أثار فيديو ارتبط بمالك منصة التواصل الاجتماعي «إكس» إيلون ماسك، الخاص بحملة المرشحة الرئاسية الأميركية كامالا هاريس، والذي تم التلاعب فيه، ونشره على المنصة نهاية الشهر الماضي، ضجة في الولايات المتحدة مازالت تداعياتها تتواصل.
الفيديو حقق 100 مليون مشاهدة، وفي تقديرات وصل إلى 108 ملايين مشاهدة حتى أواخر يوليو، وتم فيه محاكاة صوت هاريس في الفيديو الأصلي، وبدلاً من استخدام كلماتها الأصلية تم تبديل مقاطعها لتقول زوراً إن «بايدن مصاب بالخرف»، وإنها «لا تعرف أي شيء عن إدارة البلاد»، كما تم إزالة صورة دونالد ترامب في الفيديو الأصلي، لتوضع مكانه صورة بايدن في وضع تهكمي، بحسب صحف ومواقع متطابقة.
وقد أعاد ماسك نشر الفيديو المتلاعب به على حسابه، وكتب تحته «إنه مدهش»، وتسببت إعادة النشر في غضب الديمقراطيين في الولايات المتحدة، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه «يتعارض مع سياسة (إكس)، كما هاجمته حملة هاريس بأشد العبارات حدة»، لكن ماسك أصر رغم هذه الحملة الموجهة ضده ورغم الانتقادات على التمسك بإبقاء المنشور، وغرد قائلاً: «لقد راجعت الأمر مع مرجع عالمي مشهور وهو البروفيسور سوغون ديزنتو وقال لي إن المحاكاة الساخرة قانونية في الولايات المتحدة»، بحسب «مونت كارلو الدولية».
والحال أن «فيديو ماسك» لم يثر جدلاً بشأن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وضوابطها فحسب، بل ومع قواعد الانتخابات الأميركية وتعديلاتها الأخيرة المقترحة، والتي شهدت انقساماً بشأنها بين جمهوريين وديمقراطيين، كما يأتي توازياً مع إفادات من مركز مكافحة الكراهية الرقمية «سي سي دي إتش» عن رصده 50 منشوراً على «إكس» تحتوي على معلومات كاذبة بشأن الانتخابات.
كذلك تأتي الحملة على الفيديو في ظل ضربات يتلقاها ماسك بالخارج، ليس آخرها القضية التي رفعتها الملاكمة الجزائرية إيمان خليف والتي يتهمه محاميها نبيل بودي بارتكاب «اضطهاد إلكتروني» ضد موكلته، وإدانة ماسك من قبل محكمة أسترالية بإتاحة دعاية عنصرية على منصته، بحسب «نيوز سبيشل»، ودعوة أعضاء في مجلس العموم البريطاني باستدعائه بشان أحداث ساوث يورك وكتابته أن «الحرب الأهلية البريطانية حتمية».
الغريب، وبحسب «نيويورك تايمز»، أن هذه الانتقادات تصب لصالح ماسك، حيث أصبح صوته الأكثر تأثيراً على منصته التي تضم 191 مليون متابع، بل وعلى كل المنصات، فقد حاز تعليقه على محاولة اغتيال ترامب 218 مليون مشاهدة، بينما حازت ثلاث كلمات لا معنى لها هي «اليقظة تهديد للحضارة» على 481 ألف مشاهدة في ست دقائق فقط. إنها قوانين لعبة التواصل الاجتماعي العجيبة.
• تأتي الحملة على الفيديو في ظل ضربات يتلقاها ماسك بالخارج.