
بين حضور ساطع وغياب مباغت، تبرز سيرة الفنان الإماراتي الراحل سالم الحتاوي، كونه أحد أبرز رواد المسرح الإماراتي، ومبدعاً تعددت مجالات مواهبه ما بين التلفزيون والمسرح والأفلام الروائية القصيرة، قبل أن يرحل مبكراً في عام 2009، عن عمر ناهز الـ48، بعد إصابته بأزمة قلبية.
ويعد سالم الحتاوي – الذي وُلد في دبي عام 1961 – من أغزر كتّاب المسرح في الإمارات إنتاجاً والأكثر تنوعاً، وتميزت كتاباته بارتباطها الوثيق بروح المجتمع، وتعبيرها عن قضاياه وهويته وموروثه الشعبي بما يحمله من حكايات إنسانية، ولعل فترة إقامته في الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الهندسة، وتجربة الاغتراب التي مر بها، كان لهما دور في إذكاء مشاعر الحنين للوطن، واستدعاء أحواله وحكاياته في وجدان سالم الحتاوي، قبل أن تتبلور هذه المشاعر والأفكار في كتابات لافتة بالفصحى والعامية، على حد سواء.
الخطوة الأولى في مسيرة المبدع الراحل المسرحية، التي امتدت لـ18 عاماً، كانت في عام 1994، مع مسرحيته الأولى «أحلام مسعود»، التي شارك بها في أيام الشارقة المسرحية، وكان فوز العمل بجائزة أفضل نص مسرحي في تلك الدورة بمنزلة مفاجأة للمهتمين بالمسرح، وللحتاوي نفسه، كما كانت الجائزة حافزاً له ليعود في الدورة التالية في عام 1996، ويشارك بأربع مسرحيات دفعة واحدة، وهي: «ليلة زفاف» و«صمت القبور» و«الملة» و«إنها زجاجة فارغة». وشكّلت هذه المشاركة الغزيرة في دورة واحدة سابقة أولى في أيام الشارقة المسرحية، كما أنها كتبت شهادة ميلاد مسرحي مبدع وفريد من نوعه، لفت الأنظار إلى موهبته الكبيرة.
وحاز الحتاوي جائزة أفضل مؤلف في تلك الدورة عن «ليلة زفاف»، وكذلك عن «زمزمية» في عام 1997، كما نال جائزة التأليف عن مسرحية «عرْج السواحل» في مهرجان الخليج المسرحي – الدورة السادسة، وفاز بجائزة الجهد المتميّز في 1999 من جمعية المسرحيين، ونال المركز الثالث في مسابقة التأليف المسرحي في جمعية المسرحيين عن نص «جوهرة» في العام نفسه.
كما نال جوائز وشهادات تقدير عدة زينت مسيرته التي قدم خلالها أعمالاً عدة أسهمت في إثراء الساحة المسرحية في دولة الإمارات، مثل: «مواويل» و«عشوان» و«النخاس» و«مراديه» و«الجنرال» و«جنون البشر» و«زهرة» و«ترنيمة الحلم الأخير» و«الياثوم» و«دور فيها يا الشمالي» و«بعدكم ما شفتوا شيء» و«المارد الشرير» و«زمان اليوم».
ولم يقتصر عطاء سالم الحتاوي على مسرح الكبار، إذ آمن بأهمية «أبوالفنون» وسيلةً تربويةً وتعليميةً، فقدم لمسرح الطفل خمسة أعمال ذات مضمون هادف ومتميز للمساهمة في بناء شخصية الأطفال وتطوير المجتمع، هي: «أرض الخير» و«الأمية الساحرة» و«العجوز وجزيرة الطيبين» و«زهور والمنظرة المسحورة» و«ياسمين والمارد الشرير».
كذلك كتب أعمالاً كثيرة للإذاعة والتلفزيون، تركت أثراً كبيراً لدى الجمهور الإماراتي، ورسخت في ذاكرته، ومن أعماله الإذاعية مسلسلات: «سرور وجمعان»، و«جدتي أم الخير»، بثتهما إذاعة دبي، ومسلسل يوميات رمضانية (إذاعة أبوظبي)، ومن أعماله التلفزيونية: «بنت الشمار» و«بقايا حلم» و«الكفن» و«آخر أيام العمر».
• 1994 مسرحيته الأولى «أحلام مسعود» التي شارك بها في أيام الشارقة المسرحية.
• 2009 رحل عن عمر ناهز الـ48 بعد إصابته بأزمة قلبية.
• 1961 وُلد في دبي، ودرس الهندسة في الولايات المتحدة الأميركية.
• كتاباته تميزت بارتباطها الوثيق بروح المجتمع الإماراتي وتعبيرها عن هويته وموروثه الشعبي.
• آمن بأهمية «أبوالفنون» وسيلةً تربويةً، فقدم لمسرح الطفل 5 أعمال ذات مضمون هادف ومتميز.