حذّر أطباء مختصون من خطورة الانفعالات الشديدة خلال تشجيع مباريات كأس العالم، التي بدورها قد تزيد من مستويات التوتر والقلق، ثم التعرض لمخاطر صحية، أبرزها حسب وصف أطباء ما يعرف بـ«متلازمة القلب المكسور»، التي تحدث نتيجة للانفعال الشديد حزناً أو فرحاً، وقد تهدد حياة فئات كثيرة من المجتمع.
وطالب الأطباء مشجعي ومتابعي مباريات كأس العالم، خصوصاً ذوي الأمراض المزمنة، بضبط انفعالاتهم ومشاعرهم خلال مشاهدة المباريات، والتعامل معها باعتبارها حالة عابرة ستنتهي، دون داعٍ للاندماج النفسي الزائد على الحد.
وحذّر استشاري أمراض القلب والشرايين نائب رئيس جمعية الإمارات للقلب، البروفيسور عبدالله شهاب، المتعصبين في تشجيع فرقهم المفضلة خلال كأس العالم من الإفراط في الانفعال والتعصب الزائد، لتجنب ما يعرف طبياً بمرض متلازمة القلب المكسور، الذي يحدث نتيجة للحزن الشديد أو الفرح الشديد، خصوصاً من يعانون أمراض القلب والشرايين، وأياً من الأمراض المزمنة.
ولفت شهاب إلى أنه خلال مونديال كأس العالم الذي أقيم في اليابان وكوريا الجنوبية سنة 2002، أظهرت دراسة أجريت في ذلك الوقت وفاة حالات كثيرة بشكل مفاجئ، بسبب الانفعال الزائد، والفرح المفرط، وأيضاً الحزن المفرط خلال تشجيع فرقهم المفضلة.
وأكد أن من أكثر العوامل التي تزيد من عوامل الخطورة أيضاً خلال متابعة المباريات، الإفراط في التدخين بشكل زائد على الحد، حيث يفقد معظم المدخنين قدرتهم على السيطرة على معدلهم الطبيعي دون أن يشعروا، ما يرفع معدلات الإصابة بأمراض الشرايين، وقد يرفع أيضاً معدلات الإصابة بالجلطات، محذراً من تجاهل ضبط هذه الممارسات التي تمس بشكل أساسي حياة وصحة الإنسان.
من جهته، قال استشاري المخ والأعصاب رئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب، الدكتور سهيل الركن، إن الانفعالات العاطفية من الأمور التي تؤثر في الصحة العامة بشكل كبير، حيث تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المفاجئ مع تزايد سرعة نبضات القلب، وفي حال كان للإنسان تاريخ صحي مرتبط بأمراض ضغط الدم، وارتفاع ضغط الدم أو السكر أو بدايات ضيق في الشرايين، قد تؤدي هذه الانفعالات إلى تزايد احتمال الإصابة بجلطات قلبية أو دماغية، حيث ثبت أن الزيادة المفاجئة في ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى حدوث نزيف دماغي أو جلطة قلبية.
وتابع: «فترة متابعة مباريات كأس العالم يصاحبها إفراط كثير من متابعيها في التدخين وشرب القهوة ومشروبات الطاقة، ما يزيد فرص الإصابة بالأمراض المذكورة، خصوصاً إذا ما صاحبها ارتفاع في معدلات القلق والتوتر».
وأضاف: «من تداعيات متابعة المباريات أيضاً حدوث اضطراب في عدد ساعات النوم، خصوصاً أن بعضها يقام في أوقات متأخرة من الليل، ما ينعكس بشكل مباشر على الجسم الذي يتعرض لإجهاد شديد، ينعكس على ممارسات حياته اليومية، الذي قد يسبب أيضاً ارتفاع معدلات ضغط الدم ومخاطر صحية أخرى».
وذكر الركن أن من الأمور المؤسفة خلال هذه الفترة أن استهلاك السعرات الحرارية خلال فترة المباريات يتزايد بشكل كبير، بسبب الاعتماد على الوجبات السريعة وغيرها من الأغذية ذات السكريات العالية، التي تعتبر من العادات المصاحبة لمتابعة المباريات، خصوصاً خلال كأس العالم الذي يستحوذ على اهتمام مشجي الكرة في جميع أنحاء العالم بشكل أكبر.
ونصح مشجعي مباريات كأس العالم بالعمل على الاستمتاع بها في جو من الفرحة والسرور، والابتعاد عن الأمور التي قد تسبب خللاً في الصحة بشكل عام، مثل السهر، والانفعال الزائد، والإفراط في شرب المنبهات، لتجنب التعرض لأي مشكلات صحية تهدد حياتهم.
من جهته، قال استشاري جراحة القلب والصدر في مستشفى فقيه الجامعي، الدكتور فوزي الصفدي، إن الرياضة ليست في الأساس مسؤولة عن إصابة أشخاص بأية أمراض، وإنما ردة الفعل غير المناسبة هي الأساس، حيث يحوّل البعض الرياضة من مجرد وسيلة للترفيه إلى التعصب الزائد، مشيراً إلى أن تداعيات التعصب الزائد يختلف أثرها على كل فرد حسب فئته العمرية وحالته الصحية.
وشدد الصفدي على ضرورة متابعة مباريات كأس العالم والكرة عموماً، باعتبارها حالة مؤقتة تنتهي بعد قليل، تستوجب التعامل معها بروح رياضية، بعيداً عن التعصب والتوتر الزائد، والابتعاد عن التدخين بشكل عام.