أعرب بنجامين فرانكلين العالم الموسوعي وأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة في 26 يناير 1785 عن امتعاضه من أن يكون النسر الأصلع رمزا لأمته.
ضمن بنجامين فرانكلين رأيه في رسالة مطولة بعثها إلى ابنته سارة، انتقد فيها النسر الأصلع واصفا إياه بأنه طائر بطباع سيئة ولا يحصل على عيشه بجهده الخاص، بل يسرق الطعام من صقور الصيد، وهو أيضا كسول جدا حتى أنه لا يستطيع الصيد بنفسه.
وكتب هذا العالم والسياسي الأمريكي في رسالته قائلا: “من جهتي، أتمنى ألا يتم اختيار النسر الأصلع كرمز لبلدنا”.
بالمقابل، امتدح بنجامين فرانكلين بحماسة في رسالته إلى ابنته الديك الرومي ووصف بأنه “طائر محترم أكثر”، وهو “مواطن أصلي حقيقي لأمريكا”.
وفيما كان اعتبر النسر، طائرا “جبانا”، وصف الديك الرومي بأنه “طائر شجاع” وهو لن يتردد في مهاجمة جنود الحرس الوطني البريطانيين إذا ما حاولوا اقتحام ساحة مزرعته بأغطيتهم الحمراء!
لم ترق المقترحات الثلاثة للكونغرس، ولم تتم الموافقة على “ختم الولايات المتحدة العظيم” حتى عام 1782، وكان يرتكز على النسر الأصلع.
بعد فشل اللجنة الثلاثية، تولى تشارلز طومسون، سكرتير الكونغرس المهمة، وقدّم مقترحا كتابيا للتصميم، ظهر فيه “النسر الأمريكي الأصلع” باعتباره حجر الزاوية في الجانب الأمامي من الختم.
تمت الموافقة على فكرة التصميم في يونيو، إلا أن تجسيده ونقشه لم يتم إلا في سبتمبر 1782، وهو لا يزال حتى الآن من دون تغيير.
وهكذا يتحجج أولئك الذين يعتقدون أن هذه القصة أسطورية بأن بنجامين فرانكلين حين أتيحت له الفرصة لاقتراح رمز رسمي للولايات المتحدة قبل ثماني سنوات، استوحى فكرته من الإنجيل، ولم تكن لها علاقة بالطيور.
ويرى محبو النسر الأصلع أن اعتماده رمزا رسميا للولايات المتحدة، لعب دورا هاما في المحافظة على هذا النوع من الطيور ومنع انقراضه بسبب الصيد الجائر وتقلص البيئة التي يعيش فيها.
الطريف أيضا كما يرصد أحد الكتاب الأمريكيين، أن تفضيل فرانكلين للديك الرومي على النسر الأصلع لو كتبت له الغلبة، لفقدت الولايات المتحدة إحدى “طرائفها” الكلاسيكية!
الطرفة المشار إليها تقول إن رحالة تقطعت به السبل في محمية بكاليفورنيا. وبعد أيام جاع بشدة حتى أنه قتل كل طائر الكندور الأمريكي المهدد بالانقراض. وحين أوقفه حراس المحمية اعترف بجريمته وبأنه قتل أحد الطيور المهددة بالانقراض.
مثل الرحل أمام المحكمة، ودافع عن نفسه ملقيا باللوم على الجوع، وتفهم القاضي موقفه وكان على وشك إطلاق سراحه، إلا أنه سأله قبل ذلك بفضول: “ما طعم لحم الكندور؟”، فكّر الرجل لوهلة ثم أجاب: مثل نسر أصلع!!”.
بنجامين فرانكلين هو عالم أمريكي واسع الثقافة والمواهب، واشتهر ككاتب وعالم ومخترع ورجل دولة ودبلوماسي وناشر وفيلسوف سياسي. ويعد من أبرز المفكرين البارزين في عصره، وأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وكان تولى صياغة إعلان استقلال الولايات المتحدة.
المصدر: RT
