شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وعاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس، المرحلة الختامية من التمرين الإماراتي ــ البحريني المشترك لمكافحة الإرهاب «جلمود 3».
ويشارك في تمرين «جلمود 3»، الذي استمر أياماً عدة، القوات المسلحة في دولة الإمارات بجانب الحرس الملكي التابع لقوة دفاع البحرين وعدد من وحدات قوة الدفاع ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات الوطني البحريني، وذلك في إطار مواصلة التعاون الأخوي التاريخي المشترك بين البلدين.
كما شهد التمرين، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ووزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي، ووزير دولة خليفة شاهين المرر، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، والشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان سفير الدولة لدى مملكة البحرين، وعدد من المسؤولين وكبار القادة العسكريين.
كما شهده القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ومستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي مدير التمرين اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وقائد قوة الحرس الملكي الخاصة العقيد الركن الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وعدد من كبار المدعوين.
ووقّع البلدان، في بداية التمرين، مذكرة تعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وقعها من جانب الإمارات نائب رئيس الأركان الفريق الركن المهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي، ومن جانب البحرين مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
بعدها قدم اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إيجازاً عاماً اشتمل على مراحله وأهدافه بعد ذلك بدأ التمرين بمختلف تشكيلاته وفعالياته. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن سعادته بحضور هذا التمرين الذي أظهر مهارة وكفاءة المشاركين وما قدموه من تدريب عالٍ يحاكي ظروفاً عدة، راجياً الله عز وجل أن يحفظ البلدين وشعبيهما الشقيقين وينعم عليهما بمزيد من الخير والازدهار.
من جانبه، رحب ملك البحرين بحضور أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذا التمرين المشترك، وأثنى على الجهود التي بذلتها جميع الجهات المشاركة في إنجاحه.
وقال: «يسعدنا أن نرحب بأشقائنا الشجعان من القوات المسلحة في الإمارات في بلدهم البحرين وبين إخوانهم من قوة الدفاع ومشاركتهم معاً في هذا التمرين بكل كفاءة واقتدار وانسجام انطلاقاً مما يجمعنا من علاقات تاريخية وثيقة وعمل عسكري مشترك صفاً واحداً في العديد من المهام النبيلة دفاعاً عن أوطاننا وكرامة مواطنيها».
وأشار جلالته «إلى التكاتف الأخوي القوي الذي يجمع البلدين الشقيقين في كل المواقف، مضيفاً جلالته أن التحديات التي تواجه المنطقة اليوم تتطلب منا رص الصفوف والتأهب الدائم».
وفي الختام، تفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، الفرق المشاركة التي اصطفت تحية لسموه وللملك، كما تفقدا غرفة العمليات والمستشفى الميداني.
وأعربا عن سعادتهما بنجاح التمرين، مشيدين بالجهود الكبيرة التي بذلها المشاركون، بعدها التقطت الصور التذكارية للمشاركين في التمرين مع صاحب السمو رئيس الدولة وملك البحرين.
وبهذه المناسبة قال اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة: «إنه لشرف عظيم وكبير أن تحظى قواتنا العسكرية والأمنية البحرينية والإماراتية التي تقوم بتنفيذ تمرين مكافحة الإرهاب (جلمود 3) في هذا اليوم بحضور الملك حمد بن عيسى وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان»، وأضاف أن «تشريفكم لنا في هذا الميدان بين رجالكم يعد وسام شرف وعزة لأبنائكم وإخوانكم من منسوبي قواتنا العسكرية والأمنية، وتتويجاً لمعاني الترابط واستكمالاً لمسيرة الآباء والأجداد في وحدة الدم والمصير على مر التاريخ».
وأشار إلى أن «أروع الملاحم البطولية تجسدت حين اختلطت دماء أبطالنا الإماراتيين والسعوديين والبحرينيين دفاعاً عن الدين والأرض وعن عروبة منطقتنا ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة المدعومة، والتي لاتزال قوات التحالف العربي تقف لهم بالمرصاد وبكل حزم وقوة».
وأضاف: «وقد كان لتوجيهاتكم وحرصكم الدائم على تعزيز التعاون العسكري والأمني المستمر بين الأشقاء في كلا البلدين والارتقاء بمستوى الجاهزية العسكرية على أكمل وجه، الدور المهم في تعزيز العمل في مواجهة المخاطر المحتملة التي تواجه منطقتنا العربية على وجه الخصوص، وبما يشهده العالم من تحديات في مواجهة الإرهاب على وجه العموم. وعلى ضوء ذلك وضعت الخطط لتمرين مكافحة الإرهاب البحريني – الإماراتي المشترك (جلمود 3) في كيفية مجابهة واقع الإرهاب وتحدياته وطرق مكافحته ضمن أعلى المعايير وعلى جميع المستويات (الاستراتيجية والعملياتية والتعبوية)».
وأوضح أن هذا التمرين يُعد الأول على المستوى الوطني الذي تشارك فيه جميع القوات العسكرية والأمنية والإدارات المعنية في كلا البلدين، وبما يوضح التدابير المتخذة ويترجم الجهود المبذولة للخطط على أرض الواقع لتكون قواتنا قادرة على الدفاع عن المصالح الوطنية والقومية لدولنا وحمايتها.
وأكد الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أن هذا التمرين «يصبّ في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويعزز الخطط في التصدي للمخاطر التي تواجه دولنا العربية وليكون رادعاً لكل من تسول له نفسه المساس بأمن دولنا، وسنكون لهم السد المنيع ونواجههم بكل عزم وحزم ونقدم دماءنا وأرواحنا فداء في سبيل رفعة وعزة وأمن بلداننا».
وفي الختام دعا الله جلت قدرته أن يبقي بلداننا واحة للأمن والأمان ومنارة للسلم والتسامح والاستقرار، وألا تجد هذه الجماعات الإرهابية موطئ قدم لها على أراضينا.
كما ألقى الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أبياتاً من الشعر أشار فيها إلى العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين وتعاونهما الوثيق في التصدي للتحديات التي تحيط بالمنطقة.
وقد غادر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مملكة البحرين، حيث كان في وداع سموه في مطار قاعدة الصخير الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعدد من المسؤولين.