الرئيسية سياسة «ساكن» البيت الأبيض الجديد يُثير قلق أوكرانيا   

«ساكن» البيت الأبيض الجديد يُثير قلق أوكرانيا   

0 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo17308548121749903022

سواء تولت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة، فإن الجنود الأوكرانيين على الخطوط الأمامية مع روسيا يعرفون أنهم يواجهون شتاء قاسياً.

ويواجه الجيش الأوكراني، الذي اعتمد إلى حد كبير على «سخاء» واشنطن، أصعب معركة في مواجهة روسيا حتى الآن، حيث يخسر أراضي في الشرق بأسرع معدل منذ أن تعرضت كييف ذاتها للتهديد.

كما أدى نشر الآلاف من القوات الكورية الشمالية إلى ضخ عنصر جديد متفجر في الصراع، مع تزايد ثقة موسكو بالحصول على المساعدة من حلفائها الأجانب.

وكان الجنود الأوكرانيون متحصنين في مواقعهم جنوب شرق بوكروفسك، عندما بدأ الهجوم الروسي الأخير. وعلى مدار الـ20 ساعة التالية، أمطرت المدفعية خنادقهم، وتخللتها عشرات القنابل الانزلاقية التي أطلقت من الأراضي الروسية.

ومع إجبار الأوكرانيين على الانسحاب، انقضّت الاحتياطات الروسية التي تم تعبئتها حديثاً على موقعهم وتحصنوا بسرعة.

ويقول الضابط في القوات المسلحة الأوكرانية، فيتالي ميلوفيدوف: «لم أرَ شيئاً كهذا من قبل، لا أعرف كيف يمكننا استعادة مثل هذه المواقع».

ويشير تصاعد الهجمات بطائرات بدون طيار على المدن الأوكرانية إلى شبح شتاء قاسٍ آخر، بعد إلغاء المحادثات لإنهاء الهجمات المتبادلة على البنية التحتية للطاقة عندما عبرت القوات الأوكرانية الحدود الروسية إلى كورسك.

إن هذا التوغل الذي تم إطلاقه جزئياً لتأمين ورقة مساومة في المفاوضات، التي ادعى دونالد ترامب أنها ستنهي الحرب في غضون 24 ساعة، لم يسفر عن شيء في حد ذاته، حيث عاد ثلث الأراضي التي تم الاستيلاء عليها على الأقل إلى أيدي الروس.

وفي حين يراقب العالم الساكن الجديد للبيت الأبيض، فإن كييف تعتقد أنها ستواجه أياماً صعبة، مع دخولها منتصف العام الثالث من الحرب.

لا أحد في أوكرانيا يتحدث عن النصر الكامل على الروس بعد الآن.

ويعتقد ميلوفيدوف أن «هذا سينتهي بالمفاوضات»، لكن عندما سُئل، الأسبوع الماضي، عن استعداد موسكو للمفاوضات، أجاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «يعتمد الأمر على الانتخابات في الولايات المتحدة، فإذا تم انتخابها، فمن المتوقع على نطاق واسع أن تواصل كامالا هاريس دعم سلفها لأوكرانيا».

ومع ذلك، فإن التزام الرئيس الأميركي، جو بايدن، في الآونة الأخيرة، لم يرقَ إلى مستوى التوقعات في نظر كييف، حيث تلقت رحلة زيلينسكي إلى واشنطن المدعومة بخطة النصر المزعومة – بما في ذلك مناشدة الإذن باستخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى لضرب أهداف على الأراضي الروسية – استجابة فاترة.

لكن على الأقل، نجح زيلينسكي في تأمين اجتماع مع ترامب، وهو الأول له منذ خمس سنوات منذ لقاء محرج في المكتب البيضاوي بعد الكشف عن مكالمة هاتفية ضغط فيها ترامب عليه للحصول على معلومات عن تعاملات بايدن في أوكرانيا.

وفي الشهر الماضي فقط، ألقى ترامب باللوم على زيلينسكي، وليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الحرب، ووصف الرئيس الأوكراني بأنه «أحد أعظم البائعين الذين رآهم على الإطلاق»، قائلاً: «في كل مرة يأتي فيها نعطيه 100 مليار دولار»، وأضاف: «مَن غيره حصل على هذا النوع من المال في التاريخ؟». ومع ذلك، قال زيلينسكي، الأسبوع الماضي، إن أميركا لم تسلم سوى جزء صغير من حزمة المساعدات العسكرية البالغة 61 مليار دولار وتم تمريرها في أبريل، ما يعقّد قدرة أوكرانيا على التخطيط لما سيأتي بعد الانتخابات.

وفي مقابلة أجريت معه في يوليو، أعطى ترامب أول إشارة إلى الكيفية التي سيحاول بها إنهاء الحرب بسرعة، حيث قال إنه أخبر زيلينسكي بأنه لن يحصل على أي شيء آخر ما لم يتفاوض، وأبلغ بوتين بأن زيلينسكي سيحصل على كل ما يريده ما لم توافق موسكو على التفاوض، لكن لا شيء يشير إلى أن موسكو مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وفي الأسبوع الماضي، حذر زيلينسكي واشنطن من المخاطر التي تهدد بلاده، قائلا: «إن الرئيس الأميركي المقبل قد يعزز أو يضعف الدعم لأوكرانيا، وإذا ضعف هذا الدعم، فإن روسيا ستستولي على المزيد من الأراضي، وهذا من شأنه أن يمنعنا من الفوز في هذه الحرب»، وأضاف: «الرغبة الحقيقية من جانب الولايات المتحدة في إنهاء هذه الحرب بسرعة تشكل أهمية بالغة، غير أن أراضي أوكرانيا غير قابلة للتفاوض، ودستورنا لا يسمح لنا بالتخلي عن أراضينا الشرعية».

ويبدو الصحافي الذي يخدم في القوات المسلحة المتمركزة على جبهة كورسك، سيرهي ديبروف، قلقاً بشأن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب، رغم أنه أشار إلى أن أوكرانيا لم تنعم دائما بالاستقرار في وجود رئيس ديمقراطي في البيت الأبيض، بمن فيهم الرئيس السابق باراك أوباما، الذي قال إنه «غض الطرف» عن ضم بوتين لشبه جزيرة القرم.

ويُنظر إلى الأسلحة التي قدمتها إدارة بايدن على نطاق واسع على أنها قليلة جداً ومتأخرة جداً، وليست كافية لتحقيق النصر.

ويضيف: «لا تبدو أميركا قوية جداً في العالم الآن، لم تفِ بوعودها في العديد من الأماكن في العالم، انظر إلى أفغانستان.. قد يقررون إعادة التفكير في سياستهم الخارجية مع جميع أنواع البلدان».

عن «تايمز» اللندنية

. ترامب ألقى باللوم على زيلينسكي في الحرب.

. هاريس يُتوقع أن تواصل دعم سلفها لأوكرانيا.