تقام في كل عام من شهر أغسطس مسابقة في فلوريدا لاصطياد الثعابين البورمية، وترحب منطقة إيفرجليدز بالولاية بالمشاركين القادمين من جميع أنحاء العالم لاصطياد هذه الزواحف التي تتكاثر بسرعة، وقتلها بطريقة رحيمة، لأنها تعرض كائنات إيفرجليدز للخطر من خلال التهامها الحيوانات البرية الأصلية مثل التماسيح الأميركية وأرانب المستنقعات والغزلان ذات الذيل الأبيض. ووفقاً لمؤسسة الأسماك والحياة البرية في فلوريدا، تم رصد أول ثعابين بورمية في ولاية فلوريدا المشمسة في عام 1979، وظلت تشكل تهديداً للبيئة منذ ذلك الحين عندما دخلت إلى الولايات المتحدة من خلال تجارة الحيوانات الأليفة.
كل ما يتطلبه الأمر للتسجيل في المسابقة هو دفع رسوم قدرها 25 دولاراً وإكمال دورة تدريبية عبر الإنترنت، والتي تركز على كيفية التعرف إلى الثعابين، وما هي طرق القتل المقبولة. وتقول المتحدثة باسم مسابقة هذا العام، ليزا تومسون، والتي انتهت في 18 أغسطس: كان هناك 729 متسابقاً مسجلون، وتتكون المسابقة من ثلاث فئات: المحترفين والمبتدئين والعسكريين. يفوز المتسابق الذي يصرع أكبر عدد من الثعابين بمبلغ 10 آلاف دولار.
ومنذ إطلاق المسابقة عام 2013 من قبل لجنة الحفاظ على الأسماك والحياة البرية في فلوريدا، قالت تومسون: إن المتسابقين تخلصوا من 917 ثعباناً، ويمكن أن يخضع المشارك للاستبعاد بسبب قتله ثعباناً بطريقة غير رحيمة أو قتل ثعبان أصلي، كما يقول الموقع الرسمي. وتتضمن الطريقة الرحيمة «ذبح» الحيوان، مثل كسر الدماغ، حتى لا يعاني الثعبان أي ألم، وعلى النقيض من ذلك يتمثل القتل غير الرحيم في إطلاق النار عليه بسلاح ناري.
قد يستمتع العديد من المشاركين باصطياد وقتل هذه الحيوانات المفترسة، ولكن بالنسبة للبعض يمكن أن يكون الأمر أعمق قليلاً من مجرد الإثارة، حيث يشارك في هذه المسابقة مجموعة تطلق على نفسها اسم «سوامب إيبز»، وهي منظمة غير ربحية مدعومة من وكالات الولاية، وتشجع على قتل والتخلص من الثعابين من بين المبادرات الطبيعية الأخرى لخدمة المحاربين القدامى. وتستخدم المنظمة التحدي للترويج لمهمتها، وتجند المحاربين القدامى كمتعاقدين للتخلص من الثعابين طوال العام. ويمثل اصطياد الثعابين التي يصل طولها إلى 19 قدماً أيضاً شكلاً من أشكال «العلاج» للمحاربين القدامى الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة أو إصابات الدماغ الرضحية أو الإعاقات أو صعوبات العودة إلى نمط الحياة المدنية، كما يمثل مصدر رزق للبعض الآخر.
ويقول أحد أفراد المجموعة وهو رقيب متقاعد اسمه توماس آيكوك: «يشعر العديد من المحاربين القدامى بأنهم لا يستطيعون المساهمة في المجتمع عندما يعودون إلى الوطن»، مضيفاً: «من المؤسف أن هذا هو ما يقود الكثير منهم إلى طريق الانتحار، وبالتالي لكي نتمكن من إخراجهم من هذه الحالة نشجعهم على التفكير بشكل صحيح، ونحفز فيهم الإندورفين، وننشط أدمغتهم مرة أخرى، ونجعلهم يتعرقون قليلاً، ولهذا نخرجهم إلى المستنقع لكي يتسخوا، وهذا يعيدهم إلى الحياة». ويقول آيكوك إن «صيد الثعابين طريقة رائعة لتخفيف التوتر اليومي وفي الوقت نفسه يمنحهم مهمة شبه عسكرية لتحقيقها بعد الخدمة».
ويصف أحد الجنود القدامى البرنامج بأنه مربح للمحاربين القدامى حيث يستطيعون استخدام مهاراتهم العسكرية في اصطياد الثعابين، وبالإضافة إلى ذلك يساعدهم ذلك على استعادة الشعور بالذات مرة أخرى. وبالإضافة إلى اصطياد الثعابين، فإن العديد من عشاق الثعابين لديهم «عمل جانبي» يتمثل في دباغة جلد الثعبان وتحويله إلى جلود يمكن تحويلها إلى أحزمة وأحذية ومحافظ وأكثر من ذلك.
ويقول مؤسس منظمة «سوامب إيبز» توم راهيل: «إنه مثل عيد ميلادك، في كل مرة ترى فيها ثعباناً، إنه مثل عيد ميلادك، وعيد الحانوكا وعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة والرابع من يوليو»، واصفاً الثعابين بأنها «حيوانات جميلة بمجرد أن تكسر حاجز الخوف منها».
ويقوم المقاولون المتخصصون في صيد الثعابين مثل راهيل وآيكوك بجمع المخلوقات ذات الدم البارد على مدار العام، لكن هذا التحدي يوفر فرصة «للالتقاء» و«مشاركة القصص» و«نصائح التجارة»، مع وضع النظام البيئي في المقام الأول. ويأمل راهيل في اصطياد ثعبان معين برأس «بحجم كرة القدم» أفلت منه منذ ما يقرب من ثماني سنوات عندما اندفع بعيداً في العشب، ما كلفه زوجاً من نظارات أوكلي الشمسية. عن «سي إن إن»