أكد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، أن افتقار رؤساء العالم للحكمة السياسية اليوم ناجم عن “الفراغ القيادي”.
ووفقا لصحيفة The Wall Street Journal، فإن كيسنجر، يرى أن سر نجاح أي زعيم عالمي، يكمن في قدرته على سد الفجوة بين الرأي العام في بلاده والتسويات التي لا مفر منها في الدبلوماسية الدولية، مشيرا إلى التراجع المستمر في وجهات النظر الداعية إلى التنازلات، والتسويات السلمية.
وأوضح كاتب المقال في الصحيفة، أن جميع القادة الذين يعتبرهم كيسنجر عظماء، أمثال، كونراد أديناور، وشارل ديغول، وريتشارد نيكسون، ومحمد أنور السادات، ومارغريت تاتشر، ولي كوان يو، انتموا للطبقة الاجتماعية الوسطى، وليس للنخبة، ما شكل لديهم رؤية متزنة للعالم، إلى جانب التعليم الذي أعدهم نفسيا، وفكريا، وثقافيا، للعمل والانضباط.
وأضاف، أن ما يثير قلق كيسنجر، هو ما إذا توقفت مدارس النخبة عن تعليم الصرامة والانضباط لطلابها، وما إذا كانت ثقافة “محو الأمية العميقة”، قد انهارت لدرجة فقدت فيها المجتمعات الحكمة اللازمة، والقدرة على إعداد أجيال جديدة من القادة.
وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق بفشل أساتذة الجامعات في التعليم، وإنما في مقدرة العلوم الكلاسيكية بعمقها وصرامتها، على الصمود أمام التحدي المتمثل في انتشار الثقافة البصرية، التي تروج لها وسائل الإعلام الإلكترونية.
وأكد كيسنجر، أنه لا يمكن تشكيل العالم وفق منظور قيادة، أو أمة واحدة، بمختلف القضايا والأطروحات التي يروجون لها ويحاولون فرضها.
المصدر: نوفوستي