازفاً عالمياً، بينهم 33 عازفاً من الإمارات، عزفوا حكاية الاتحاد وتاريخ الإمارات عبر الألحان الشجية، التي جسدت التاريخ والحاضر والمستقبل، وعبّرت عن الوجدانيات بأسلوب يتجانس مع اللوحات البصرية المقدمة على المسرح.

طابع خاص

وعن العمل على العرض الرسمي وتفاصيله، تحدث المؤلف الموسيقي، محمد الأحمد، لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «تتميز الموسيقى في الاحتفالات الوطنية بطابعها الخاص، فهي ليست مجرد أغانٍ، بل ألحان تحاكي المشاهد، وتعبّر عن حالة المشهد ورسائله، فالمشهد عبارة عن قصة متكاملة تدمج بين القصائد والمشاهد البصرية والموسيقى»، وأضاف الأحمد: «يتم تأليف الموسيقى بأسلوب فريد وخاص، يجمع بين العناصر الشرقية والغربية بنكهة إماراتية مميزة، وعلى مدى 10 سنوات تم الالتزام بمعايير موسيقية محددة تعتمد على الأوركسترا المصاحبة لتقديم ألحان احتفالية تعكس الهوية الوطنية، كما أن القصائد التي يتم تلحينها تضيف عمقاً خاصاً، وتجعل الموسيقى عنصراً أساسياً في ربط الحركة المسرحية والصور البصرية مع السرد القصصي».

قصة متكاملة

ولفت الأحمد إلى أن الاحتفال هذا العام أبرز قصة متكاملة عبر التاريخ، وقدّم شخصيات مهمة، منها شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور لها الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي، والمغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، موضحاً أن هذه المشاهد التراثية تطلبت موسيقى عاطفية تتناغم مع المشهد وتعبّر عن قيمه، وشدّد الأحمد على أن تحقيق هذا النوع من المشاعر، تطلب استخدام آلات موسيقية عربية، منها العود والقانون، بهدف تقديم مقاطع تنتمي للمقامات الإماراتية التقليدية، ومن بين هذه المقامات التي وجدت في العرض، «البيات» و«السيكا» اللذان يرتبطان بالفنون الشعبية الإماراتية، مثل التغرودة والونة والطارق.

تحديات تقنية

وأشار الأحمد إلى وجود تحديات تقنية رافقت إيجاد حالة انسجام بين هذه المقامات والأوركسترا الغربية، بسبب اختلاف التون الموسيقي (Quarter Tone)، مؤكداً أنه بفضل الخبرة الطويلة في العمل الموسيقي، تم تحقيق توازن موسيقي يجعل اللحن يتماشى مع المشهد من دون أي تنافر سمعي، وشدّد على أنه تم الجمع بين التراث والابتكار لتقديم عرض موسيقي فريد، يعكس الهوية الإماراتية ويفخر بموروثها الثقافي، مشيراً إلى أن العمل مع فريق دولي متنوّع يعزز من جودة العرض، ويؤكد أن الاحتفال باليوم الوطني يعبّر عن روح الإمارات وأصالتها.

معيار عالمي

وحول دور الأوركسترا في العرض الرسمي، نوه الأحمد بأنها تضيف فخامة وضخامة للموسيقى، فهي عنصر أساسي في الاحتفالات الوطنية، إذ باتت احتفالات اليوم الوطني في الإمارات معياراً عالمياً من حيث العرض الموسيقي والمرئي، ويُنظر إليها نموذجاً متكاملاً في العالم العربي، ولفت إلى أن الأوركسترا تسهم في رفع مستوى الاحتفال ليكون تجربة سمعية وبصرية استثنائية، مبيناً أن الدور المهم هو تقديم الموسيقى، إذ قلّما نشاهد من احتفاليات في العالم العربي تكون على هذا المستوى من الفخامة، وتحمل هذا النوع من الموسيقى مثل احتفالات اليوم الوطني، وتابع: «إن هذا الاحتفال يُعد المثال والنموذج السمعي الأكمل والأشمل والأجمل على مستوى الوطن العربي، وذلك بسبب أصالة وتفرد الإنتاج الموسيقي الذي تطوّر خلال سنوات الاحتفال بعيد الاتحاد».

