الرئيسية سياسة لوموند: ألمانيا تحت وقع الصدمة بسبب مواقف ترامب وإدارته

لوموند: ألمانيا تحت وقع الصدمة بسبب مواقف ترامب وإدارته

15 القراءة الثانية
0
0
1
wp header logo17401752601053005120

وأفادت الصحيفة الفرنسية بأن الألمان يعتبرون الانتكاسات الجيوسياسية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمثابة زلزال.

واستحضرت “لوموند” لحظات تاريخية عاشها الألمان في الحرب العالمية الثانية، حيث قالت “على أراضي مطار تمبلهوف السابق في برلين، تحيي طائرة مروحية قديمة ذكرى لحظة حاسمة في التاريخ الألماني تذكر بالجسر الجوي (1948-1949) الذي استمر أحد عشر شهرا قامت خلالها الطائرات الأمريكية بتزويد برلين الغربية بالمواد اللازمة.

وأفادت بأن سكان برلين أطلقوا على هذه الآلات لقب “Rosinenbomber” (قاذفات الزبيب) لأنها أسقطت آلاف القطع من الحلويات للأطفال فوق المدينة حتى رفع الحصار.

وبالنسبة للعديد من الألمان، تعتبر هذه الطائرات رمزا للصداقة والحرية التي تضمنها الولايات المتحدة ضد الدكتاتورية.

إلا أن هذه الصورة التي رسمت في أذهان الألمان والمسؤولين في البلاد أصبحت ضبابية اليوم وزادت قتامتها عندما سمعوا خطاب جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي ترامب في مؤتمر ميونخ للأمن يوم 14 فبراير 2025 قبل تسعة أيام من الانتخابات العامة التي حصل فيها حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على 20% من الأصوات.

وتقول “لوموند” إن جي دي فانس وببضع جمل فقط داس على أحد الركائز المؤسسة لجمهورية ألمانيا الاتحادية “العلاقات عبر الأطلسي”، حيث قال “التهديد الذي يقلقني أكثر فيما يتعلق بأوروبا ليس روسيا ولا الصين ولا أي جهة خارجية.. إنه التهديد من الداخل، قبل أن يتهم أوروبا بالتخلي عن قيم حرية التعبير والديمقراطية.

كما دعا نائب ترامب إلى التخلي عن أي حاجز صحي ضد الجماعات اليمينية المتطرفة.

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب لم يلتق في ميونخ بالمستشار أولاف شولتس بل التقى برئيسة حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل التي كان مستشار ترامب الملياردير إيلون موسك قد أيدها في يناير.

وتوضح الصحيفة في السياق أن الهجوم العنيف الذي شنه الرئيس الأمريكي على  زيلينسكي يوم الأربعاء 19 فبراير 2025 كان بمثابة النهاية والقطيعة.

خصم وليس صديقا

وقبل أيام نشرت صحيفة “لوموند” افتتاحية بعنوان “أوروبا في مواجهة تحد تاريخي”، محذرة فيها من أن الخطاب الذي ألقاه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في مؤتمر ميونخ أحدث هزة في العلاقات عبر الأطلسي وأظهر أن “الانقسام بين أوروبا وواشنطن عميق وأن القطيعة تاريخية”.

وشددت الصحيفة الفرنسية على أنه يتعين على الأوروبيين الآن أن يعترفوا بأن أمن قارتهم لم يعد يعتمد إلا عليهم هم فقط.

ولفتت إلى أن التطورات التي تكشفت بوضوح خلال مؤتمر ميونخ الأخير أظهرت أن “عاصفة ترامب اجتاحت القارة العجوز” حتى قبل المعركة حول الرسوم الجمركية وكانت أضرارها جسيمة، إذ هزت العلاقات عبر الأطلسي أحد ركائز النظام الدولي منذ الحرب العالمية الثانية.

ووصفت الصحيفة خطاب دي فانس في ذلك المؤتمر بأنه كان صادما واستبداديا، بل عدائيا، إذ كان خطابا يمينيا متطرفا يتهم الممارسات الديمقراطية الأوروبية بأنها “قاتلة للحرية” ويقارن الزعماء الأوروبيين بالسياسيين السوفيات، مشيرة إلى أن دي فانس لم يكتف بذلك وإنما كان خطابه ينمّ عن “تدخل غير مقبول في الحملة الانتخابية في ألمانيا من قبل قوة يفترض أنها حليفة، إذ قدم نائب رئيس الولايات المتحدة دعمه لمرشح حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف، بينما رفض مقابلة المستشار الألماني.

وحسب “لوموند” أدرك الأوروبيون أنهم أصبحوا محاصرين في اعتمادهم الأمني ​​على “حليف يتصرف مثل الخصم وليس الصديق”.

وأبرزت أن ذلك الخطاب أثار لدى الأوروبيين الوعي بعدم كفاية الوسائل المخصصة للدفاع “فبدأنا نسمع خطاب الحقيقة، وخاصة بين القادة الألمان، بشأن المنهجية التي ينبغي اتخاذها لإقناع المواطنين بزيادات ميزانيات الدفاع”.

المصدر: صحيفة “لوموند” الفرنسية