الرئيسية الحياة والمجتمع لماذا نحمر خجلاً؟.. دراسة تحاول الإجابة

لماذا نحمر خجلاً؟.. دراسة تحاول الإجابة

12 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo17266500091883005332

في عام 1872، وصف العالم تشارلز داروين احمرار الخدين بأنه «أغرب وأكثر تعبيرات الوجه إنسانية»، باعتباره دليلاً على صدق الانفعالات الداخلية وانعكاسها على الوجه.

ورغم أن تفسيرات الاستجابة الفسيولوجية واضحة لهذا الأمر، وتتمثل باندفاع الدم إلى الوجه الذي يجعل الخدين محمرين، وأحياناً أيضاً الأذنين والرقبة والصدر العلوي والجبهة، لكن السؤال يبقى على المستويات الأخرى إذاً: لماذا يحمر شخص ما خجلاً؟ هل هو الخجل أو الإحراج بسبب خطأ أخرق أو مجاملة كبيرة، أو الشعور بالانكشاف أمام الآخرين؟

ولإجراء مقاربة للإجابة، تطوع 40 مراهقاً وشاباً في العشرينيات من العمر لخوض تجربة علمية اضطروا فيها لمشاهدة لقطات لأنفسهم وهم يغنون الكاريوكي أثناء الاستلقاء في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.

وفي الدراسة الجديدة التي نشرتها Proceedings of the Royal Society B Biological Sciences حاولت ميليكا نيكوليك، الباحثة في علم النفس في جامعة أمستردام، وزملاؤها فك تشابك بعض هذه الأسئلة حول الاحمرار من خلال مسح الدماغ لمغني الكاريوكي، وعرض لقطات لأنفسهم أو لأشخاص آخرين يغنون.

ووجدت أن خدود المتطوعات الإناث أصبحت أكثر سخونة عندما شاهدن أنفسهن في مقابل غناء الآخرين، وهو أمر غير مفاجئ على الإطلاق. لكن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ كانت أكثر كشفاً. فقد أظهرت أن الاحمرار ينشط مناطق الدماغ المعنية بالإثارة العاطفية والانتباه، في حين أن المناطق المعنية بالتخيل الذهني – أي التخيل أو التفكير في سلوكك أو سلوك شخص آخر أو أفكاره أو نواياه – كانت «غائبة بشكل ملحوظ».

وخلصت الباحثة ميليكا وزملاؤها إلى أن «هذه النتائج تساهم في المناقشات النظرية الجارية بشأن طبيعة الاحمرار وتوفر الدعم لفكرة أن العمليات الاجتماعية المعرفية من الدرجة الأعلى قد لا تكون ضرورية لحدوث الاحمرار».

ومع ذلك، يقول الفريق إن نتائجهم يجب «تفسيرها بعناية» لأن أنماط نشاط الدماغ المرتبطة بالعمليات العقلية «المعقدة والمنتشرة مثل الإثارة والانتباه والتخيل الذهني ليست متميزة تماماً».

ومازال من غير الواضح ما إذا كان من الممكن تكرار هذه النتائج في مجموعة أكبر وأكثر تنوعًا من الناس وليس فقط الطلاب الجامعيين. وتقول المجلة أن أبحاث علم النفس عانت من أزمة التكرار المزعومة لعقود من الزمان، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنواع الأشخاص الذين تميل هذه الدراسات إلى تجنيدهم كمتطوعين.