تواصل معنا للاستفسار
عام 1948 احتلت إسرائيل المدن والقرى الفلسطينية ضمن أحداث النكبة، والتي أصبحت تسمى أراضي الداخل المحتل، مثل، يافا، وعكا، وحيفا، والناصرة، وفي عام 1967 أعادت الكرّة ثانية، لتحتل مدينة القدس الشريف ومدن الضفة الغربية، في سياق ما عُرف آنذاك بأحداث النكسة.
حالياً، وقبل انتهاء العام 2022، تخطط إسرائيل للربط بين البلدات التي هجّرت أصحابها في عام 1948، والأراضي التي احتلتها في عام 1967، بشكل مباشر، دون الحاجة للمرور عبر أراضي وسط المدينة المقدسة.
ولتحقيق ذلك، تخطط بلدية مستوطنة «معاليه أدوميم» الجاثمة على أراضي مدينة القدس الشريف، ووزارة البناء والإسكان الإسرائيلية، لشق شارع استيطاني جديد، يربط مستوطنات القدس، بالأحياء اليهودية في أراضي الساحل الفلسطيني بالداخل المحتل.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة «كول هاعير» الإسرائيلية: «عقد رئيس بلدية معاليه أدوميم، بني كشريئيل، لقاء عمل في مكتبه مع إدارة وزارة الإعمار والإسكان، قدم فيه الخطط التي تربط بين شارع 433 و(ميشور أدوميم)، وتشير بلدية معاليه أدوميم إلى أنه طريق ذو مسارين وفي الوسط جزيرة فصل، وفيه أيضاً مساران للمواصلات العامة».
مصادرة واسعة
وينطلق الشارع الاستيطاني من مستوطنة «ميشور أدوميم» شرق القدس، والمنطقة الصناعية في قرية الخان الأحمر والشارع الاستيطاني الالتفافي رقم (433)، مروراً ببلدة «حزما» إلى الشمال الشرقي للمدينة المقدسة، ومستوطنة «موديعين» الجاثمة على أرضها، والواقعة على الطريق الواصلة بين القدس وتل أبيب، وصولاً إلى تجمّع «غوش دان» في تل أبيب، وهو عبارة عن تجمع للأحياء الحضرية اليهودية الجاثمة على أراضي الساحل الفلسطيني بالداخل المحتل.
وبحسب صحيفة «كول هاعير» الإسرائيلية، فإن الشارع الاستيطاني في شكله النهائي سيسمح لسكان مستوطنة «غوش أدوميم»، بمن فيهم سكان مستوطنة «معاليه أدوميم»، بالوصول مباشرة من تقاطع «حزما» باتجاه «غوش دان»، دون الحاجة إلى المرور عبر القدس، وعبر تقاطع التلة الفرنسية، باتصال سريع ومباشر بطريق «مناحيم بيغن» في تل أبيب.
من جهة ثانية، يبين رئيس بلدية حزما السابق، مسلم أبوحلو، أن مخطط الشارع الجديد يرتكز على مسار الطريق الاستيطاني رقم (437) في بلدة «حزما»، ويمر عبر شارع مستوطنة «آدم» أو «جفع بنيامين» الجاثمة على أراضي «حزما»، ليرتبط بشوارع عدة التفافية استيطانية، لإيجاد شارع من دون إشارات ضوئية يصل إلى تجمّع «غوش دان».
ويشير أبوحلو في حديثه لـ«الإمارات اليوم» إلى أن الشارع الاستيطاني الجديد الذي يبلغ طوله 75 كيلومتراً يصادر آلاف الدونمات داخل الأراضي الفلسطينية المستهدفة التي يخترقها هذا الشارع، خصوصاً مناطق شرق القدس، وبلدات «حزما» و«عناتا» و«العيساوية».
ويقول الرئيس السابق لبلدية حزما: «إن الوضع الحالي في بلدة حزما بفعل مخطط الشارع الجديد المقترح للتنفيذ لا يحتمله عقل، حيث ستصبح البلدة منطقة معزولة داخل مساحة كيلو (ألف دونم) فقط، بعد أن كانت مساحتها تبلغ ما يزيد على (14 ألف دونم)».
ويضيف أن «جميع الأراضي الفلسطينية الواقعة في مسار الشارع سيتم الربط بينها، لتسهيل حركة وصول المستوطنين من الداخل المحتل وتجمع (غوش دان) إلى مستوطنات شرق القدس، ومضاعفة أعدادهم».
ضم وتهجير
من جهته، يقول الباحث في شؤون القدس، فخري أبودياب، إن ربط الاحتلال الأراضي المحتلة عام 1948 مع الأراضي التي استولى عليها في عام 1967، بواسطة الشارع الاستيطاني الجديد، يعني شطب ما يسمى «الخط الأخضر» الفاصل بينهما، ومضاعفة الاستيطان داخل البلدات الفلسطينية الواقعة في هذه المنطقة، وتشهد إقامة العديد من المستوطنات، ومصادرة كامل أراضيها، وربطها مع مدن الداخل الفلسطيني المحتل والمدينة المقدسة.
ويضيف «لأجل تنفيذ المشروع الاستيطاني الجديد، سيعمد الاحتلال إلى طرد وتهجير (7000) فلسطيني داخل تجمعات فلسطينية بدوية شرق القدس، والبالغ عددها (26) تجمعاً بدوياً، أهمها وأكبرها تجمع الخان الأحمر، وتجمع جبل البابا، وضمها فعلياً للمستوطنات الجاثمة على أراضي المدينة المقدسة الشرقية».
ويلفت أبودياب إلى أن مخطط الشارع الاستيطاني يمهد لفرض الضم الكامل، عبر البدء بتهيئة البنية التحتية والشوارع والطرق، وصولاً إلى استكمال الاحتلال مشروعه الاستيطاني من مستوطنة «ميشور أدوميم» إلى منطقة البحر الميت في مدينة أريحا، وصولاً إلى الحدود الأردنية الفلسطينية، حيث مناطق الأغوار الواسعة.
• لتنفيذ المشروع الجديد، سيعمد الاحتلال إلى طرد وتهجير (7000) فلسطيني داخل تجمعات فلسطينية بدوية شرق القدس، والبالغ عددها (26) تجمعاً.
• الشارع الاستيطاني الجديد، يصادر آلاف الدونمات داخل الأراضي الفلسطينية المستهدفة التي يخترقها، خصوصاً مناطق شرق القدس، وبلدات «حزما» و«عناتا» و«العيساوية».