<![CDATA[
شن الملياردير الأميركي المعروف ومؤسس شركة “مايكروسوفت” بيل غيتس هجوماً على إيلون ماسك الذي يسعى لغزو الفضاء واستعمار الكواكب الأخرى ويوظف المليارات لهذه الغاية، حيث اعتبر غيتس أن الإنفاق على اللقاح لحماية البشرية من الأمراض والأوبئة أولى من الوصول إلى كوكب المريخ واستصلاحه واستعماره.
وقال غيتس (67 عاماً)، خلال مقابلة مع شبكة (BBC) البريطانية اطلعت عليها “العربية نت” إنه على الرغم من أن ماسك كان له تأثير إيجابي على العالم من خلال شركة “تسلا” المتخصصة بالسيارات الكهربائية، إلا أنه لا يعتبره “فاعل خير” حقيقيا مثل وارن بافيت وجيف بيزوس.
ويشتهر غيتس بالعمل الخيري والذي ينصب أغلبه على الكتب المدرسية، حيث أنشأ مؤسسة (Bill and Melinda Gates Foundation) في عام 2000 بمهمة معلنة لتعزيز الرعاية الصحية والحد من الفقر في جميع أنحاء العالم.
ورداً على سؤال ما إذا كان الذهاب إلى المريخ يعد استخداماً جيداً للمال، قال غيتس: “من وجهة نظري لا”. وأضاف: “في الواقع إن الذهاب إلى المريخ مكلف للغاية. يمكنك شراء لقاحات الحصبة وإنقاذ الأرواح مقابل ألف دولار لكل حياة يتم إنقاذها”. وأضاف “إن السفر إلى الفضاء ليس طريقة فعالة من حيث التكلفة لإنقاذ الأرواح”.
ويعتبر غيتس من أبرز المدافعين عن الاستثمار في اللقاحات، حيث قال في عدد من المناسبات السابقة إن الأوبئة والأمراض الفتاكة تشكل تهديداً كبيراً لمستقبل البشرية.
وكان غيتس حذر في عام 2015 من أن فيروساً مثل “كوفيد 19” يمكن أن يكون قاب قوسين أو أدنى من مهاجمة البشرية، وهو ما حدث بالفعل بعدها بسنوات.
وفي المقابل، يجادل الملياردير إيلون ماسك بأنه من المهم لمستقبل الحضارة أن يصبح البشر “بين الكواكب”، وبناء على هذه المقاربة أسس ماسك شركة “سبيس إكس” في عام 2002 بهدف بناء مركبة فضائية وإرسال رحلات مأهولة إلى المريخ.
ومع ذلك، أشاد غيتس بذكاء ماسك وطموحه من خلال الإشارة إلى أنه قد يدخل يوماً ما في عصبة عمالقة العمل الخيري.
وقال غيتس عن ماسك: “في يوم من الأيام، أعتقد أنه سينضم إلى رتبة فاعلي الخير، مستخدماً براعته”. وتابع: “من الواضح أن أشياء مثل شركة تسلا لها تأثير إيجابي حتى بدون أن تكون شكلاً من أشكال العمل الخيري”.
وتأخذ شركة “سبيس إكس” حالياً الركاب بالفعل إلى مدار كوكب الأرض وتمكنت من خفض تكلفة تشغيل الصواريخ من خلال تصميمها بحيث يمكنهم الهبوط مرة أخرى بعد الإقلاع، على عكس الصواريخ التقليدية، فيما التزم ماسك بالوصول إلى كوكب المريخ خلال العقد القادم.
ويقدر ماسك أن تكلفة تذكرة ذهاب فقط إلى المريخ ستكلف الجيل الأول من المستعمرين 100 ألف دولار، والتي قال إنها “ميسورة التكلفة نسبياً لمعظم الناس”.