شنّت إسرائيل، فجر أمس، غارات جوية على قطاع غزة، رداً على إطلاق صواريخ مصدرها القطاع، وذلك غداة عملية إسرائيلية تعتبر الأكثر عنفاً في الضفة الغربية منذ سنوات، أسفرت عن مقتل تسعة فلسطينيين في مخيم جنين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يحمّل حركة «حماس» مسؤولية كل إطلاق صواريخ ينطلق من المنطقة، في بيان، أنه نفّذ جولتين على الأقل من الضربات الليلية التي استهدفت ثلاثة مواقع تابعة لحركة حماس.
ولم تسجل إصابات نتيجة القصف، لكن أضراراً جسيمة وقعت في المواقع المستهدفة، وفي عدد من المنازل القريبة، وفق مصدر أمني في غزة.
وأعلنت حركة «الجهاد» بشكل غير مباشر مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، بينما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لـ«حماس»، في بيان مقتضب، أنها استهدفت بصواريخ أرض جو وبالمضادات الأرضية، الطائرات الحربية المغيرة.
وكان مسلحون فلسطينيون أطلقوا في منتصف الليل صاروخين باتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، لكن نظام البطاريات المضادة الإسرائيلي اعترض الصاروخين.
وأثناء الغارات الجوية، أطلق مقاتلون فلسطينيون ستة صواريخ من مناطق متفرقة باتجاه المناطق الإسرائيلية القريبة من القطاع.
وجاء هذا التصعيد بعد يوم عنيف في الضفة الغربية سقط خلاله 10 قتلى. فقد قتل الخميس تسعة فلسطينيين في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، خلال عملية دهم قال الجيش الإسرائيلي إنها تستهدف نشطاء من «الجهاد». وقتل فلسطيني عاشر في الرام قرب رام الله، برصاص إسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في رام الله، وذلك خلال مواجهات أثناء احتجاجات على العملية العسكرية في جنين. ووصفت السلطة الفلسطينية ما حدث في جنين الخميس بـ«المجزرة»، وأعلنت وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية.
وعبّرت وزارة الخارجية الأميركية عن أسفها لهذا القرار، معتبرة أنه «من المهم للغاية أن تحافظ الأطراف على تنسيقها الأمني أو حتى تعمّقه». وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس، عن قلق الولايات المتحدة العميق إزاء دوامة العنف في الضفة الغربية.
وأضاف «نحن نشعر بحزن بالغ لسقوط وإصابة مدنيين، كما نشعر بقلق عميق إزاء دوامة العنف في الضفة الغربية». وشدد المتحدث، على الحاجة الملحّة إلى قيام الطرفين بالتخفيف من حدة التوترات، وتجنب المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين، والعمل معاً لتحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية.
ومن المقرّر أن يزور وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، الإثنين والثلاثاء، إسرائيل والضفة الغربية في مسعى لخفض التصعيد.
وندّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط بما حدث في جنين. وبعد صلاة الجمعة أمس، انطلقت مسيرات حاشدة شارك فها آلاف الفلسطينيين في القطاع، تضامناً مع جنين.