أغنية رئيسة

عمل الأحمد على الأغنية الرسمية التي لاقت رواجاً كبيراً لدى الشعب الإماراتي، وقال عن هذه الأغنية: «نحرص في كل عام على تقديم أغنية رئيسة، تكون رمزاً للاحتفال، فقبل سنتين قدمنا أغنية (دارنا) التي أحبها الجمهور، وكان التحدي هذا العام هو تقديم أغنية مميزة بأسلوب احتفالي جديد، وقدّمت أغنية هذا العام بمشاركة الأطفال في الغناء، مع مجموعة كبيرة من المؤدين، ما أضفى عليها طابعاً مختلفاً».

وأشاد الأحمد بتجربته مع مايسترو الأوركسترا الفيلهارمونية، نيكولاس دوت، الذي يقود العرض للسنة الرابعة على التوالي، مشيراً إلى أن العمل مع هذا الفريق على احتفالات اليوم الوطني، منذ عام 2014، يمثل رحلة مميزة عمرها 10 سنوات.


«بَدو بنينا أمّة»

عمل المخرج الموسيقي والملحن، محمد الأحمد، على الأغنية الرسمية لعيد الاتحاد الـ53، وعنوانها «بَدو بنينا أمّة»، التي كتب كلماتها الشاعر علي الخوار، وتعبّر الأغنية عن حب الوطن العميق والاعتزاز بالهوية الوطنية، وتسلط الضوء على الولاء الراسخ للقيادة الرشيدة التي قادت الإمارات نحو تحقيق العديد من الإنجازات العظيمة، وتعكس الأغنية بكلماتها وموسيقاها الطموحات الكبيرة للأجيال القادمة التي تتسلح بالعلم والعمل لتحقيق مستقبل مشرق للإمارات، وتقدّم الأغنية مزيجاً فريداً يجمع بين الأصالة المتجذرة في قيم البداوة، والتقدم والحداثة المتمثلين في العلم والحضارة، لتكون انعكاساً لرؤية دولة الإمارات ومسيرتها المتألقة الشبيهة بنجم الثريا، الذي أنار لأجدادنا الدروب، وكان ولايزال دليلاً وشاهداً على إنجازاتنا وابتكاراتنا.


مزيج فريد

تقدّم الأغنية الرسمية لعيد الاتحاد الـ53 «بَدو بنينا أمّة» مزيجاً فريداً يجمع بين الأصالة المتجذرة في قيم البداوة، والتقدم والحداثة المتمثلين في العلم والحضارة، وهي من كلمات الشاعر علي الخوار، وألحان المخرج الموسيقي والملحن محمد الأحمد، وغناء كورال الإمارات، وتجيء كلماتها على الشكل التالي:

بحـــب بلادنــا .. وبْحـــــب قـــادتنا

تحــــدّينا الزمـــــان بعــــــز وحدتنا

بنينـــــا بــــلاد بالأمجــــــاد تتباهى

وشاهِــــــدنا .. على المــريخ رايتنا

لـــنا في كل قـــــمّه بالفخــــر قــمّه

لنا بْوجــــه الـمُحــال العــزم والهمّه

بَــــدُو .. لكـــــــن بنينا بعــلْمنا أمّه

وتتبــــاهى ابّـــــــداوتنا حـــضارتنا

تعــلّمنا من الماضي وفي الحاضر..

نعلِّـــم كــلّ جـــيلٍ في الزمن حاضر

مَعَ مـــــن قـــــال انا للكايده حاضر

نســـــوق ركـــــابنا لامْجـــــاد أمّتنا

يِحـــق لْنا نفــــاخر بالوطـن واسمه

نقـــــــول انّ الثّريا شَــابَهَت رسمه

زرعــــنا فْـ كــل أرضٍ للأمل بسمه

ووزّعــــــنا عــلى الــــدنيا محـبّـتنا

تكاتَفــــنا .. وشفـــنا الحــلْم يتحقق

وكلٍ آمــــــن بقــــــدراته .. وصدَّق

نحـــن أمـــــه بحــــــــبل الله نتوثّق

ونتبع بالوفـــــــــــا رؤيـــــة قيادتنا

محمد الأحمد:

. على مدى 10 سنوات، تم الالتزام بمعايير موسيقية محددة، تعتمد على الأوركسترا المصاحبة، لتقديم ألحان احتفالية تعكس الهوية الوطنية.

. تم الجمع بين التراث والابتكار لتقديم عرض موسيقي فريد يعكس الهوية الإماراتية، ويفخر بموروثها الثقافي.