
حولت الحياة الفاخرة والنهب والإسراف الذي فاق الحدود، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس وزوجته إيميلدا إلى مثال صارخ للترف والاستبداد، علاوة على قسوة النظام المفرطة والعنف ضد كل المعارضين.
يمكن معرفة مدى الخراب الذي تركه فرديناند ماركوس في الفلبين من خلال ارتفاع ديون البلد الخارجية من مليار حين استلم إدارة البلاد في عام 1965 إلى 28 مليار دولار حين فر منه عام 1986. الأدهى أن قسما كبيرا من هذه القروض الخارجية ذهبت إلى حسابات شخصية.
في هذا الشأن، اتهم ماركوس وعائلته باختلاس ما بين 5 إلى 10 مليارات دولار من الأموال العامة حلال فترة حكمه التي امتدت بين عامي 1965 – 1986 وتحويلها إلى حسابات مصرفية سرية في سويسرا وإلى استثمارات في العقارات الفاخرة والأعمال التجارية الأجنبية.

زوجته إيميلدا ماركوس لم تكن أقل نشاطا منه في هذا المجال. شغفت بحياة الترف وبالاستحواذ على أغلى وأندر المجوهرات والحلي حتى أنها كانت تمتلك عقدا بقيمة 5 ملايين دولار إضافة إلى أعمال فنية عالمية.
إيميلدا ماركوس تعد رمزا للتبذير، حيث كانت تنفق في رحلات التسوق الدولية إلى نيويورك وباريس على الملابس الفاخرة والتحف، ملايين الدولارات.
هذه العائلة امتلكت أيضا عشرات العقارات بما في ذلك قصر “مالاكانانغ” الرئاسي المزين بالذهب والتحف النادرة، وقصر “توليت” في لاوس، وفيلات في أرجاء الولايات المتحدة وأوروبا، كما سيطرت عائلة ماركوس على مزارع واسعة لجوز الهند وقصب السكر، وامتدت صفقات الاحتيال إلى الجيش الفلبيني، بشراء أسلحة فاسدة في صفقات مشبوهة لجني أرباح خاصة.
تمسك فرديناند ماركوس بالسلطة بأسنانه غير عابئ بالمعارضة المتزايدة ضد نظامه، وحاول في فبراير 1986 إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لتوطيد حكمه.
الانتخابات المبكرة نافسته فيها، كورازون أكينو، وكانت زوجة زعيم للمعارضة اغتيل في المطار ما أن عاد إلى بلاده من المنفى عام 1983.
زُورت النتائج وأعلن ماركوس فوزه، إلا أن الغضب العارم أفسد خططه فلم يجد أمامه من مخرج إلا مغادرة الفلبين وعائلته في 25 فبراير على متن طائرة أمريكية إلى هاواي.

تسجيلات “حميمة جدا” من مخدع الرئيس:
من جانب آخر، وصل حد ولع فرديناند ماركوس بالحسناوات إلى حد المجون، أطلق العنان لغرائزه حتى أنه تعرض لفضيحة من العيار الثقيل.
استعان في عام 1968 بنجمة سينمائية من هوليود تدعى دوفي بيمز لتصوير فيلم دعائي عن حياته، ثم أقام علاقة غرامية سرية معها استمرت لعامين.
كان ماركوس يخلو بعشيقته الأمريكية في مخادع رئاسية خاصة. هذه المرأة دأبت على وضع آلات تسجيل تحت السرير وقامت بتوثيق كل ما يدور بينهما من أحاديث “حميمة” للغاية. بررت الممثلة تصرفها برغبتها في حماية نفسها، فيما رأى آخرون أنها أرادت الضغط على الرئيس وابتزازه.
حين اكتشفت السيدة الأولى إيميلدا ماركوس هذه العلاقة الغرامية السرية، صبت جام غضبها على غريمتها حتى أن شائعات سرت بأنها جرحتها بسكين.

فرت الممثلة الأمريكية من الفلبين في عام 1970، وأجرت لاحقا مقابلات صحفية كشفت خلالها أدق تفاصيل علاقتها الغرامية مع رئيس الفلبين فرديناند ماركوس، وزعمت أن مساعدي ماركوس حاولوا اغتيالها.
في تلك الفترة تسربت الأشرطة المسجلة من سرير الرئيس إلى وسائل الإعلام ما أثار فضيحة كبرى في البلاد. بُثت أجزاء من هذه التسجيلات في محاطات الراديو وشغلت في التجمعات العامة، ما وضع ماركوس في موقف محرج ومذل.
إيميلدا ماركوس بادرت للدفاع عن زوجها، وأكدت أن التسجيلات مزورة، جمعت بطريقة ماكرة من خطبه العديدة، وأنها مجرد تشويه شرير لأخلاق زوجها، وأن أعداء زوجها على استعداد لفعل أي شيء للحط من قدره أمام عيون شعبه.
المؤرخ الأمريكي ستيرلنغ سيغريف تطرق إلى هذه السجلات قائلا: “استولى طلاب جامعة الفلبين المحتجون على محطة إذاعة الحرم الجامعي وبدأوا في بث التسجيل بشكل متكرر. وسرعان ما كانت البلاد بأكملها تستمع بدهشة للرئيس ماركوس وهو يتوسل إلى دوفي بيمز”، طالبا أن تمتعه بطريقة أو أخرى. هكذا ترك فرديناند ماركوس الفلبين بعد أن سار لمدة عشرين عاما من حكمه من فضيحة إلى أخرى.
المصدر: RT
إقرأ المزيد

واحدة في سماء طهران.. 5 معارك شهيرة ضد أجسام طائرة مجهولة!
سُجلت في أرجاء مختلفة من العالم عدة اشتباكات ومطاردات شهيرة مع أجسام طائرة مجهولة بما في ذلك في سماء طهران. أقدم هذه الأحداث جرى في سماء لوس أنجلوس في فبراير 1942.

من قتل ابن “نسر الولايات المتحدة الوحيد”؟
شهدت الولايات المتحدة ربيع عام 1932 جريمة اختطاف غامضة طالت طفلا عمره حوالي عامين. الطفل هو ابن طيار شهير كانت البلاد تلهج باسمه وتسميه “النسر الوحيد”.

قصة أول إمبراطور روماني ينحدر من شمال إفريقيا!
قد تكون مفاجأة للبعض معرفة أن الإمبراطور الروماني الحادي والعشرين لوسيوس سيبتيموس سيفيروس، كان أسمر البشرة وكان يتقن اللغة لفينيقية فيما يتحدث اللاتينية بلكنة أجنبية.

الهجوم الأسوأ في تاريخ ألمانيا
نفذ مسلح في ألمانيا قبل 5 سنوات هجوما مزدوجا. الحدث يعد أحد أسوأ الهجمات اليمينية في تاريخ ألمانيا. الهجوم تسبب في مقتل 9 أشخاص، أضيف إليهم لاحقا ضحية عاشرة هي والدة الجاني.

زوجة سقراط “الشريرة” واللحظات الأخيرة قبل الإعدام!
تقول إحدى الشهادات التاريخية أن زنتيب زوجة سقراط التي دخلت التاريخ مثالا على الزوجة “الشريرة”، بكت بحرقة حين حكم عليه بالإعدام بتجرع السم في 15 فبراير 399 قبل الميلاد.