<![CDATA[
قال رئيس مجلس إدارة HSBC الشرق الأوسط والمستشار الرئيسي لـ General Atlantic، سمير عساف، إن البنك وصندوق النقد الدوليين أعادا توقعاتهما لنمو الاقتصاد العالمي إلى 1.6% في 2023، ولذلك من المتوقع عدم حدوث ركود في الاقتصاد الأميركي، بل سيحقق نموا بنسبة 0.4% في 2023، و1.3% في 2024، فيما سيكون نمو اقتصاد أوروبا عند مستوى “صفر”.
وتوقع عساف، في مقابلة مع قناة “العربية”، اليوم الخميس، أن يسجل الاقتصاد الألماني انكماشاً بنسبة 0.7%، وأن يكون نمو اقتصاد فرنسا وباقي بلدان أوروبا إيجابي.
وتابع: “اقتصادات آسيا ستمثل مفاجأة سعيدة في 2023، وسيكون أول فصل من هذا العام صعباً جداً في الصين، لكنها ستعود لتكون أحد مديري الاقتصاد العالمي بداية من الفصل الثاني من 2023”.
وقال رئيس مجلس إدارة بنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط، إن اقتصاد الهند سيظل قوياً وسينمو بنسبة 5% في 2023 ورغم أن النمو أقل من 2022 لكنه سيظل قوياً، وأيضا اقتصادات جنوب شرق آسيا التي ستدعم الاقتصاد العالمي.
“بريطانيا ستكون الحلقة الأضعف في 2023 و2024 بانكماش متوقع بين 1.2% إلى 1.3% العام الحالي”، بحسب عساف.
وأوضح أن التضخم شرُ كبير على الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ولذلك ستستمر البنوك المركزية في زيادة أسعار الفوائد لمحاربة التضخم.
“من المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة ما بين 5% إلى 5.25% بزيادة 1% السنة الحالية، ولن تهبط أسعار الفوائد قبل منتصف عام 2024، حتى يهبط معدل التضخم إلى 2 أو 3%”، بحسب عساف.
ورجح رئيس مجلس إدارة HSBC الشرق الأوسط، أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة أكثر من التوقعات إلى 3.5% في 2023، وأن يرفع بنك إنجلترا الفائدة بنسبة 4 إلى 4.5%.
“أسعار الفائدة في الاقتصادات الناشئة أصبحت بوضع جيد وستنتظر تلك الاقتصادات لمعرفة وضع النمو الاقتصادي قبل تحريك الفوائد، نحن نفضل السندات على الأسهم في 2023 و2024، لأن أسعار الفائدة وعوائد السندات أصبحت على ما يجب أن تكون عليه، وبعوائد 5 و6% فيجب أن تضاف تلك الاستثمارات في المحفظة، وحصة السندات يجب أن تكون بنسبة 50 و60%، في المحفظة الاستثمارية، وكذلك الأمر بالنسبة لأسهم القيمة على أسهم النمو”، حسب عساف
كما يفضل في الفصل الأول والثاني من 2023، الأسواق الأوروبية عن الأميركية، وكذلك الأسواق الناشئة عن المتقدمة.
وتوقع مزيدا من التراجع في سعر الدولار المرتفع حاليا بنحو 25%، بعد أن مر السنة الماضية بسنة استثنائية نتيجة الحرب والتخوف منها باللجوء إلى الدولار. وأرجع هبوط الدولار المتوقع إلى عدة عوامل، منها عدم اهتمام المصارف المركزية بزيادة ودائعها من الدولار، لأنها تتخوف من ارتفاعها بنسبة كبيرة في محافظها.
وحول الذهب قال عساف إنه عادة في ظل الفوائد المرتفعة تتراجع أسعار الذهب، لكنها بدأت تعود إلى الارتفاع لأنه مع ارتفاع التضخم يلجأ الناس إلى الذهب، وأيضا رفعت المصارف المركزية مشترياتها من الذهب، لزيادة حصته في محافظها. ومن المتوقع أن تظل أسعار الذهب حول أسعارها الحالية.
وعن العملات المشفرة، قال عساف، إن مخاطرها مرتفعة، لكنها لن تختفي، ولا تفضلها الأنظمة والقوانين بشكلها الحالي وتسببت في كوارث بدون رقابة عليها، وستستمر في الهبوط لأن قيمتها الحالية أعلى مما يجب أن تكون عليه.