احتفل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بـ«يوم الكرامة والحرية»، أمس، من خلال الإشادة بتضحيات الشعب الأوكراني منذ بداية الحرب، والقول إن بلاده ستصمد وتنتصر، وفي وقت توعّد الكرملين بالعثور على المسؤولين عن مقتل مجموعة من الجنود الروس في أوكرانيا ومعاقبتهم عما وصفه بأنه عملية «إعدام»، قالت كييف إنّ هؤلاء الجنود قُتلوا بعد استسلام وهمي.
وأشاد زيلينسكي في كلمة مصورة للشعب بالمساهمات التي قدّمها الأوكرانيون، بدءاً من الجنود ورجال الإطفاء والمسعفين إلى المعلمين الذين يقدمون دروساً عبر الإنترنت، والقرويين الذين يعدون طعاماً للجيش، والخياطين الذين يخيطون الزي الرسمي، والمزارعين الذين يحرثون حقولهم رغم المخاطر.
كما أثنى على قدرة الشعب على التحدي رغم الضربات الصاروخية المتكررة والدمار واسع النطاق وانقطاع التيار الكهربائي مع حلول فصل الشتاء، وذلك بعد تسعة أشهر تقريباً على بدء الحرب.
وقال زيلينسكي في الكلمة التي وجّهها من قصر الرئاسة في العاصمة كييف: «يمكن أن نبقى دون نقود، دون بنزين، دون ماء ساخن، دون كهرباء، لكن ليس دون حرية».
ويُحيي «يوم الكرامة والحرية» ذكرى الاحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي، التي خرجت عامي 2013 و2014 وأصبحت تعرف باسم ثورة الميدان أو ثورة الكرامة، وكذلك الثورة البرتقالية في عام 2004. وفي كلتا الثورتين، تمت الإطاحة بالقيادة الأوكرانية.
في المقابل، توعّد الكرملين، أمس، بالعثور على المسؤولين عن مقتل مجموعة من الجنود الروس في أوكرانيا ومعاقبتهم عما وصفه بأنه عملية «إعدام»، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، للصحافة: «من الطبيعي أن تبحث روسيا بنفسها عن أولئك الذين ارتكبوا الجريمة. يجب العثور عليهم ومعاقبتهم».
وأضاف أن موسكو ستتوجّه إلى الهيئات الدولية لهذا الغرض «إذا كان من الممكن أن يكون ذلك مفيداً».
واتهمت روسيا أوكرانيا، الجمعة، بإعدام أكثر من 10 من جنودها بعد إلقاء أسلحتهم، بناءً على مقاطع فيديو نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي أحد مقاطع الفيديو، يظهر نحو 10 جنود يبدو أنّهم روس يخرجون الواحد تلو الآخر من مخبأ وأياديهم في الهواء، ثم يستلقون ووجوههم على الأرض بناءً على أوامر جنود أوكرانيين على ما يبدو، يوجهون إليهم سلاحهم.
وينتهي مقطع الفيديو فجأة عندما تظهر صورة ظلال أشخاص آخرين من الملجأ ويبدو أنهم قاموا بإطلاق النار. ويُظهر مقطع فيديو آخر صوّرته طائرة بدون طيار، المكان نفسه وفيه نحو 10 جثث لجنود ملقاة في بقع من الدماء.
وقال مسؤول حقوق الإنسان الأوكراني، دميترو لوبينيتس، أول من أمس، إنّ مقاطع الفيديو تُظهر «استسلاماً وهمياً»، وإنّ الجنود الروس «ارتكبوا جريمة حرب بفتح النار على القوات المسلّحة الأوكرانية».
وأضاف «العسكريون الروس الذين قُتلوا في هذا الحادث لا يمكن بالتالي اعتبارهم أسرى حرب».
وأدى ظهور مقاطع فيديو يبدو أنها لإطلاق النار على جنود روس استسلموا إلى تحقيقات دولية.
وقال ناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، أمس، إنه على دراية بالتقارير.
وأضاف «يجب التحقيق بشكل فوري وكامل وفعال في المزاعم التي تفيد بتنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة لأشخاص (عاجزين عن القتال)»، واستخدم في وصف هذا مصطلحاً فرنسياً في القانون الدولي يعني عدم الضلوع في قتال نشط أو غير قادرين على أداء مهام قتالية في الحرب.
وبحسب الخبراء الذين استشارتهم صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن مقاطع الفيديو حقيقية، رغم أن الكثير عن خلفية الصور مازال غير واضح.
روسيا اتهمت أوكرانيا، الجمعة، بإعدام أكثر من 10 من جنودها بعد إلقاء أسلحتهم.