الرئيسية الحياة والمجتمع عقار مضاد للشيخوخة قد يصير متاحاً للاستخدام في 2028

عقار مضاد للشيخوخة قد يصير متاحاً للاستخدام في 2028

8 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo17281980081182902023

يعدّ الهرب من مرحلة الشيخوخة أو تجنبها لأطول وقت ممكن من الأحلام البشرية التي يصعُب تحقيقها في الواقع، ويظل حلم الشباب يراود البشر ويتبلور بوضوح من خلال ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الوجبات الصحية والاستعانة بحقن البوتوكس والفيلر وعمليات التجميل المختلفة لتحسين الملامح وشدّ الوجه بهدف التخلص من التجاعيد وعلامات التقدّم في السنّ، وبفضل تجربة علمية حديثة تمكّنت مجموعة من الباحثين من إطالة عمر فئران تجارب، من طريق إبطاء عملية تقدّم خلاياها في السنّ باستخدام تركيبة جديدة من الدواء .

وتقدّم الدراسة الجديدة بارقة أمل للتوصل إلى عقار مختلف يمكنه إطالة عمر البشر بيولوجياً ومعالجة الأعراض البدنية للشيخوخة، ولكنه يبقى غير قادر على معالجة الأعراض الذهنية والعصبية المصاحبة لها مثل الألزهايمر وأمراض التقدّم في العمر، حيث طوّر الباحثون جرعة مختلفة من مكوّنات متعددة مضادة للشيخوخة، تمكنت من تجديد خلايا الفئران في المختبر وساعدتها أيضاً على العيش لفترة أطول مع تعزيز صحة القلب والرئتين. ولفت الباحثون إلى أن هذا العقار يمكن استخدامه على البشر في غضون خمس سنوات، وبالتالي يعتقد الخبراء أن من الممكن طرح دواء مشابه في السوق بحلول عام 2028. ويأمل علماء مكافحة الشيخوخة أن تفتح هذه النتائج الباب أمام علاج البشر بالطريقة نفسها، ما يعزّز قدرتهم على الصمود في وجه الأمراض الخطِرة مثل السرطان والخرف من خلال جعلهم أصغر سنّاً من الناحية البيولوجية.

 ودرس فريق من الباحثين في مختبر كلية الطب بجامعة «هارفرد» الأميركية التغيّرات التي حصلت مع الفئران التي يبلغ عمرها 124 أسبوعاً، أي ما يعادل شخصاً يبلغ من العمر حوالى 77 عاماً. وكل أسبوعين، كان يحصل نصف الفئران على حقنة وهميّة، بينما تم حقن النصف الآخر بالعلاج، وهو فيروس معدّل يحمل أجزاء إضافية من الشفرة الجينية. وقد أنتجت الفئران التي تلقت العلاج عوامل Yamanaka، وهي مجموعة من البروتينات التي بدأ استخدامها منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لعكس شيخوخة الخلايا وإعادتها بشكل فعّال إلى حالة الشباب. كما تم إعطاء الفئران مضاداً حيوياً هو «الدوكسيسيكلين»، الذي نشّط عوامل Yamanaka. وأظهرت النتائج أن الفئران التي تلقت العلاج عاشت 18.5 أسبوعاً إضافياً، أي 142.5 أسبوعاً في المجموع.

وإلى جانب العيش لفترة أطول، فإن الفئران التي تم حقنها بقطع من الشفرة الجينية ظلت بصحة جيدة لفترة أطول، وسجّلت درجات أقل في اختبارات الضعف، بينما كانت صحة القلب والكبد معزّزة أيضاً، وهذا ما يشير وفقاً للخبراء إلى «زيادة العمر المرتبط بتحسين الصحة العامة للحيوانات». وبالفعل، تمكّن الباحثون من خلال دواء تم تطويره من إبطاء عملية الشيخوخة لدى الفئران، مما زاد في عمرها. وهو ما يعني إمكانية تطبيق الأمر على الإنسان كذلك بعد فترة من الزمن. وقد لفت الباحثون إلى أن إطالة عمر الإنسان تعني في العادة تطبيق عادات غذائية صحية والاعتماد على الرياضة والأدوية والفيتامينات، وهذا قد يؤدي إلى زيادة عدد سنوات الحياة الصحية ولكنه لا يحول دون معاناة الكثير من كبار السنّ من الأمراض المرتبطة بالعمر.