شهدت شوارع مدينة بورتلاند الأميركية ما يشبه مشاهد فيلم سينمائي كامل الإثارة مع تفاصيل لا تخلو من غرابة، حينما تمكن لص مكبل اليدين من الهرب مرتين من ملاحقة عدة أقسام شرطة مستخدماً سيارات تابعة لها، والتعرض لإطلاق نار من قبل 11 ضابط شرطة قبل أن يقبض عليه.
وبدأت سلسلة الأحداث الفوضوية التي شملت ما لا يقل عن خمس وكالات لإنفاذ القانون، عندما تم اكتشاف المطلوب بموجب مذكرة سرقة، غاري بورتر، مغمى عليه في حظيرة دجاج الاثنين الماضي، وتم اعتقاله ونقله إلى المستشفى لتقييم حالته.
وبعدما جرى تقييمه، قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن رئيس شرطة باريس مايك دايلي قام بمحاولة نقله إلى السجن، حيث خرج من عربة الشرطة بغرض فتح الباب له لمرافقته إلى الداخل، لكن بورتر كان حينها قد تمكن من نقل كفيه بطريقة ما من خلف ظهره، ليقفز بعدها إلى مقعد السائق وينطلق بسيارة الشرطة.
وذكر بيان أن قائد الشرطة قفز على العربة لمحاولة إيقافه، لكنه سقط على الأرض. لتبدأ بعدها مطاردة انضم إليها ضباط من أربع وكالات أخرى إضافة إلى نواب عمدة المدينة وشرطة الولاية في منطقة ريفية في ولاية مين على بعد نحو 48 ميلاً من بورتلاند. ونشرت الشرطة إثرها الحصائر المسننة التي فجرت إطارات السيارة المسروقة ما تسبب بسقوط بورتر بخندق مجاور للطريق وتوقفه.
لكن اللص لم يستسلم، فخرج ويداه لا تزالان مكبلتين بالأصفاد، وقفز إلى سيارة شرطة أخرى على مرأى ومسمع من الضباط، فيما أطلقت الشرطة عليه أعيرتها النارية دون أن يمنعه ذلك من الإقلاع في مطاردة أخرى مبتعداً.
ووفقاً لشاهدة العيان ليندا ماري ميرسر التي سجلت قسماً مما جرى، ذكرت أنها وصلت إلى مكان الحادث لتشاهد عربة الشرطة في الخندق والعديد من السيارات بجانبها. وقالت إنها سمعت إطلاق نار ورأت الضباط يطلقون النار على الشاحنة. واعتقدت أن الشخص الذي كان في الشاحنة ربما يكون قد قُتل، وبدا أن الضباط مرتاحون. لكن الفيديو يظهر ما حدث بعد ذلك: بورتر، الذي كان لا يزال مكبلاً ويرتدي ثوب المستشفى الأبيض، تجاهل صيحات: «ارفعوا أيديكم!» وصعد إلى سيارة الدفع الرباعي التي تُركت وباب سائقها مفتوحاً على مصراعيه، وقادها بعيداً فيما تطاير المزيد من الرصاص فوق رأسه.
وقالت السلطات إن سيارته الثانية تحطمت على مسافة قصيرة من مكان التحطم الأول، إذ تم توقيف بورتر الذي كان مصاباً بطلق ناري نقل على إثره إلى المستشفى.
وتم تحديد المثول الأولي لبورتر أمام المحكمة بتهمتي سرقة، والاعتداء على ضابط شرطة، والهروب من الحجز، والتهرب من الشرطة، وانتهاك الكفالة، من خلال مؤتمر عبر الفيديو من سجن مقاطعة كمبرلاند، لكن دفاعه طلب إعطاءه المزيد من الوقت لجعله يتعافى، حيث بدا بورتر في المقابلة غير قادر على إبقاء عينيه مفتوحتين أو التركيز في الكلام.
كما طلب دفاعه إجراء فحص عقلي، ومن المقرر أن يعود بورتر إلى المحكمة بعد غد.
من جهتها، ذكرت السلطات أن 11 ضابطاً منحوا إجازة إدارية بعد إطلاق النار.
وقال بريان ماكماستر، المحقق منذ فترة طويلة في مكتب المدعي العام، إن هذا هو أكبر عدد من ضباط الشرطة يطلقون أسلحتهم في حادث واحد في الذاكرة الحديثة بالولاية.