تواصل معنا للاستفسار
تحدث الأستاذ المساعد في جامعة توفتس الأميركية، كريس ميللر، ومؤلف كتاب «حرب الرقائق.. الصراع على أكثر تقنيات العالم تقدماً»، عن الصراع بين الصين والولايات المتحدة حول تقنية الرقائق الالكترونية. وقال لمجلة «ذي دبلومات»: «ستتفوق الصين على الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بعدد الأنظمة المنتشرة في الأماكن التي تتنافس عليها البلدان مثل مضيق تايوان». وفي ما يلي مقاطع من المقابلة:
■ اشرح لنا كتاب «حرب الرقائق» في سياق التنافس بين الولايات المتحدة والصين.
■■ يرى صانعو السياسة في كل من الصين والولايات المتحدة أن أشباه الموصلات تلعب دوراً حاسماً في التنافس بين البلدين على نحو متزايد، وترى الصين أنها قضية ضعف استراتيجي، فبينما تعتمد الصين في هذه الأيام على استيراد الرقائق الإلكترونية إلى حد كبير، من دول منافسة لها على الصعيد الجيوسياسي مثل تايوان، والصين، والولايات المتحدة، ترى واشنطن أن تقدم الصين يهدد المزايا العسكرية النوعية التي تدعم القوة العسكرية الأميركية لعقود عدة.
وستتفوق الصين على الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بعدد الأنظمة المنتشرة في الأماكن التي يتنافس عليها البلدان مثل مضيق تايوان. وبناء عليه تتمثل استراتيجية الولايات المتحدة في البقاء متقدمة على الصين في قدرات الحوسبة، وتأمل أن هذا التقدم في هذا المجال تتم ترجمته إلى قدرات أنظمة عسكرية أكبر.
■ ما هي المكونات الأساسية لـ«فن إمداد التوريد»؟
■■ تفكر الشركات في سلاسل التوريد من حيث الكفاءة، ولكن الحكومات تفكر في السياسة، ولعقود عدة كانت حكومتا البلدين الواقعين على طرفي المحيط الهادئ تريان سلاسل التوريد كأدوات لإنجاز أهدافهما السياسية. وفي خمسينات القرن الماضي، تبنى صانعو السياسة في الولايات المتحدة فكرة تجميع أجهزة إلكترونية مصممة أميركياً في آسيا كوسيلة لربط الحلفاء الآسيويين على نحو وثيق مع الولايات المتحدة، عن طريق تزويدهم بوسيلة النمو الاقتصادي. ومن سنغافورة حتى تايبيه، اعتبر القادة السياسيون الآسيويون أن الانخراط في سلاسل التوريد المتمركزة في الولايات المتحدة كاستراتيجية لا تهدف إلى جذب فرص العمل الجيدة فقط، وإنما إلى زيادة أهميتهم بالنسبة لأميركا، وتعزيز ثقتهم بأن الولايات المتحدة ستضمن أمنهم في حالة حدوث أي أزمة.
■ كيف يمكن أن يؤثر حدوث صراع عبر مضيق تايوان على صناعة أشباه الموصلات في تايبيه؟
■■ يمكن أن يؤثر اندلاع أي صراع كبير في مضايق تايوان على عرقلة، إذا لم نقل التدمير الكامل لصناعة الرقائق الإلكترونية في تايوان. والفكرة أن دخول الصين إلى تايوان ربما يثير القلق بالنسبة للولايات المتحدة حسب وجهة نظري، بالنظر إلى أن التوازن العسكري أخذ بالتحول إلى مصلحة الصين.
■ ما هو تقييمك للتعامل الأميركي مع شركة «هواوي» وتداعياته على التطور الصيني العسكري والمدني؟
■■ عرضت حملة الضغط على شركة «هواوي» بداية، العديد من التقنيات التي طرحتها الولايات المتحدة لتقييد المزايا التكنولوجية الصينية. وأدى قرار واشنطن منع هواوي من استخدام الرقائق المتطورة، إلى حصول أضرار هائلة في الشركة، الأمر الذي دفع هذه الأخيرة إلى التخلي عن وحدات برمتها في المصانع. وتلعب هواوي دوراً محدوداً جداً في نشر البنية التحتية لجيل الاتصالات المعروف بـ«G5» على نطاق عالمي.
■ ما هو تقييمك للآثار المترتبة على المدى البعيد لسياسة تقييد التصدير على منتجات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات للصين، وتأثير ذلك على الصناعة العالمية لأشباه الموصلات؟
■■ أعتقد أن القيود الأميركية سيكون لها آثار جزئية على منع نقل وحدات معالجة الرسوم المتقدمة «جي بي يو» إلى الصين، في حين سيكون أثرها أكبر على إبطاء تقدم الصين نحو صناعة الرقائق المنطقية. وبناء عليه ستزيد هذه القيود من تكاليف متابعة تطور الصين في قدرات الحوسبة، وستزداد هذه التكاليف مع الزمن، الأمر الذي سيجعل قدرات الصين على شراء هذه الرقائق متخلفة وراء الدول الأخرى.
يمكن أن يؤثر اندلاع أي صراع كبير في مضيق تايوان في عرقلة، إذا لم نقل التدمير الكامل لصناعة الرقائق الإلكترونية في تايوان.