الرئيسية منوعات عتيقة الظاهري.. من «فوبيا المياه» إلى قائد أول فريق نسائي للغوص بشرطة دبي

عتيقة الظاهري.. من «فوبيا المياه» إلى قائد أول فريق نسائي للغوص بشرطة دبي

0 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo17309304211574866143

عاشت الرائد، عتيقة مصبح الظاهري، تجربة صعبة عندما كان عمرها تسع سنوات، حيث تعرضت للغرق فأصيبت برهاب «فوبيا المياه»، وباتت غير قادرة على الاقتراب من مياه البحر أو المسابح، ولم تتخيل يوماً أن تصبح من أبرز العناصر النسائية بشرطة دبي، وتلتحق بمركز شرطة الموانئ، بل تحول الرهاب إلى تحدٍّ بعد قرابة 40 عاماً من تجربة الغرق وتتعلم السباحة، ثم الغوص والإنقاذ، وتكون قائد أول فريق نسائي متخصص بالغوص والإنقاذ في شرطة دبي.

وقالت الرائد عتيقة الظاهري لـ«الإمارات اليوم»، إنها كانت المشرفة على أول فريق نسائي متخصص بقيادة الزوارق البحرية بشرطة دبي، لكنها تولت الأعمال الإدارية فقط، وحين قرر مركز شرطة الموانئ تطوير مهام ودور الفريق لينافس الرجال في مجالَي الغوص والإنقاذ، اختيرت قائداً للفريق في المرحلة الثانية عام 2022، لكن بشرط واحد فرضه عليها مدير المركز، وهو أن تمارس المهام ذاتها، وتتعلم السباحة والغوص حتى تصبح كفؤة للمهمة.

وأضافت أن الدفعة الأولى من الفريق تشكلت عام 2018 من 11 عنصراً نسائياً تخصصن بقيادة الزوارق البحرية، وخضعن لدورات مكثفة تضمنت السباحة، والسلامة البحرية، وقيادة الزوارق، والإسعافات الأولية، لافتة إلى أن الدفعة الثانية شكلت بعد أربعة أعوام، وكان الهدف الأساسي منها تجهيز العناصر النسائية للقيام بجميع مهام المنقذ الرجل خصوصاً الغوص والإنقاذ.

وأشارت إلى أن من أسباب تشكيل الفريق التعامل مع البلاغات التي تستدعي وجود العناصر النسائية، مثل إزعاج مرتادات الشواطئ، إذ دأب بعض سائقي الدرجات المائية على ارتكاب سلوك يزعج النساء، فتم تجهيز الفريق لقيادة الزوارق والدراجات البحرية والحد من هذه السلوكيات.

وحول بدايتها في هذا التخصص، أوضحت الرائد عتيقة الظاهري أنها عانت لسنوات طويلة رهاباً (فوبيا المياه) بعد تعرضها للغرق أثناء طفولتها في سن التاسعة، فلم تقرب المياه بعدها على الإطلاق، سواء كانت في البحر أو المسابح، بل إنها لم تكن تسمح لأطفالها بنزول البحر حين يكونون معها من فرط خوفها عليهم، وتأثرها بالتجربة الصعبة التي مرت عليها.

وتابعت أنها لم تستطع تجاوز هذا الرهاب لنحو 40 عاماً، رغم التحاقها بمركز شرطة الموانئ، وتوليها مهمة الإشراف الإداري على الفريق الأول، إلى أن تقرر التوسع في التجربة وتجهيز الفريق لمهام الغوص والإنقاذ، فقال لها مدير المركز إنها لا يمكن أن تكون قائداً للفريق ما لم تتمكن من ممارسة مهام عضواته، وتتمتع بالخبرة اللازمة لهذا الدور المهم.

وأكدت أن التجربة لم تكن سهلة على الإطلاق، إذ كانت تنزل إلى المياه معهم لكن تقف عند الحاجز، إلى أن شجعتها المدربة وساعدتها على التغلب على مخاوفها، لتتمكن من إجادة السباحة بشكل تام، بل تقتحم مجال الغوص وتحصل على دورات متقدمة، وتشجع أولادها على ذلك حتى صاروا يغوصون معها، وحصل أحدهم على دورة، والآخر في الطريق إلى الغوص في المياه المفتوحة.

وقالت الظاهري: «إن السباحة شرط أساسي لاقتحام هذا المجال المعقد»، مشيرة إلى أن عضوات الفريق حققن إنجازات كبيرة، ويمتلكن الآن مهارات الرجال، واجتازت ست منهن دورات الغوص في المياه المفتوحة ودورات الغوص المتقدمة، ووصلت أربع منهن إلى دورات الماستر (الأساتذة) التي تستلزم إمكانات وكفاءة استثنائية تتمثل في خوض عدد مرات أكثر للغوص، واجتياز اختبارات صعبة.

وأضافت أنها نفذت شخصياً مهام انتشال أشخاص من بينهم امرأة، مشيرة إلى أن شرطة دبي بصدد التوسع مستقبلاً في دور العناصر النسائية، وتشكيل دوريات مشتركة من الرجال والنساء، بما يعزز دور المرأة وقدراتها في تنفيذ أصعب المهام.