الرئيسية سياسة لغز “الصوت” الغامض الذي استدعى “نيرانا صديقة” قاتلة!

لغز “الصوت” الغامض الذي استدعى “نيرانا صديقة” قاتلة!

3 القراءة الثانية
0
0
6
wp header logo1671201009120739381

3

تواصل معنا للاستفسار

تفنن الفيتناميون في حربهم الطويلة ضد الغزاة الأمريكيين لنحو عقدين من الزمن مزودين بخبرة استمدوها من قتال الغزاة الفرنسيين واليابانيين قبل ذلك بسنوات قليلة.

في تلك السنوات الدموية الثقيلة، ابتدع المقاتلون الفيتناميون أساليب لا تخطر على بال في مواجهتهم لآلة الحرب الأمريكية الرهيبة التي استخدمت كل ما في ترسانتها من أسلحة ووسائل دمار عدا القنبال الذرية.

في حادثة مثيرة وغامضة، رواها عدد من قدامى المحاربين الأمريكيين في فيتنام الذين كانوا شهودا لها، تحدث صوت باللاسلكي على تردد فرقة مقاتلة كانت في مهمة قرب المنطقة المنزوعة السلاح بين فيتنام الجنوبية والشمالية، طالبا من المدفعية دعما ناريا.

روى المقاتلون الأمريكيون القدامى أنهم كانوا في مهمة بمنطقة تعرف باسم “GOI NOI ASLAND” تقع بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح، بعد رصد نشاط للمقاتلين الفيتناميين هناك.

كانت الفرقة المقاتلة التابعة لمشاة البحرية الأمريكية تضم عددا من الدبابات، دخلت إلى المنطقة الخطرة، وتفاجأت بمقاتلين فيتناميين ظهروا فجأة وحاصروها، فطلب هؤلاء الدعم من مجموعة مقاتلة كانت وراءهم، وتعرضت هي الأخرى للحصار وإلى نيران كثيفة من المقاتلين الفيتناميين المتسترين بالأحراش.

أصيبت بعض الدبابات الأمريكية وأجبرت النيران الفرقة على التراجع، وما أن خرجت من المنطقة الغابية إلى منطقة جرداء حتى سمع أفراد هذه الفرقة على أجهزة اتصالاتهم صوتا يتحدث باللغة الإنجليزية يصف وضع هذه المجموعة ويطلب من المدفعية دعما ناريا، وللغرابة يعطي تحديدا إحداثيات موقع هذه القوة الأمريكية المنسحبة.

اندهش الجنود والضباط الأمريكيون، لم يكن المتصل من مجموعتهم، لكنه استعمل كلمة السر التي يستخدمونها، والتردد ذاته المطلوب عند طلب الدعم الناري. والأكثر غرابة، كما يقول هؤلاء الجنود القدامى في شهادتهم، أن الرجل كان يتحدث اللغة الإنجليزية بلهجة أمريكية خالصة لا يمكن الشك فيها.

واستفاق أفراد الفرقة الأمريكية المنسحبة من دهشتهم على سقوط قذائف المدفعية الأمريكية التي استهدفتهم بدقة بعد أن وصلت إحداثيات مكان وجودهم من خلال الاتصال اللاسلكي الغامض.

تساقطت قذائف المدفعية الأمريكية مشتتة هذه القوة الأمريكية، التي أصيبت بأضرار فادحة تمثلت في مقتل وإصابة 70 من أفرادها. ولم يتوقف القصف إلا بعد أن استعمل جنود هذه المجموعة ترددات بديلة وطلبوا وقف النيران “الصديقة” التي أصابتهم في مقتل.

ويقول هؤلاء الجنود الأمريكيون القدامى إن الفيتناميون دخلوا على تردداتهم وجعلوا مدفعيتهم تدك قوة أخرى تابعة للجيش الأمريكي، مقرين في ردة فعل على ما جرى، بأنهم أخطأوا في الاستهانة بذكاء عدوهم وقدرته على الإبداع في فنون الحرب.

ولم تنته متاعب هذه الفرقة عن هذا الحد، حيث واصلت انسحابها، وكان عليها للخروج من هذه المنطقة الخطرة، عبور نفق قصير.. توقف رتل الدبابات أمام النفق ورفض قائده التحرك إلا بعد أن يتأكد أفراد الهندسة العسكرية من خلوه من الألغام والمتفجرات.

بحت جنود الهندسة العسكرية الأمريكية بأجهزتهم عن الألغام ولم يصدر عن آلاتهم التي مسحت المنطقة أي إشارة تحذير، فأعلنوا خلو المنطقة من الألغام. إلا أن قاد مجموعة الدبابات روى أنه طلب من المتخصصين تفحص الطريق مرة أخرى، لأنه كان على يقين من أن الفيتناميين لن يفلتوا مثل هذه الفرصة.

وفي المرة الثانية لم يعثر المتخصصون الأمريكيون على أي ألغام، فأمر القائد إحدى الدبابات بأن تتقدم الرتل وتعبر النفق. وما أن أطل قسمها الأمام خارجه حتى دوى انفجار عنيف، وقتل 3 من أفراد الهندسة العسكرية الأمريكية.

ويجمل خبراء عسكريون أمريكيون على أن الفيتناميين أجبروا القوات الأمريكية الضخمة التي تجاوز تعدادها نصف المليون عسكري على مغادرة بلادهم بلا رجعة، بعدة وسائل منها حرب العصابات التي خاضوها مستغلين معرفتهم بتضاريس بلادهم وشن غارات وهجمات مفاجئة ثم الاختباء في الأدغال.

ويضيف الخبراء إلى ذلك، خبرة الفيتناميين التي اكتسبوها “أثناء محاربة اليابانيين والفرنسيين بعد الحرب العالمية الثانية، فهم كانوا على دراية كبيرة بالتضاريس والمناخ. واستخدموا طريق هوشي منه، الذي امتد من شمال فيتنام إلى الجنوب، للحفاظ على إمداد قواتهم”.

علاوة على ذلك، كان المقاتلين الفيتناميين يتمتعون بدعم شعبي واسع فقد أسروا “قلوب وعقول الفلاحين الفيتناميين الجنوبيين. كانوا يعرضون مساعدتهم في عملهم اليومي ويعدونهم أيضا بالأرض والمزيد من الثروة والحرية في عهد هوشي منه والشيوعيين”.

كما أنه كان “من الصعب على القوات الأمريكية معرفة من هو الفيتكونغ (المقاتلين الفيتناميين)  ومن هو غير ذلك”.

أما السلاح السري الهام الذي استخدمه الفيتناميون في حربهم ضد القوات الأمريكية فهو “أنظمة الأنفاق والفخاخ”، إذ أقام هؤلاء “منظومة خفية من الأنفاق تمتد لأكثر من 200 ميل. كانت هناك مستشفيات ومستودعات أسلحة وأماكن للنوم ومطابخ وآبار تحت الأرض. يمكن لأنظمة الأنفاق هذه إخفاء الآلاف من الفيتكونغ، ما ساعدهم على خوض حرب العصابات”.

المصدر: RT

تحميل المزيد من المقالات ذات الصلة
تحميل المزيد من ثري تي نيوز
تحميل المزيد في سياسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحقق أيضا

هذه أرضنا.. حاخامات يهود يؤدون صلواتهم في العمق السوري (فيديو)

وقال موقع chabadinfo إن “مجموعة من حاباد الحاسيديم قامت بتلاوة سفر هتانيا لأول …