أعلنت روسيا، أمس، استكمال الاستيلاء على مدينة سوليدار في إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا، فيما نفت كييف سيطرة موسكو على البلدة، مؤكدةً استمرار المعارك العنيفة. وفي بروكسل قال حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إنه نقل عدداً من طائرات الاستطلاع المتمركزة في ألمانيا إلى رومانيا، حيث ستكون أقرب إلى حرب روسيا ضد أوكرانيا.
وتفصيلاً، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على بلدة سوليدار، المعروفة باستخراج الملح، في شرق أوكرانيا، فيما وصفته بأنها أول مكاسب كبيرة تحققها في ساحة المعركة بعد انتكاسات عسكرية لنصف عام.
وأفادت الوزارة بأن قواتها سيطرت على البلدة، التي ظلت فترة طويلة مسرح قتال عنيف وقصف. وأضافت أن ذلك سيسمح لقواتها الآن بقطع طرق الإمداد للقوات الأوكرانية في مدينة أرتيوميفسك (باخموت) الواقعة في الجنوب الغربي منها، ومن ثم محاصرة القوات الأوكرانية المتبقية في أرتيوميفسك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إن الاستيلاء على سوليدار اكتمل مساء 12 يناير، مضيفاً أن التطوير كان «مهماً لاستمرار العمليات الهجومية في منطقة دونيتسك».
وأضافت الوزارة أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية وحدها، تجاوزت خسائر القوات الأوكرانية في منطقة سوليدار 700 فرد و300 قطعة سلاح، مضيفة أن القوات الجوية الروسية دمرت أثناء عملية الاستيلاء على سوليدار ثلاث طائرات حربية ومروحية.
وكان رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة قد قال الأربعاء إن مقاتليه تمكنوا من السيطرة على بلدة سوليدار بالكامل، وهو ما نفاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال إن القتال مستمر.
من جانبها، قالت أوكرانيا أمس الجمعة، إن قواتها لاتزال صامدة في سوليدار بعد ليلة «محمومة» من القتال، فيما أصبح أحد أكثر ساحات القتال دموية في الحرب برمتها.
وأكّدت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار، أن أوكرانيا تتصدى حالياً لهجوم روسي «مكثف جداً» في سوليدار على الرغم من «ليلة ساخنة» في هذه البلدة الصغيرة.
وقالت ماليار على «تليغرام» إن «الليلة كانت ساخنة في سوليدار والأعمال العدائية مستمرة».
وأضافت أن «الجيش الروسي دفع بكل قواته الرئيسة تقريباً باتجاه منطقة دونيتسك ويواصل هجوماً مكثفاً جداً»، معتبرة أنها «مرحلة صعبة من الحرب».
ونفى المتحدث باسم المجموعة الشرقية للقوات المسلحة الأوكرانية أن تكون روسيا تسيطر على بلدة سوليدار، مؤكداً استمرار معارك عنيفة. وقال سيرغي تشيريفاتي، إن «معارك طاحنة تتواصل في سوليدار»، مضيفاً أن «القوات المسلحة الأوكرانية تسيطر على الوضع في ظروف صعبة».
وفي واشنطن قال مسؤولون أميركيون إن انتصار روسيا في سوليدار، أو حتى في باخموت، لن يعني الكثير بالنسبة للمسار العام للحرب. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين في البيت الأبيض: «حتى لو سقطت باخموت وسوليدار في أيدي الروس، فلن يكون لذلك تأثير استراتيجي على الحرب نفسها. وبالتأكيد لن يوقف تقدم الأوكرانيين أو يبطئهم».
وقال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إن استيلاء روسيا على سوليدار «لم يكن تطوراً مهماً من الناحية التشغيلية، ومن غير المرجح أن ينذر بتطويق روسي وشيك لباخموت».
من جهة أخرى، ينقل حلف شمال الأطلسي «ناتو» عدداً من طائرات الاستطلاع المتمركزة في ألمانيا إلى رومانيا، حيث ستكون أقرب إلى حرب روسيا ضد أوكرانيا.
وقال حلف الناتو، أمس، في بيان، إن طائرات نظام الإنذار المبكر والتحكم من المقرر أن تصل إلى بوخارست الثلاثاء المقبل «لدعم التواجد المعزز للحلف في المنطقة ومراقبة الأنشطة العسكرية الروسية». وستتمركز طائرات نظام الإنذار المبكر والتحكم، التي عادة ما تكون بالقرب من مدينة آخن غرب ألمانيا في قاعدة القوات الجوية الرومانية في أوتوبيني قرب بوخارست، على بعد نحو 200 كيلومتر من الحدود الشرقية لرومانيا مع أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم حلف الناتو، أوانا لونجيسكو: «بينما تستمر الحرب الروسية غير المشروعة في أوكرانيا في تهديد السلم والأمن في أوروبا، لابد ألا يكون هناك شك بشأن عزم (الناتو) على حماية كل شبر من أراضي الدول الحليفة والدفاع عنها».
من جهتها، أبدت فنلندا رغبة حذرة في تزويد أوكرانيا بدبابات من طراز «ليوبارد2»، فيما تدرس حكومات أوروبية تزويد أوكرانيا بالدبابات القتالية.
ونقلت وكالة أنباء «إس تي تي» عن الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو قوله، إنه إذا تم تشكيل برنامج مساعدات أوروبي مشترك في هذا الصدد، فستكون هناك حاجة إلى مساهمة من فنلندا أيضاً.