حينما حُرمت الولايات المتحدة من احتكار مفاتيح “الجحيم النووي”!
شاركت في المجمل بشكل أو بآخر في الحرب العالمية الثانية منذ بدايتها أكثر من 60 دولة، وتأثر بالعمليات العسكرية التي جرت في أراضي ومياه 40 دولة 1.7 مليار شخص.
الاتحاد السوفيتي تحمل بكل المقاييس العبء الأكبر في القتال ضد النازية الألمانية، كما قام بدور كبير في القتال ضد الفاشية اليابانية في الأيام الأخيرة لتلك الحرب. باحثون قدروا عدد الضحايا الذين سقطوا في الاتحاد السوفيتي ما بين 27 إلى 41 مليونا.
تلك الحرب التي انتهت قبل 79 عاما كانت بدأت في 1 سبتمبر عام 1939 بغزو واحتلال المانيا النازية لبولندا ثم توسع الاحتلال الألماني النازي في القارة واحتل القسم الأكبر من أوروبا.
في عام 1940 انضمت إيطاليا واليابان إلى النازيين في هذه الحرب كما انضمت إلى هذا المحور بلغاريا والمجر ورومانيا.
ألمانيا النازية تحولت إلى الشرق في 22 يونيو عام 1941 وغزت قواتها أراضي الاتحاد السوفيتي بجيوش يزيد عددها عن 4 ملايين جندي عدا قوات حلفائها.
السوفييت واجهوا بضراوة القوات النازية الغازية فيما يعرف بالحرب الوطنية العظمى، وتمكنوا في نهاية المطاف من دحرها وملاحقتها حتى برلين.
انتهت “الحرب الوطنية العظمى” باستسلام ألمانيا الكامل ليلة 8 إلى 9 مايو عام 1945، إلا أن حليفتها اليابان واصلت القتال في المنطقة.
اليابان التي فقدت في تلك الأثناء معظم أسطولها وسلاحها الجوي، عولت في الدفاع عن أراضيها على “جيش كوانتونغ”، المتمركز في منشوريا بشرق الصين، وكان عدد أفراده يزيد عن مليون عسكري، هذا الجيش كان معززا بأكثر من 1200 دبابة وما يزيد عن 6500 مدفع، وحوالي 1900 طائرة، وأكثر من 30 سفينة حربية.
مهمة هذا الجيش تتمثل في ضمان إيصال المواد الخام الاستراتيجية إلى اليابان من الصين وكوريا، وأصبح بنهاية الحرب القوة الأكثر أهمية لمواجهة أي غزو للجزر اليابانية.
القيادة السوفيتية بعد الانتصار على ألمانيا النازية، نقلت مع بداية الحرب في الشرق الأقصى قوات إضافية إلى هناك. مع بداية أغسطس عام 1945 بلغ إجمالي عدد القوات السوفيتية 1.7 مليون شخص معززة بأكثر من 5000 دبابة ونفس العدد من الطائرات الحربية، إضافة إلى 93 سفينة حربية.
بدأت القوات السوفيتي هجومها على “جيش كوانتونغ” الياباني في منشوريا في 9 أغسطس 1945، وتمكن من دحره بسرعة. فقد اليابانيون في تلك العمليات العسكرية أكثر من 700 ألف جندي وضابط، قتل منهم 84 ألفا وأسر أكثر من 640 ألفا، فيما بلغت خسائر القوات السوفيتية حوالي 12 ألف قتيل.
كانت الولايات المتحدة قد أسقطت فنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين يومي 6 و9 أغسطس 1945. بعد أن فقدت اليابان تماما جيشها الاحتياطي الذي كان متمركزا في منشوريا انتهت آمالها بشكل تام في مواصلة القتال.
في يوم 2 أغسطس 1945، بخليج طوكيو على متن البارجة الأمريكية “ميسوري”، وقع وزير الخارجية شيجيميتسو مامورو، وزير الخارجية الياباني ورئيس الأركان العامة أوميزو يوشيجيرو نيابة عن الإمبراطور على وثيقة استسلام اليابان. جرى ذلك بحضور ممثلين مفوضين عن الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا ودول حليفة أخرى.
القوات السوفيتي التي دحرت اليابانيين في منشوريا تمكنت بنهاية أغسطس 1945 من القضاء تماما على خطر جيش كوانتونغ، وحررت جنوب ساخالين وجزر الكوريل.
المشير ألكسندر فاسيليفسكي، القائد العام للقوات السوفيتية في الشرق الأقصى لفت في كتاب له بعنوان “أعمال العمر” إلى أن انهيار جيش كوانتونغ، أدى إلى تسريع استسلام اليابان بشكل كلي.
المصدر: RT