في مثل هذا اليوم من عام 2012 قتل العالم النووي الإيراني، مصطفى أحمدي روشن، بواسطة قنبلة ألصقها بسيارته شخص كان يقود دراجة نارية، بالعاصمة طهران، في ثالث حادثة من نوعها.
مصطفى أحمدي روشن يُوصف بأنه مهندس كيميائي وأحد المشرفيين في منشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم، وبأنه خبير متخصص في صنع الأغشية البوليمرية للانتشار الغازي، وهي تقنية هامة في عملية تخصيب اليورانيوم.
وتمكن الفاعل من الفرار، ما دفع خبراء إلى القول إن عملية الاغتيال نفذت بطريقة محكمة، وأن من يقف وراءها كان على معرفة جيدة بالمنطقة، وأن الموساد على الأرجح كان وراءها.
بعض الخبراء يميلون إلى القول إن عمليات اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين بدأت بعملية سرية جرت في 15 يناير عام 2007، حيث توفى في ظروف غامضة أردشير حسن بور، البالغ من العمر 44 عاما، وهو أستاذ في جامعة شيراز، وكان قد حصل على جوائز مرموقة عن أبحاثه في محال الطاقة النووية.
وتشتبه الرواية الرسمية في أن هذا العالم الإيراني تم تسميمه بغاز مجهول، وأن الموساد الإسرائيلي كان وراءها.
هذا العالم الإيراني كان يدير مركز الدراسات الكهرومغناطيسية النووية الذي أسس في عام 2005، كما يُعد من مؤسسي مركز البحوث النووية في أصفهان، ويوصف بأنه “عبقري صناعة الصواريخ في إيران”، وينسب له دور بارز في تصميم طرازات من الصواريخ الإيرانية.
الضحية الثانية في حرب الاشباح التي يؤكد أغلب الخبراء أن الموساد الإسرائيلي وراءها، جرت في 12 يناير 2010، وتمثلت في مقتل البروفيسور، مسعود علي محمدي، المتخصص في الفيزياء النووية في جامعة الإمام الحسين بطهران.
قتل هذا الفيزيائي النووي الإيراني في تفجير عبوة ناسفة عن بعد زرعت في دراجة نارية كانت متوقفة قرب طريق في العاصمة طهران، أثناء مرور سيارة كان يركبها هذا العالم.
اللافت أن السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية كانت قد أعلنت في مايو 2012 إعدام شاب يدعي، ماجد جمالي فاشي، يبلغ من العمر 24 عاما، بعد إدانته بقتل محمدي. وقيل إنه نفذ عملية الاغتيال لصالح الموساد الإسرائيلي مقابل 120 ألف دولار.
عملية الاغتيال الثالثة جرت في 29 نوفمبر 2010، وطالت مجيد شهرياري، الأستاذ في جامعة شهيد بهشتي، وأحد أشهر علماء الفيزياء النووية في إيران، وكان يتولى أيضا رئاسة قسم الهندسة النووية في جامعة طهران.
وفي نفس اليوم، جرت محاولة لاغتيال فيزيائي نووي آخر هو، فريدون عباسي، أستاذ الفيزياء النووية في نفس الجامعة (شهيد بهشتي)، وبنفس الطريقة، إلا أنه نجا من المحاولة وخرج منها بإصابات خطيرة.
داريوش رضائي نجاد، البالغ من العمر 35 عاما، كان الضحية الرابعة، وقتل في 23 يوليو 2011، على يد مسلحين يستقلان دراجة نارية أمام بوابة منزله بشرق العاصمة طهران، فيما تعرضت زوجته لإصابات خطيرة.
وفيما قدمت وسائل إعلام إيرانية رضائي على أنه خبير في الفيزياء النووية وفي مجال النيوترونات، نفت وسائل أعلام أخرى أي علاقة له بالبرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أنه كان يدرس الهندسة الكهربائية ويعمل في مركز الأمن القومي للبحوث.
عملية الاغتيال الخامسة جرت في 27 نوفمبر 2020، وقتل فيها، محسن فخري زاده مهابادي، العالم الإيراني في الفيزياء النووية، في هجوم مسلح بمدينة أبسارد الإيرانية.
وكان فخري زاده رئيسا لمركز البحوث والابتكار في وزارة الدفاع الإيرانية، فيما تضع الاستخبارات الغربية هذا العالم على رأس البرنامج النووي الإيراني.
تجدر الإشارة إلى أن محسن فخري زاده، الذي يوصف بأنه أبو البرنامج النووي الإيراني، هو العالم الإيراني الوحيد الذي ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي استعراضي عن البرنامج النووي الإيراني، عقد في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في 30 أبريل 2018، حيث قال للصحفيين: “تذكروا هذا الاسم، فخري زاده”.
عملية الاغتيال التي استهدفت فخري زاده البالغ من العمر 63 عاما، بحسب إحدى الروايات، نفذت بطريقة مبتكرة، واستخدم فيها مدفع رشاش يعمل بالأقمار الصناعية.
المصدر: RT