<![CDATA[
على الرغم من قائمة إنجازات دكتورة علم النفس الإكلينيكي، ثيما براينت، المهنية المثيرة، فإن هذا النجاح ليس وحده مصدر سعادتها.
اعتباراً من عام 2023، أصبحت رئيسة الجمعية الأميركية لعلم النفس، وهي أيضاً أستاذة علم النفس في جامعة Pepperdine حيث تدير مختبر أبحاث الثقافة والصدمات. وقبل ذلك حصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي من جامعة ديوك، وأكملت تدريبها بعد الدكتوراه في مركز هارفارد الطبي.
ورغم كل هذا النجاحات والمهام، إلا أنها تحافظ على التوازن بين الإنتاجية وصحتها العقلية، فضلاً عن الحفاظ على الصداقات الوثيقة، وأوضحت لقناة “CNBC”، كيف يمكن القيام بكل ذلك.
قالت براينت إن من المفاهيم الخاطئة الشائعة اعتقاد الناس أن تفادي التفكير في بعض الأمور التي تنغص حياتهم، سوف يقودهم لتجاوزها، موضحة أن “كبت المشكلة لا يمكن أن ينجح”. ولكن عندما تكون لدينا تجارب حياتية صعبة ونتجنبها، ينتهي بها الأمر بالظهور بطرق أخرى”.
وأكدت أن تجنب المواجهة ليس حلاً، إذ يمكن أن تظهر وتؤثر على نومنا. ويمكن أن تظهر في عادات الأبوة والأمومة لدينا.
كما قالت إن الاعتقاد بأن كلمة “مشغول” مرادفها “منتج” أو أنهما نفس الشيء، اعتقاد خاطئ آخر. إذ أن الكثير من الناس ينخدعون بهذا لأنهم يربطون بين عدم الأداء الجيد والاكتئاب وعدم القدرة على النهوض من الفراش، وهي الطريقة التي يظهر بها لبعض الناس.
لكن بالنسبة للآخرين، يمكنهم الاستسلام للعمل. وقد يكونون مدمنين على العمل أو الكمال. ويشعرون أن لديهم دائماً شيئاً لإثباته، ولكنهم لا يشعرون بالرضا الكافي أبداً.
عملك أو إنتاجيتك ليست دائماً علامة على كمالك أو عافيتك النفسية والعاطفية.
إذن، كيف توازن بين التفوق في العمل والاهتمام بصحتك النفسية؟
توضح براينت أن التفكير في طول العمر ودوام النجاح الخاص بك قد يؤثر على صحتك النفسية. وفي بعض الأحيان يكون لدينا دافع كبير لجمع المزيد، أو الحصول على ترقية لدرجة أننا لا نولي اهتماماً لأنفسنا في المستقبل.
وتؤكد براينت أن هذا السلوك ليس إلا إعداد نفسك للإرهاق: “أجسادنا تخذلنا”. وفي بعض الأحيان ينتهي بنا الأمر جسدياً أو عاطفياً إلى عدم القدرة على الحفاظ على هذه الوتيرة.
وتشير إلى أن المشكلة تكمن في الرغبة في النجاح المؤقت، والذي سيدفعك للعمل طوال الليل لتقديم تقرير مذهل في اليوم التالي، مع رغبة جامحة في “استمرار النجاح طوال العمر”.
ودعت للتفكير في تبني نموذج يوازن بين الحفاظ على الوقت والطاقة والتركيز دون إهمال الصحة والعلاقات.
وقالت براينت: “نجاحك يعتمد عليك ولديك عائلة تعتمد عليك.. من المهم إيجاد طرق قصيرة للحفاظ على طقوس الرعاية بأنفسنا وعلاقاتنا”.
وترى أن الاستيقاظ أبكر من الوقت المحدد قد يمنحك بضع دقائق في الصباح تمارس فيها طقوسك، دون الشعور بالقلق منذ أن تفتح عيناك.
وقالت، إن الشيء الآخر الذي غالباً ما يتم تجاهله هو رعاية المجتمع. فوجود صداقات وعلاقات صحية واتصالات صحية أيضا مع عائلتك أو حتى مع زملائك في العمل، كلها أشياء تساعدك وتذكرك بأنك على قيد الحياة، وأنك لست مجرد روبوت أو ماكينة.
وعند التفكير في الصداقات، من الضروري التفكير في الجودة أكثر من الكمية، فالمرء ليس بعدد أصدقائه.
وتوضح براينت السبب في ضرورة الحفاظ على صداقات جيدة، بأنه أمر شافٍ للغاية أن تشعر بأنك معروف من قبل شخص ما وأن يتم قبولك ورعايتك، من أجل هويتك.
وقالت إنها هدية لنظامنا العصبي عندما نكون مع شخص نشعر معه أنه وطننا.
وحتى لا تنفلت عقدة الصداقات بضغوط الوقت والإهمال، تنصح براينت بضرورة التواصل مع أصدقائك وتوضيح قيودك الزمنية لهم، إذ أن البعض يبني افتراضات بأن عدم تواصلك معه يرجع لأنك انتهيت من صداقته أو لا تهتم لشأنه.
وقالت: “أعز أصدقائي تعيش في فيلادلفيا وأنا أعيش في لوس أنجليس. ليس الأمر كما لو أننا نذهب إلى مكان ما معاً كل أسبوع، لكن عندما نتحدث، يكون الأمر مغذياً للروح والنفس”.