على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط على تقديم أهم الأدوار الفنية، بل على جذب عشاق الدراما خلال الماراثون الرمضاني، وموسم المتابعة الأبرز.
«الإمارات اليوم» تقف في هذه الإطلالة اليومية على أهم الأعمال الرمضانية لنجوم الدراما المحلية والخليجية والعربية، وأبرز الأدوار التي لفتت انتباه الجمهور من ناحية الأداء، والخصوصية الفنية، وقدرة الممثل على تقديم أداء متفرد.
مغامرة فنية جديدة، يخوضها هذا العام النجم السوري سامر إسماعيل من بوابة شخصية «شاهين» في مسلسل «ولاد بديعة»، عن نص لعلي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج رشا هشام شربتجي ضمن توليفة مغايرة من الأحداث والخطوط المتشابكة التي تدور في فلك الصراعات الإنسانية على الثروة والنفوذ والنسب، ليتشارك تجربتها على الشاشة الصغيرة مع كل من الممثلة سلافة معمار ويامن الحجلي ومحمود نصر ونخبة من نجوم الدراما السورية البارزين.
دفاع عن مكتسبات
القراءة الأولية لملامح تجربة سامر إسماعيل في هذا العمل التي لم تكتمل بعد بوضوح مع أولى حلقات المسلسل الرمضاني الجديد، لا تسمح بالغوص في خصوصية الدور، ولا في تفاصيل أو قوام الشخصية الدرامية الجديدة التي انحاز إليها هذا العام، وإنما من الواضح أنه اختار قالباً جديداً بعيداً كل البعد عن عوالم «ريان» في «كسر عضم» رمضان 2022، وانحاز لنموذج من الشخصيات الجدلية ذات الخصائص الوصولية والسلوكيات المتطرفة التي لا تتوانى عن تدمير من حولها من أجل المصلحة، وتحقيق أهداف الدفاع عن المكتسبات التي ورثها عن والده الراحل، الذي أقام في الماضي البعيد علاقة غير شرعية مع والدته «بديعة» المتشردة والمتخلفة عقلياً، فأسفرت عن ولادة توأمين.
في الوقت الذي يكتشف الجمهور مع انطلاق أحداث العمل، أنه نجح بطرق غير شرعية، وبالتعاون مع شقيقه التوأم «ياسين» وشقيقته «سكر»، في السطو على ثروة والدهم «الدباغ» بعد وفاة والدتهم في ظروف غامضة، وغياب شقيقهم الأكبر «مختار» الذي أمضى فترات طويلة من عمره في مشفى للأمراض النفسية. ومع كل هذه التفاصيل المتشعبة، يبدأ نسق الأحداث في التصاعد، خصوصاً، مع عودة الشقيق الأكبر المفاجئة، وإصراره على المطالبة بحقوقه الشرعية في ميراث والده، ومحاولته رفع النقاب عن خيوط المؤامرة التي حاكها أشقاؤه الثلاثة على مدار السنوات الماضية.
جدل مقنع
نجح النجم السوري على أكثر من مستوى في الأداء، في إقناع المشاهد بشخصية «شاهين» الوصولي ذي الطموح اللامحدود، الذي يخفي الكثير من الأسرار التي كشفت في جزء آخر منها، عن نجاح المخرجة السورية رشا شربتجي، في اختيار الشخصية الأنسب للدور عبر تعاونها الثالث مع سامر إسماعيل بعد «كسر عضم» ومسلسل «الولادة من الخاصرة»، الذي عكس جوانب عدة من شخصية النجم السوري، وقدراته الفنية المتنوعة على إضافة أبعاد جديدة لشخصية «شاهين»التي يقدمها، والتي ستضاف بالتأكيد إلى قائمة الأدوار المهمة التي قدمها النجم السوري إلى حد اليوم.
سيرة مهنية
شارك سامر إسماعيل خلال تخرجه في المعهد العالي للفنون السورية، في عدد لا يستهان به من الأدوار الثانوية، ابتداء من مسلسل «ذكريات الزمن القادم» مع المخرج هيثم حقي في عام 2003، قبل أن يسند إليه المخرج السوري الراحل حاتم علي، الدور الاستثنائي في مسلسل «عمر» الذي عرض في رمضان 2012، ليشكل الانطلاقة الحقيقية لمسيرته الفنية التي شهدت محطات متنوعة وأدواراً مهمة في أعمال درامية عدة، آخرها مشاركته في فيلم سينمائي حمل عنوان «تشيللو»، مع النجم العالمي«جيرمي أيرونز» الحائز جائزة أوسكار، إلى جانب انتهائه من تصوير النسخة العربية من المسلسل التركي «في الداخل».